رأى رئيس جمعية تطوير الصحة في المجتمع العربي، بروفيسور بشارة بشارات، أن "المتحور الهندي من فيروس كورونا المعروف بدلتا لن يؤدي إلى عودة التقييدات الكبيرة، وذلك نظرا لنسب التطعيم العالية لدى المواطنين في البلاد".
وقال بشارات لـ"عرب 48" إن "نسب الإصابة في المجتمع العربي لا زالت منخفضة"، غير أنه حذّر من "الركون إلى المعطيات استخلاصا من الموجات السابقة التي أظهرت انتشارا للإصابات في المجتمع العربي بصورة متأخرة بأسبوع أو أسبوعين عما هي عليه في المجتمع اليهودي".
"عرب 48": ما هي الفوارق بين المتحور الهندي وفيروس كورونا التقليدي؟
بشارات: نحن نتحدث عن نسب إصابات أعلى بنحو 50% مما عرفنا سابقا، والمتحور هو الأكثر انتشارا في العالم، الآن. نعلم أن المتحور الهندي (دلتا) انتشر على نحو واسع جدا في بريطانيا وبلغت نسبة العدوى منه 90% بينما المتحور البريطاني غاب تقريبا من بريطانيا والعالم.
"عرب 48": ماذا عن الوضع في البلاد؟
بشارات: أيضا نحن نتحدث عما نسبته 90% من الإصابات بكورونا إصابات بالمتحور الهندي (دلتا)، والتي وصلتنا من خارج البلاد، وتقريبا كل يوم لدينا 10 إصابات جديدة عائدة من خارج البلاد، من روسيا والإمارات وتركيا ودول أخرى.
"عرب 48": ما مدى فاعلية التطعيم لهذه الحالات؟
بشارات: التطعيم فعال جدا حسب التجربة البريطانية. في البلاد شاهدنا إصابات لأناس تلقوا التطعيم، ولكن المرض كان خفيفا جدا وقليلا ولم يتسبب بالاضطرار إلى علاج في مستشفى. اليوم شهدنا لأول مرة عيادة بالغ بسبب الإصابة، وهو شخص لم يتلق التطعيم.
"عرب 48": ما سبب هذه المخاوف من المتحور الهندي في الآونة الأخيرة؟
بشارات: هذه المخاوف بسبب أن جزءا كبيرا من المجتمع لم يتلق التطعيم بعد. وحتى الذين تطعموا يمكن أن يصابوا بالعدوى ولديهم مناعة مضادة للفيروس، لكنهم يمكن أن ينقلوا المرض لغير المطعمين، خاصة في الأيام الأولى، ولذلك هناك قلق على من هم ما دون 16 عام،ا وأيضا لدينا نسب عالية للشباب من سن 16 - 19 لم يتلقوا التطعيم، وأيضا عموما لم نصل إلى نسب تطعيم 70% في النسب العامة، ولذلك يبقى قلق على من لم يتلق التطعيم وقد تتطور إصابات صعبة، رغم أنني أقدر أننا لن نصل لحالات صعبة كما في الموجات السابقة، لكن الفيروس سيشغلنا في الأسابيع المقبلة وعلينا تشجيع التطعيم.
"عرب 48": ماذا عن مدى خطورة الإصابة لمتلقي التطعيم؟
حسب التقديرات المرض ليس أصعب، ولكن العدوى أسرع.
"عرب 48": عايشنا مرحلة العزوف عن التطعيم، مؤخرا، ماذا تنصح أبناء 12 - 16 عاما؟
بشارات: من الواضح أن المرحلة السابقة شهدت تراجعا للمرض، ولذلك عزف الناس عن التطعيم بسبب عدم التشجيع للتطعيم. كورونا ليس من ورائنا ولا زال منتشرا في العالم ولن تنظف أي دولة في العالم دون أن ينظف العالم أجمع من الوباء، وسيبقى ينتقل من طفرة إلى أخرى حتى يختفي الفيروس من العالم، لذلك ننصح هذه الشريحة العمرية بالتطعيم، وتجربة الولايات المتحدة بإصابة طفل بالمتحور الهندي أثبتت نجاعة التطعيم، ولم يتعرض الطفل لأي أعراض، لذلك نشدد على النصيحة بالتطعيم ضد فيروس كورونا.
"عرب 48": هل الإصابات في البلاد أكثر بين الأطفال؟
بشارات: الإصابات في البداية تأتي من خارج البلاد وتنتقل بسرعة إلى البلاد خاصة للأطفال، والمعطيات تشير إلى أن 70% من الإصابات الجديدة وقعت بين الطلاب في المراحل الإعدادية والثانوية أي سن 12 - 16 عاما، لذلك مهم جدا التطعيم في هذا السن.
"عرب 48": هل تتوفر معطيات حول حجم الإصابات في المجتمع العربي؟
بشارات: الحالات قليلة جديدة. أول من أمس كان عدد الحالات 5 حالات فقط وقبلها كانت أقل، ولكن المجتمع العربي يتأخر دائما أسبوعين عن المجتمع اليهودي لظهور الإصابات فيه، لأننا نجري فحوصات أقل، لذلك أتوقع ارتفاع عدد الإصابات خلال أسبوعين.
"عرب 48": هل نتحدث عن الفحوصات العادية لكورونا للكشف عن المتحور الهندي؟
بشارات: نعم، الفحوصات ذاتها، وصناديق المرضى فتحت عيادات لفحوصات كورونا، وكل إنسان يمكنه إجراء الفحص، وحتى لمن تلقى التطعيم.
"عرب 48": هل على من تلقى وجبتي التطعيم تلقي وجبة ثالثة؟
بشارات: لا أبدا. التطعيم آمن حتى نهاية 2021، ومن انتهت بطاقته الخضراء يمكنه تجديدها عبر التطبيق حتى نهاية 2021.
"عرب 48": ماذا عن المتعافين؟
بشارات: أيضا نوصي المتعافين بالحصول على تطعيم واحد، ولكنه ليس إجباري. يمكن لكل معافى الحصول على البطاقة الخضراء فقط لأنه متعافي من الفيروس.
اقرأ/ي أيضًا | كورونا: تغريم شاب من أم الفحم بادعاء انتهاكه الحجر الصحي
التعليقات