27/03/2022 - 02:24

كيفية التخلص من التفكير الزائد

عندما تفرط في التفكير، تدور الأفكار في رأسك وتجد نفسك عالقًا في الاتجاه المعاكس وغير قادر على المضي قدمًا، كما تبدأ بالتفكير بأفكار غريبة تتعارض مع بعضها البعض.

كيفية التخلص من التفكير الزائد

(توضيحية - Pexels)

عندما تفرط في التفكير، تدور الأفكار في رأسك وتجد نفسك عالقًا في الاتجاه المعاكس وغير قادر على المضي قدمًا، كما تبدأ بالتفكير بأفكار غريبة تتعارض مع بعضها البعض.

فمثلًا تتحول عبارة "أنا متحمس جدًا لمقابلة العمل هذه" إلى "أتساءل عما إذا أحبوني" ثم تتحول إلى "أنا غبي جدًا! ما كان يجب أن أقول ذلك! لن أحصل على عرض بالتأكيد".

التفكير الزائد ببساطة هو "التفكير في شيء أكثر من اللازم أو لفترة طويلة جدًا".

هذا الشعور يستنزف الطاقة بشكلٍ كبير. وقد أظهرت الدراسات أن الإفراط في التفكير يرفع مستويات التوتر، ويقلل من قدرتك على الإبداع، ويشوش قدرتك على الحكم، ويجردك من قدرتك على اتخاذ القرارات.

لكن لحسن الحظ، هناك عدة طرق تساعد في التخلص من التفكير الزائد.

كيفية التخلص من التفكير الزائد

لا يحدث ذلك بين عشية وضحاها، حيث أن الأمر يستغرق وقتًا ولكن بعض الأمور يمكن تنفيذها على الفور، لكن كل منها يتطلب عملاً واعيًا من جانبك.

في ما يلي خطوات لمساعدتك في التخلص من التفكير الزائد.

غيّر الأفكار التي ترويها لنفسك

كأيّ شخصٍ يقول لنفسه مثلًا: "لا يمكنني أن أصل في الوقت المحدد أبدًا، لأني لست شخصًا صباحيًا، لا يمكنني الالتزام بأي شيء". بعد هذا الكلام الذي يردده لنفسه، لن يصل إلى الاجتماعات أبدًا. هذا الشخص يبقى غاضبًا في الصباح، ولا يستطيع الالتزام بشيء.

هذا لأننا نصبح الأفكار التي نرويها لأنفسنا.

ما تقوله لنفسك مرارًا وتكرارًا، وكيف تصف نفسك بشكل متكرر، هو ما تؤمن به وتصبح عليه. كل ما تقوم به وتختبره ينبع من هويتك ومجموعة المعتقدات الأساسية.

فكر إذن، هل ما تفكر به يشجعُك أو يعيقك؟

أفكار مثل "أنا مفرط في التفكير" أو "أنا قلق دائمًا لأن لدي الكثير يدور في ذهني" أو "أنا لست جيدًا حقًا في اتخاذ القرارات وأنا أفكر في كل شيء"، تلحق الضرر بك أكثر مما تنفعك.

إذا كانت هذا ما تقوله لنفسك، فعليك التوقف فورًا لأنها تجردك من قوتك.

بدلاً من ذلك، افعل التالي:

حدد تلك المعتقدات التي تقيدك وحاول إيقاف نفسك من التفكير بها بشكل واعٍ كلما قُلتها في داخلك. استبدل هذه الروايات السلبية بأفكار إيجابية وتشجيعية، مثل: "أنا مسؤول عن مشاعري"، "أفكر بوضوح"، "أنا صانع قرارات".

هذه هي الطريقة التي تغير بها إدراكك لذاتك وتبدأ في استعادة قوتك.

اترك الماضي

اترك الماضي

غالبًا ما يفكر المُفرط في التفكير في الماضي.

عندما يفعل ذلك، فإنه يبذل طاقةً في افكار مثل، "ماذا لو" و"أتمنى" و"يجب أن أمتلك"، لكن هذه الطاقة تزيل الفرد من اللحظة الحالية.

لا يمكن تغيير الماضي - ولكن يمكنك تغيير الدروس والمعاني ووجهات النظر التي تستخلصها منه.

عندما تتقبل الماضي كما كان، فإنك تحرر نفسك من ثقله، حينها ستحرر عقلك من أعباء الماضي أو أخطاءه أو ضغائِنه التي تمنعك من اتخاذ إجراءٍ في الوقت الحاضر.

تعلُّم التخلي عن الماضي هو شيء يجب أن نعمل عليه باستمرار لأنه من السهل جدًا العودة إلى عادة اجترار التفكير، هذا الأمر ضروري لأنه يفرّغ الحيز الذهني الذي كان يشغله الإفراط في التفكير.

أوقف أفكارك في تلك اللحظة وتدرب على وجودك في الحاضر

أوقف أفكارك في تلك اللحظة وتدرب على وجودك في الحاضر

في خضم الإفراط في التفكير، توقف وقل: "لن أفكر هكذا، لن أستسلم."

اجذب انتباهك إلى حيث أنت هنا والآن.

تنفس وركز، أين أنت؟ ما هو شعورك؟ ماذا يدور داخل عقلك؟ ما الذي يسبب لك التوتر؟

افتح دفتر يومياتك واكتب أفكارك، حيث تظهر الأبحاث أن عادة كتابة ما نشعر به يساعدنا في التفكير وراء المعرفي.

ما وراء المعرفة: هي التفكير بما يفكر به المرء، أو بعبارة أبسط، هي وعينا لأفكارنا. لهذا السبب يصبح الشخص أكثر وعيًا بأفكاره عند كتابتها.

الهدف هو أن تصبح أكثر وعيًا وتزيل نفسك من تحت سيطرة "كيان" أفكارك. عليك مراقبة أفكارك كي تتمكن من فهم ماهيتها وسبب شعورك بها.

إن الوجود في الحاضر ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب الممارسة، لكن كلما لاحظت أن عقلك يفكر في الماضي أو في المستقبل، حاول أن تعيده إلى هذه اللحظة وفكر:

"الماضي لا يهم، والمستقبل بعيد المنال، كل ما لدي هو هذه اللحظة الحالية، لذلك سأتوقف عن التفكير في الماضي أو الحاضر، سأفكر فقط هنا والآن".

تساعد بعض الطقوس اليومية مثل اليوميات أو التأمل أو حتى كتابة سطر واحد في اليوم على الاحتفاظ بالسيطرة على ذهنك حتى تتمكن من البقاء في الحاضر. كما أنها تقلل التوتر وتحسن التركيز وتزيد من الوعي الذاتي.

يكون هذا الفعل صعبًا في البداية، ولكن كما هو الحال في أي شيء، سيبدأ في تغيير حياتك.

يساعد الوعي العالي على تقليل الإفراط في التفكير.

التركيز على ما يمكن التحكم به

تقول الكاتبة إيمي مورين - Amy Morin: "عندما تجد نفسك قلقًا، خذ دقيقة لتحديد الأشياء التي تتحكم فيها."

أولاً، اعترف بما يدور في ذهنك، ثم خذ خطوة إلى الوراء ووسع منظورك. اسأل نفسك: "ما الذي يمكنني التحكم فيه؟"

يقول ريان هوليداي

يقول الكاتب ريان هوليداي: "التركيز على ما في وسعنا فعله حصرًا يزيد من قوتنا ويعززها."

فمثلًا إذا كنت تكافح ماليًا وتفكر في كيفية دفع الفواتير، فهذا لن يساعدك، وإنما ما يساعدك هو النظر في نفقاتك والتفكير في: "ما الذي يمكنني اقتطاعه من فواتيري؟" ثم اسأل نفسك عن مصادر الدخل الأخرى التي يمكنك إنشاؤها، هذه هي الطريقة التي تحول فيها انتباهك من ما لا يمكنك التحكم فيه إلى الذي باستطاعتك التحكم به.

تحديد مخاوفك

في كثير من الأحيان، تكون المخاوف غير المنطقية التي تنشأ في أذهاننا هي التي تؤدي إلى الإفراط في التفكير.

نحن نخشى ما قد يعتقده الآخرون فينا، ونخشى ارتكاب الأخطاء، ونخشى ألا نكون جيدين بما يكفي لتحقيق النجاح. العيش مع هذا الخوف سوف يربكنا كثيرًا.

يقول الفيلسوف الروماني سينيكا:

"نعاني في الخيال أكثر مما نعاني في الواقع."

الخوف، الذي غالبًا ما ينبع من تخيل "ما يمكن أن يحدث"، يساهم في الإفراط في التفكير. وإحدى أفضل الاستراتيجيات للتغلب عليه ببساطة هي اتخاذ إجراءٍ ما. اتخذ خطوة صغيرة في مواجهة خوفك وشاهد ماذا سيحدث، في اللحظة التي تتخذ فيها خطوةً، تكسب فيها معركة مع التفكير الزائد.

كتب نابليون هيل، مؤلف كتاب Think and Grow Rich:

"يمكن علاج الخوف بشكل فعال من خلال التكرار القسري لأعمال الشجاعة."

فكر عندما تتردد في حسم أمرٍ ما، ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟

حين تدرس خطواتك وتفكر بما قد يحدث، يمكنك وضع خطة طوارئ، يمنحك ذلك الثقة لاتخاذ الإجراء الذي تحتاجه.

اكتب أو شارك بشكل علني الحلول وليس المشاكل

يقول الخبير توني روبينز:

"تتجه الطاقة إلى حيث يكون التركيز."

للتخلص من التفكير الزائد، يجب أن تعالج المشاكل الموجودة، فمثلًا، عندما تشعر بالإرهاق، خذ بعض الوقت لكتابة كل أفكارك التي في رأسك، ولكن بعد ذلك حوّل انتباهك إلى الحلول.

امنح قوتك وطاقتك للحلول. حيث أن المشاكل والأفكار التي تكتبها هي الحشائش التي تسبب التوتر والقلق. بعد كتابتها على الورق، أو التعبير عنها لصديق، حان الوقت الآن للتفكير بحلولها.

هل يسبب عملك التوتر؟ ما هي التغييرات التي يمكنك إجراؤها لتقليلها؟ هل يسبب الركود في حياتك القلق؟ ما الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتوضيح الأهداف التي تحتاج متابعتها؟

أن تكون منفتحًا وصادقًا بشأن أفكارك ومشاركتها مع شخص تثق به يمكن أن يقدم منظورًا جديدًا. في بعض الأحيان، نحتاج فقط إلى التنفيس عن النفس، لكن لا يجب جعل هذا الأمر اعتياديًا للهروب.

الصديق الجيد مستمعٌ حسن، ولكن عليك أن تطلب منه اقتراح الحلول أيضًا.

تعلم كيفية إدارة وتنظيم عواطفك وأفكارك وعقلك. أخرج أفكارك من رأسك حتى تتمكن من زيادة وعيك بها ومراقبتها، ثم حول انتباهك إلى الحلول التي يمكنك إنشاؤها لتخفيفها.

اتخذ القرار لتصبح شخصًا عمليًا

هناك فكرتان أساسيتان هنا: أخذ القرار واتخاذ الإجراءات.

أحد تحديات التفكير الزائد أنك تضيع في الأفكار داخل رأسك، مما يقودك بعد ذلك إلى التردد. وهو أسوأ مكان توجد فيه، لأنه إذا علقت في نفس المكان، فإن الدوران في دائرة أفكارك، يجعل الحركة إلى الأمام تهرب منك.

ما عليك القيام به هو التدرب على اتخاذ القرارات والالتزام بها، وافعل ذلك لأصغر القرارات، مثل اختيارك بين نكهة الشوكولاتة أو الفانيليا عند طلب الشراب، اختر بعد العد لثلاثة.

من خلال ممارسة الحسم في القرارات، تصبح شخصًا عمليًا تلقائيًا، لأن الفعل ينبع من قرار، والأخير يأتي منك.

تحكم في توترك: تحرك افصل ، اقض بعض الوقت في الطبيعة

كشفت دراسة نُشرت عام 2008 في مجلة Psychological Science أن الدماغ يصبح أهدأ وأكثر حدة بعد أن يقضي الشخص وقتًا في مكان هادئ في الطبيعة. وخلص بحث آخر إلى أن المشي في المساحات الخضراء يُدخل الدماغ في حالة تأمل.

حتى المشي لمدة 5 دقائق في الحديقة يمكن أن يكون له تأثير فوري مهدئ على العقل.

يمكن أن يساعدك أحد هذه الأشياء الثلاثة على تصفية ذهنك كلما شعرت بالإرهاق من الأفكار:

  • نزهة في الطبيعة.
  • ممارسة الرياضة، حيث ثبت علميًا أنها معزز سريع للمزاج ومخفف للتوتر، كما تساعدك على التفكير بوضوح.
  • الابتعاد من جميع الأجهزة الرقمية لبضع ساعات.

افعل شيئًا لطيفًا لشخص آخر

افعل شيئًا لطيفًا لشخص آخر

يمكن أن تساعدك محاولة تخفيف العبء عن شخص آخر في وضع الأمور في نصابها. فكر في طرق يمكن أن تصنع بها خدمة لشخص يمر في وقت عصيب، كشراء البقالة لجارك المريض، أو التحدث إلى صديقك الذي يمر في حالة انفصال.

يمكن إدراك أن لديك القدرة على جعل يوم شخص ما أفضل أن يمنع الأفكار السلبية من السيطرة على ذهنك، كما أنه يمنحك شيئًا مثمرًا للتركيز عليه بدلاً من تدفق أفكارك الذي لا ينتهي.

تغيير التفكير أمرٌ مهم للغاية عندما يكون سلبيًا. أهم ما يمكن فعله هو معرفة وجود هذه المشكلة ثم البحث عن المساعدة لكي تجد حلول التخلص من التفكير الزائد. لست مضطرًا للمرور بهذه الحالة وحدك، قد يساعدك أحد ما لذا لا تخشى طلب المساعدة في العمل على تحسين أفكارك.

التعليقات