29/03/2022 - 01:52

أعراض نقص فيتامين د

يُطلق على فيتامين د أحيانًا اسم فيتامين أشعة الشمس لأن الجسم يصنعه من الكوليسترول عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس. حظي هذا الفيتامين مؤخرًا بالكثير من الاهتمام لدوره في الصحة المناعية، وتحديداً فيما يتعلق بـ كوفيد 19 - COVID-19

أعراض نقص فيتامين د

(توضيحية - Unsplash)

يُطلق على فيتامين د أحيانًا اسم فيتامين أشعة الشمس لأن الجسم يصنعه من الكوليسترول عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس.

حظي هذا الفيتامين مؤخرًا بالكثير من الاهتمام لدوره في الصحة المناعية، وتحديداً فيما يتعلق بـ كوفيد 19 COVID-19. كما أنه مهم لصحة العظام والعديد من الوظائف المهمة في جميع أنحاء الجسم.

يجب أن يحصل معظم البالغين على 1500-2000 وحدة دولية (IU) من فيتامين د يوميًا، في حين أن بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية ومنتجات الألبان المدعمة، تحتوي على هذا الفيتامين، إلا أنه مم الصعب الحصول على ما يكفي من خلال النظام الغذائي وحده.

ليس من المستغرب إذن أن نقص فيتامين د هو أحد أكثر حالات نقص التغذية شيوعًا في جميع أنحاء العالم.

لكن ما هي أعراض نقص فيتامين د وكيف يمكن تفاديها.

أهمية فيتامين د

أهمية فيتامين د 

فيتامين د هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، ويلعب أدوارًا مهمة في الأداء السليم لجسم الإنسان، بما في ذلك صحة العظام والمناعة. قد يساعد أيضًا في الوقاية من السرطان والحماية من العديد من الحالات المزمنة، بما في ذلك:

  1. فقدان العظام
  2. الكآبة
  3. داء السكري من النوع 2
  4. مرض القلب
  5. التصلب المتعدد

يعاني ما يقدر بمليار شخص حول العالم من انخفاض مستويات فيتامين د في الدم، حيث وجدت مراجعة بحثية أن ما يقرب من 42٪ من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من نقص فيتامين (د). يرتفع هذا الرقم إلى ما يقرب من 63٪ لدى البالغين من أصل إسباني و 82٪ لدى البالغين الأميركيين من أصل أفريقي.

علامات وأعراض نقص فيتامين د

علامات وأعراض نقص فيتامين د

قد يكون من الصعب ملاحظة نقص فيتامين د لأن الأعراض قد لا تظهر لعدة أشهر أو سنوات. وفي بعض الأحيان، قد لا تظهر أي أعراض على الإطلاق.

مع وضع ذلك في الاعتبار، لا يزال من المفيد معرفة العلامات والأعراض التي يجب البحث عنها.

كثرة الأمراض أو العدوى

من أهم أدوار فيتامين د هو دعم صحة الجهاز المناعي، مما يساعد على درء الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض، حيث يتفاعل فيتامين د بشكل مباشر مع الخلايا المسؤولة عن معالجة العدوى.

إذا أصاب الفرد المرض بشكل متكرر وخاصةً نزلات البرد أو الأنفلونزا، فقد يكون انخفاض مستويات فيتامين د عاملاً مساهمًا، حيث أظهرت العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة وجود صلة بين نقصه والتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.

وجدت عدة دراسات أن تناول ما يصل إلى 4000 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا قد يقلل من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.

رُبط نقص فيتامين د في الآونة الأخيرة بزيادة خطر الإصابة بـ COVID-19، فضلاً عن زيادة خطر التعرض لتأثيرات شديدة من الحالة. ولكن مع ذلك، من المهم ملاحظة أن تناول مكملات فيتامين (د) - بأي جرعة - لن يمنع COVID-19.

التعب والإرهاق

يمكن أن ينبع الشعور بالتعب من عدد من الأسباب، قد يكون أحدها نقص فيتامين د.

على عكس الأسباب الأكثر وضوحًا مثل الإجهاد والاكتئاب والأرق، لا يُنسب الإرهاق غالبًا أن يكون سببًا محتملًا لنقص فيتامين د.

ربطت إحدى الدراسات التي أجريت على 480 من كبار السن بين نقص فيتامين د وأعراض التعب.

كما ربطت دراسة أجريت على 39 طفلاً انخفاض مستويات فيتامين د بنوعية النوم السيئة، وقصر مدة النوم، وتأخر أوقات النوم.

وقد وجدت إحدى الدراسات القائمة على الملاحظة التي أجريت على الممرضات وجود علاقة قوية بين انخفاض مستويات فيتامين د والإرهاق. علاوة على ذلك، كان 89٪ من المشاركين يعانون من نقص في هذا الفيتامين.

ومن المثير للاهتمام أن العديد من الدراسات تظهر أن تناول هذا الفيتامين قد يقلل من شدة التعب لدى الأشخاص الذين يعانون من نقصه.

ومع ذلك، هناك حاجة للمزيد من الأبحاث.

آلام العظام والظهر

قد تكون آلام العظام وأسفل الظهر من أعراض نقص مستويات فيتامين د، حيث يساعد فيتامين د في الحفاظ على صحة العظام عن طريق تحسين امتصاص الجسم للكالسيوم.

ربطت إحدى الدراسات التي أجريت على 98 بالغًا يعانون من آلام أسفل الظهر انخفاض مستويات فيتامين د بآلام أكثر حدة. ومع ذلك، وجدت مراجعة بحثية واسعة أن هذا الارتباط كان غير متسق مع دراسات أخرى مماثلة.

كما وجدت مراجعة لـ81 دراسة أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل وآلام العضلات والألم المزمن المنتشر يميلون لأن تكون مستويات فيتامين د أقل مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالات.

ولا يزال المزيد من الدراسات ضرورية.

الاكتئاب

ارتبط نقص فيتامين د بالاكتئاب، خاصة عند كبار السن، على الرغم من أن بعض نتائج الدراسات متضاربة.

لقد اختلطت تأثيرات مكملات فيتامين د، لكن بعض المراجعات وجدت أنها ساعدت في تخفيف أعراض الاكتئاب. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم العلاقة بين فيتامين د والاكتئاب.

ضعف التئام الجروح

قد يكون التئام الجروح البطيء بعد الجراحة أو الإصابة علامة على أن مستويات فيتامين د منخفضة للغاية.

وفي الواقع، تشير نتائج دراسة أخرى إلى أن فيتامين د يزيد من إنتاج المركبات الضرورية لتشكيل جلد جديد أثناء عملية التئام الجروح.

وجدت مراجعة واحدة لأربع دراسات أن نقص فيتامين د أضر ببعض جوانب الشفاء لدى الأشخاص الذين خضعوا لجراحة الأسنان. قد يكون دور فيتامين د في السيطرة على الالتهاب ومعالجة الالتهابات مهمًا أيضًا للشفاء التام.

وجدت إحدى الدراسات القديمة التي أجريت على 221 شخصًا، من بينهم 112 مصابًا بعدوى القدم السكرية، أن الأشخاص الذين يعانون من نقص حاد في فيتامين د كانوا أكثر عرضة للإصابة بمستويات أعلى من علامات الالتهاب التي يمكن أن تعرض الشفاء للخطر.

كما أنه في دراسة استمرت لمدة 12 أسبوعًا شملت 60 شخصًا يعانون من قرح القدم المرتبطة بالسكري، شهد أولئك الذين تناولوا مكمل فيتامين د تحسنًا كبيرًا في التئام الجروح مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، ومع ذلك، هناك الحاجة إلى مزيد من البحث.

فقدان العظام

يلعب فيتامين د دورًا مهمًا في امتصاص الكالسيوم وتجدد العظام، وذلك مهمٌ لأن تناول فيتامين د والكالسيوم في الوقت نفسه يساعد الجسم على زيادة الامتصاص.

يُعد انخفاض كثافة المعادن في العظام مؤشرًا على فقدانها للكالسيوم والمعادن الأخرى. هذا يعرض كبار السن، وخاصة النساء، إلى خطر متزايد للإصابة بالكسور.

وجد الباحثون في دراسة واسعة أجريت على أكثر من 1100 امرأة في منتصف العمر في سن اليأس أو بعد انقطاع الطمث، صلة قوية بين انخفاض مستويات فيتامين د وانخفاض كثافة المعادن في العظام..

ومع ذلك، فقد صدر عن الأبحاث التي أجريت على العلاج بمكملات فيتامين د لدى كبار السن نتائج مختلطة.

وبينما تظهر بعض الدراسات بعض الفوائد، مثل تقليل آلام العضلات، لم يجد بعضها الآخر أنها تمنع الكسور المتعلقة بفقدان العظام.

وجدت إحدى الدراسات أن النساء اللاتي يعانين من نقص فيتامين د لم يلحظنَ أي تحسن في كثافة المعادن ضمن العظام عندما تناولن جرعات عالية من المكملات الغذائية، حتى لو تحسنت مستويات الدم لديهن.

ومع ذلك، قد يكون تناول فيتامين د بشكل كافٍ استراتيجية جيدة لحماية كتلة العظام وتقليل مخاطر الكسور.

تساقط شعر

قد تؤثر العديد من الأطعمة والعناصر الغذائية على صحة الشعر. وفي حين أن الإجهاد هو سبب شائع لتساقط الشعر، إلا أن تساقط الشعر الشديد قد يكون نتيجة لمرض ما أو نقص في المغذيات.

يرتبط تساقط الشعر عند النساء بانخفاض مستويات فيتامين د، على الرغم من نقص الأبحاث التي تخص الموضوع. وعلى وجه الخصوص، تربط الدراسات مستويات فيتامين د)المنخفضة بالثعلبة البقعية، وهي مرض مناعي ذاتي يتصف بفقدان الشعر الشديد.

ربطت إحدى الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة انخفاض مستويات فيتامين د مع تساقط الشعر بشكل أكثر حدة. وفي دراسة أخرى أجريت على 48 شخصًا يعانون من هذه الحالة، أدى استخدام شكل اصطناعي من فيتامين د موضعيًا لمدة 12 أسبوعًا إلى زيادة نمو الشعر بشكل ملحوظ.

وجدت مراجعة بحثية أخرى أن مستويات فيتامين د قد يكون لها علاقة عكسية مع تساقط الشعر غير المتندب. هذا يعني أنه كلما زادت مستويات فيتامين د، قل تساقط الشعر.

الألم العضلي

غالبًا ما يصعب تحديد أسباب آلام العضلات. ولكن تشير الدلائل إلى أن نقص فيتامين د هو سبب محتمل.

وُجد في دراسة قديمة أن 71٪ من الأشخاص الذين يعانون من الآلام المزمنة يعانون من نقص في فيتامين د.

توجد مستقبلات فيتامين د في الخلايا العصبية التي تسمى مستقبلات الألم، والتي تستشعر الألم. قد يشارك هذا الفيتامين أيضًا في مسارات إشارات الألم في الجسم، والتي قد تلعب دورًا في الألم المزمن.

تشير بعض الدراسات إلى أن الجرعات العالية من مكملات فيتامين د قد تقلل من أنواع مختلفة من الألم لدى الأشخاص الذين يعانون من نقصه.

وقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 120 طفلاً يعانون من نقص فيتامين د والذين يعانون من آلام في النمو أن جرعة واحدة منه قللت من درجات الألم بمعدل 57٪.

زيادة الوزن

السمنة هي أحد العوامل الخطيرة لنقص فيتامين د، حيث وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على البالغين وجود صلة محتملة بين حالة نقص فيتامين د ودهون البطن وزيادة الوزن، رغم أن هذه التأثيرات كانت أكثر وضوحًا عند الرجال.

وبينما يمكن ملاحظة نقص فيتامين د في حالات السمنة، إلا أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت مكملات هذا الفيتامين تساعد في منع زيادة الوزن فعلًا.

القلق

يرتبط نقص فيتامين د باضطرابات القلق، حيث وجدت إحدى المراجعات أن مستويات الكالسيديول، وهو شكل من أشكال فيتامين د، كانت أقل لدى الأشخاص الذين يعانون من القلق، وكذلك لدى المصابين بالاكتئاب.

وجدت دراسة منفصلة أجريت على النساء الحوامل أن وجود مستويات كافية من فيتامين د قد يساعد في تقليل أعراض القلق، وتحسين نوعية النوم، وحتى المساعدة في منع اكتئاب ما بعد الولادة.

لكن لا يزال هناك الحاجة للمزيد من البحث.

إن أعراض نقص فيتامين د غالبًا ما تكون خفية وغير محددة رغم انتشاره بين الناس بشكل كبير، لذلك قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من نقص أو بعض الحالات الصحية الأخرى.

إذا كان يوجد شك أنه قد يكون هناك نقص، فيجب طلب إجراء فحص دم للتأكد، حيث أن معالجة نقص فيتامين د أمر جدير بالاهتمام ويمكن أن يكون له فوائد دائمة للصحة

التعليقات