04/07/2021 - 10:05

خبيرة بالأمراض الوبائية: قلقون من احتمال عودة ارتفاع نسب عدوى كورونا في المجتمع العربي

قالت مستشارة الأمراض الوبائية والمعدية، د. خزيمة خمايسي، لـ"عرب 48" إن "هناك قلقا من عودة ارتفاع نسب العدوى في المجتمع العربي، بعد أيام، نتيجة الموجة الرابعة من جائحة كورونا التي بدأت تجتاح البلاد، حديثا".

خبيرة بالأمراض الوبائية: قلقون من احتمال عودة ارتفاع نسب عدوى كورونا في المجتمع العربي

فحوص كورونا في البلاد (أ ب)

قالت مستشارة الأمراض الوبائية والمعدية، د. خزيمة خمايسي، لـ"عرب 48" إن "هناك قلقا من عودة ارتفاع نسب العدوى في المجتمع العربي، بعد أيام، نتيجة الموجة الرابعة من جائحة كورونا التي بدأت تجتاح البلاد، حديثا".

وعزت خمايسي القلق إلى أن "نسب التطعيم ونسب الفحوصات لدى المواطنين العرب منخفضة مقارنة مع الوضع العام في البلاد".

د. خزيمة خمايسي

وعن تطعيم الأولاد وأبناء الشبيبة، قالت خمايسي إنه "لو وضعنا مخاطر العدوى والإصابة بالمرض على ميزان المقارنة بمخاطر التطعيم نجد أن مخاطر الإصابة بالمرض وما يعقبه من مضاعفات لدى الأولاد أخطر بكثير".

"عرب 48": هل نحن فعلا أمام موجة رابعة جدية من جائحة كورونا؟

خمايسي: أرفض تسمية موجات. بالنسبة لي جائحة كورونا موجودة في البلاد منذ نشأتها، وما يسمى بالموجات هو الارتفاع في عدد الإصابات. صحيح أنها تراجعت بشكل كبير وملحوظ بعد ما سميت بالـ"الموجة الثالثة"، لكنها لم تختف على الإطلاق، ولو نظرنا إلى العالم نجد أنها في تلك الفترة سجلت أرقاما كبيرة، لذلك حين نتحدث عن اختفاء الجائحة يجب أن تكون قد زالت من العالم بأسره. نحن اليوم بصدد ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا، وهي تقتصر على العشرات أو المئات يوميا ما يعني أنها ما زالت في بدايتها، ومعظم الإصابات بين الشباب وأبناء الشبيبة الذين لم يتلقوا التطعيم، بالإضافة إلى إصابات بين الذين تلقوا التطعيم، وخصوصا بين أوساط العائدين من خارج البلاد، ومعظم الإصابات شخّصت بأنها من السلالة الهندية "دلتا" التي حملها المسافرون إلى البلاد.

"عرب 48": هل التطعيم سبّب تراجع العدوى في البلاد إلى حد جعلنا نعتقد أنها اختفت؟

خمايسي: الجواب عن هذا السؤال يتفرّع لأكثر من سبب، أولها تعليمات وزارة الصحة التي أوصت بوضع الكمامات والتباعد المكاني وعدم التجمهر، فالالتزام بهذه التعليمات أسس القاعدة للتغلب على الوباء، ثم جاءت حملة التطعيمات الكبيرة وأعطت الدافع القوي الذي جعلنا محصنين من العدوى. ولو أردنا تحديد العامل الرئيس للتغلب على الجائحة فلا شك أنه حملة التطعيم، بمساعدة عوامل أخرى.

"عرب 48": هل تتوقعين انتشار العدوى بالمجتمع العربي في الأيام المقبلة؟

خمايسي: عادة ما نلاحظ تأخر ازدياد الإصابات في المجتمع العربي عن المجتمع العام، وهذا يعود إلى عدة أسباب، أذكر منها أن عدد الفحوصات التي تُجرى في المجتمع العربي قليلة على الدوام منذ بدء انتشار الجائحة، وثانيا، الوعي غير الكافي والإهمال في تنفيذ التعليمات، لذلك نرى في كل مرة أنه بعد يتم إحكام القبضة واتخاذ إجراءات مشددة وإغلاقات في المجتمع اليهودي نجده ينفلت في المجتمع العربي إلى حد فقدان السيطرة. وسبب آخر أن التجاوب مع حملات التطعيم في المجتمع العربي كان أقل، سواء بين فئة كبار السن (50 عاما فما فوق) أو بين فئة الشباب.

"عرب 48": هل هذا يعني أنه بسبب هذه العوامل قد نجد انتشارا واسعا للوباء في المجتمع العربي، خاصة ونحن في موسم أعياد وأفراح؟

خمايسي: هناك احتمال بأنه بسبب قلة الفحوصات وقلة التطعيمات يوجد تخوّف من أن تصل الموجة بعد أسبوعين إلى المجتمع العربي. لذلك نحن منذ أيام بدأنا بإعادة تفعيل مكتب الاستشارة والتوجيه التابع لوزارة الصحة في المجتمع العربي، وعدنا إلى نشاطنا وفعالياتنا التي كنا عليها في أوج الأزمة بهدف زيادة التوعية وزيادة الفحوصات والتطعيمات.

"عرب 48": هل التطعيم يعد ناجعا ضد السلالة الهندية المعروفة باسم "دلتا"؟

خمايسي: لكي نعرف إذا كان التطعيم يغطي أي سلالة جديدة، نحتاج إلى بعض الوقت لدراسة الحالات في الدول التي كانت فيها نسب التطعيم مرتفعة، ونقارن بين مجموعات المتطعمين وغير المتطعمين. من خلال المعطيات المتوفرة لدينا من البلاد والعالم، لغاية الآن، فإن التطعيم يعالج هذه الطفرة بنسبة نحو 80%. وأريد التشديد هنا بأن هذه النسبة تعد جيدة جدا وعالية جدا لو قورنت بالتطعيمات التقليدية والموسمية التي تعطى ضد الإنفلونزا الموسمية على سبيل المثال، إذ تصل نسبة فعاليتها إلى 60 - 70%، ورغم ذلك تعد ناجعة جدا. صحيح أننا في بداية التطعيم كنا نسمع عن تغطية بنسبة 95%، وإذا هبطت نسبة نجاعته اليوم إلى 80% فهذا لا يعني أنه لم يعد فعالا، فالتطعيم الذي يمنع الحالات الخطرة بنسبة 80 - 85% بلغة الطب يعد فعالا جدا، وبصفتي خبيرة في هذا المجال أقول لك إننا لا نرى هذه النسب في تطعيمات كثيرة أخرى.

"عرب 48": ماذا يعني أن تداهمنا موجة رابعة من الوباء في الوقت الذي نحو 70% من المواطنين تلقوا التطعيم؟

خمايسي: الشيء الأهم بالنسبة لنا هو جهاز الصحة وضمان عدم انهيار هذا الجهاز إزاء الإصابات بالعدوى، وانهيار جهاز الصحة يعني عجزه عن توفير العلاج للمرضى. أعتقد أنه مع حملة التطعيمات الجارية والنسب والأرقام الموجودة هذا السيناريو غير متوقع بمعنى أن جهاز الصحة لن ينهار، وهذا هو الهدف الأهم بالنسبة لنا وليس عدد الذين يحملون الفيروس أو يصابون بالعدوى، وبالدرجة الثانية من الأهمية منع الحالات الخطرة.

"عرب 48": ماذا عن الإجراءات وفرض قيود، هل سيكون بموجب عدد الإصابات اليومية، أم بموجب عدد الحالات الخطرة؟

خمايسي: هذا السؤال يتعذر عليّ الإجابة عنه لأن "كابينيت كورونا" الجهة المخوّلة بفرض الإجراءات والقيود، ونعتمد اليوم إستراتيجية الاحتواء وليس فرض قيود، وأعني أنه ليس معامل العدوى (R) هو ما سيوجهنا وإنما ما سيؤخذ بعين الاعتبار مجمل المتغيرات، وأهمها عدد الحالات الصعبة داخل المستشفيات مع الحرص على عدم تأثر سير الحياة الطبيعي، ما يعني أنه ليس أعداد الإصابات اليومية هي التي ستوجهنا.

"عرب 48": هناك دعوات، اليوم، لتطعيم الأولاد وأبناء الشبيبة، هل التطعيم آمن بالنسبة لهذه الفئات؟

خمايسي: هذا هو السؤال الأهم، اليوم، لذلك فإن الإجابة عنه تحتاج إلى ميزان المقارنة بين جدوى التطعيم من جهة ومخاطره من جهة أخرى. وبكلمات أبسط أقول علينا أن ننظر إلى حسنات التطعيم وسيئاته مقابل مخاطر المرض ومضاعفاته على أبناء الشبيبة. ومعروف لنا أن إصابات الأولاد تلزم واحدا من كل ستة أولاد لتلقي العلاج في المستشفى بحالة متوسطة أو خطيرة، والعامل الآخر ا يحدث من مضاعفات للمرض على الأولاد للمدى البعيد. وهناك أرقام عالية نسبيا لأولاد عانوا من مضاعفات الإصابة بكورونا (مضاعفات ما بعد كورونا) والمعطيات العالمية تشير إلى أن واحدا من سبعة أولاد يعاني مضاعفات الإصابة بالفيروس، وهي نسبة عالية لا يستهان بها. والمعاناة بعيدة المدى تظهر في الضعف العام والصداع وعدم القدرة على التركيز وصعوبات بالتنفس وغيرها.

الآن من جانب حسنات وسلبيات التطعيم لوحظت إصابات بالتهاب بسيط بعضلة القلب لواحد من كل 12 ألف شاب حاصل على التطعيم (هذه الظاهرة كانت شائعة بين الشبان الذكور فقط)، وهذه النسبة ضئيلة جدا يجب ألا تردعنا عن تلقي التطعيم على مقياس نجاعة التطعيم مقابل مخاطر الإصابة بالمرض. وأشدد هنا على أنه بالرغم من وجود أعراض جانبية نادرة وهامشية للتطعيم فإن فائدته أعلى بكثير من خطورة الإصابة بالمرض.

"عرب 48": هل هناك إقبال على تطعيم الأولاد؟

خمايسي: حتى قبل أسبوع كانت النسب متدنية جدا، ومع بدء ما سميت بالموجة الرابعة طرأ ارتفاع ملحوظ على تطعيم الأولاد من سن 12 - 16 عاما، في المجتمع اليهودي، لكن هذه النسبة ضئيلة جدا بين الأولاد في المجتمع العربي. لذلك عقدنا جلسة ناقشنا فيها زيادة محطات التطعيم في البلدات العربية وحملة إعلامية لتشجيع تطعيم الأولاد.

"عرب 48": هل السلالة الهندية "دلتا" سريعة العدوى أكثر من سابقاتها وأخطر؟

خمايسي: نعم، سريعة العدوى حسب المعلومات المتوفرة حتى اللحظة. نسبة العدوى بهذه السلالة أعلى بنحو 60% من السلالات التي عرفناها في السابق وربما أعلى من ذلك، أما من حيث خطورة الإصابة بها فلا نعرف إذا كانت أشد قسوة أو عدائية ولا توجد إجابة شافية، قد تكون أشد خطورة بعض الشيء، لكن الأمر غير مثبت.

التعليقات