26/12/2016 - 11:05

حول مستقبل صحي أفضل/ د. نعيم أبو فريحة

الجهاز الصحي في إسرائيل له ميزات وإيجابيات كثيرة إلا أنه مصاب ببعض الأمراض المزمنة على مدار السنوات الأخيرة والتي لا نلمس فيها تحسن. فترات انتظار طويلة للطبيب الاختصاصي في بعض المجالات، الانتظار لأسابيع أو أشهر لبعض الفحوصات وبعض العمليات الجراحية،

حول مستقبل صحي أفضل/ د. نعيم أبو فريحة

د. نعيم أبو فريحة

الجهاز الصحي في إسرائيل له ميزات وإيجابيات كثيرة إلا أنه مصاب ببعض الأمراض المزمنة على مدار السنوات الأخيرة والتي لا نلمس فيها تحسن. فترات انتظار طويلة للطبيب الاختصاصي في بعض المجالات، الانتظار لأسابيع أو أشهر لبعض الفحوصات وبعض العمليات الجراحية، ما هي إلا جزءا بسيطا من مجمل مشاكل الجهاز الصحي، لكن لها علاقة مباشرة بموضوع اليوم ألا وهو الرشاوى أو الإكراميات في الجهاز الصحي.

للأسف، إنّ هذه الظاهرة موجودة في البلاد منذ سنوات طويلة، لكننا نعتبرها جديدة ودخيلة على مجتمعنا العربي بشكل عام والمجتمع النقباوي بشكل خاص. والحالة الأكثر انتشارا في هذا المجال أن يقوم المريض أو عائلته بدفع مبلغ معين مقابل تبكير موعد فحص تشخيصي أو عملية جراحية أو موعد لطبيب اختصاصي، وللأسف الطرف المقابل إما أن يكون طبيبا أو ممرضا أو من يعمل في الجهاز الصحي. وقد تصل المبالغ المدفوعة في بعض الأحيان إلى عشرات آلاف الشواقل.

نعم، هو عملٌ غير أخلاقي بكل معنى الكلمة، لأنه استغلال لظروف استثنائية يمر بها المريض وعائلته بحيث يكونون ممن يتمسك بأي شيء من أجل التماثل للشفاء، مثل هذه التصرفات تتنافى مع القيم الإسلامية والعربية، بل تتنافى مع قيم جميع الأديان والأخلاقيات الأساسية الإنسانية، لأي مجتمع من أجل مصالح ضيّقة. وطبعاً لا صلة لها بعاداتنا كعرب بشكل عام والبدو بشكل خاص الذين يتفاخرون دائما بالشهامة والإغاثة عبر العصور المختلفة.

ومما لا اختلاف عليه أنّ مثل هذه الرشاوى غير قانونية ويحاسب عليها القانون.

ونحن في رابطة الأطباء العرب في النقب لا يمكن إلا أن نكون في الجانب الذي يحارب مثل هذه الظواهر الغريبة على مجتمعنا، ودائما نكون مع الموقف التي فيها فائدة ومصلحة للمجتمع.

نحن على يقين أنّ من يقوم بمثل هذه الأعمال ما هم إلا قلة قليلة، وأنّ الجزء الأكبر من الزملاء الأطباء ومن يعمل في الجهاز الصحي إنما يقومون بعملهم بإخلاص ويساعدون كل محتاج بقدر إمكانياتهم واستطاعتهم.

من هنا، نتوجه إلى أطبائنا الأفاضل وكل من يعمل في الجهاز الصحي بجزيل الشكر والامتنان على ما يقومون به من خدمة للمرضى بشكل عام، لأن رسالتنا إنسانية. ونحن نعمل على إنقاذ حياة الناس وتحسين جودة حياتهم.

صحيح أننا نبقى جميعا بشرا ونحتاج إلى دخل شهري للعيش بكرامة، لكن لا بد أن نكون حذرين ولا ننجر وراء الماديات التي لا تدوم، وبناءً عليه، لا بد من استئصال مثل هذه الظواهر، وهذه وظيفة كل طبيب وممرض وكل من يعمل في الجهاز الصحي.

نتوجه إلى أهلنا الأفاضل في المجتمع أنه في نهاية المطاف أنتم من يستطيع أن ينهي مثل هذه الظواهر وبشكل جذري، وعدم التعاون في مثل هذه المواقف، ليعرف الجميع أنه لا مكان لها في مجتمعنا.

وبالمقابل، لا بد أن نكون أكثر فاعلية بخصوص حقوقنا من صناديق المرضى والمطالبة أن تكون هناك خدمات أفضل بطرق مختلفة.

* اختصاصي الأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي ورئيس رابطة الأطباء العرب في النقب. 

 

التعليقات