يُعتبر الضحك دواءً قويًا، فهو يجمع الناس معًا ويؤدي لإحداث تغييرات جسدية وعاطفية على صحة الجسم. إذ يقوي الضحك جهاز المناعة لديك، ويعزز المزاج، ويقلل من مشاعر الحزن والألم، كما أنه يحميك من آثار التوتر الضارة.
لا يوجد وظيفة حيوية تعمل بشكل أسرع أو أكثر موثوقية لإعادة عقلك وجسمك إلى توازنه الصحيح مثل الضحك. تعمل الفكاهة على التخفيف من أعبائك، وتزيد من ترابطك مع المحيط فيجعلك تشعر بالرضا، ويبقى الشعور الإيجابي مرافقًا لك حتى بعد أن يهدأ الضحك، ويحافظ على النظرة الإيجابية والمتفائلة خلال مواجهة المواقف الصعبة وخيبات الأمل والخسارة.
فوائد الضحك على صحة الجسم
أنه أمر جميل أن نتشارك الضحك الجيد مع من نحب، لكن ما هي فوائد الضحك على صحة الجسم؟ وكيف يمكننا تسخير فوائد الضحك والفكاهة للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية؟
يساعد الضحك على التحكم بالهرمونات
يقلل الضحك من مستوى هرمونات التوتر، ويحسن مستوى صحة الجسم. إذ يزيد الضحك من عدد الخلايا المنتجة للأجسام المضادة ويعزز كفاءة الخلايا التائية. ممّا يعني بناء جهاز مناعة أقوى، وتقليل عدد الآثار الجسدية للإجهاد على صحة الجسم.
يساهم في تمرين الأعضاء الداخلية للجسم
يُساهم الضحك من البطن في تمرين الحجاب الحاجز، وتقليص عضلات البطن وتمرين عضلات الكتفين، ممّا يجعل العضلات أكثر استرخاءً بعد ذلك. كما أنه يوفر تمرينًا جيدًا للقلب. لا يمكن اعتباره بديلا عن التمارين الرياضية، ولكن بيّنت إحدى الدراسات أن الضحك لمدة 10 إلى 15 دقيقة يوميًا يمكن أن يساعد على حرق ما يقارب 40 سعرة حرارية، إذ يساهم الضحك في خفض هرمونات التوتر التي تسبب زيادة الشهية، وهو ما يعتبر كافيًا لفقدان ثلاثة أو أربعة أرطال على مدار عام.
يُخفف الإحساس بالألم والحزن
إذ يُساعد الضحك على إطلاق مادة الأندورفين، وهي مادة كيميائية طبيعية للجسم تسبب الشعور بالسعادة. إذ يعزز الإندورفين الشعور العام بالرفاهية وكما يمكنه حتى التخفيف من مشاعر الألم في الجسم.
يساعد الضحك في زيادة التركيز
يساعد الضحك على زيادة التركيز، إذ يقلّل الضحك تشتت التركيز بسبب الضغط والمشاعر السلبية، ممّا يساهم في جعلنا أكثر بهجة ووضعنا في إطار ذهني إيجابي للتركيز.
يساهم الضحك في حماية القلب
يحمي الضحك القلب، إذ يحسّن من وظيفة الأوعية الدموية ويساهم في زيادة كمية الأكسجين في الدم، ممّا يساعد في تقليل حالات التعرض لنوبة قلبية وغيرها من مشاكل القلب والأوعية الدموية. كما أن إفراز مادة الأندروفين تساهم في تخفيض ضغط الدم في الجسم.
يُخفف الضحك من أعباء مشاعر الغضب
لا شيء يُوقف الغضب والنزاع أسرع من تشارك الضحك. إذ أن تحويل المواقف المشحونة إلى مواقف مضحكة يمكن أن يساهم في حل المشاكل بشكل صحيح، أو المضيّ قدمًا وتجاوز الخصام دون التمسك بمشاعر المرارة أو الاستياء.
يساعد الضحك على العيش لفترة أطول
يساعد الضحك على العيش لفترة أطول. إذ بيّنت دراسة نرويجية أن الأشخاص الّذين يتّمتعون بروح الدعابة القوية عاشوا فترة أطول من أولئك الذين لا يضحكون كثيرًا. كما أن مرضى السرطان الذين حافظوا على ضحكتهم تماثلوا للشفاء بشكل أكبر.
يساعد الضحك على تحسين المزاج
لا شيء يستطيع أن يدحض مزاجًا سيئًا تمامًا كالضحك من أعماق القلب. إذ ينتج عن الضحك إحساس عام بالهدوء ويمكن أن يزيل الاكتئاب الذي كنت تشعر به ذات مرة.
يقوي العلاقات مع الآخرين
يُساعد الضحك المشترك بين الأصدقاء والعائلة على زيادة مشاعر الترابط وبناء علاقات اجتماعية قوية ودائمة. كما يُعتبر الضحك طريقة فعّالة لحل الخلافات السابقة.
لا يُكلف الضحك شيئًا على الإطلاق
أظهرت دراسات حديثة أن الأطفال في سن ما قبل المدرسة يضحكون حتى 400 مرة في اليوم، ولكن مع بلوغهم سن الرشد، تتناقص عدد المرات التي يضحكون فيها إلى 17 مرة فقط في اليوم وسطيًا. الضحك مجاني ولا يكلفُ شيئًا، إلا أننا نبخل على أنفسنا والآخرين القليل من الضحك الذي يعطي شعورًا أفضل.
يزيد من فرص الحمل
إذ أظهرت دراسة أُجريت عام 2011، أن النساء اللواتي يستخدمن التخصيب في المختبر للإنجاب كن أكثر عرضة بنسبة 16% للحمل عندما يشاهدون عرض مهرج مضحك من اللواتي لم يشاهدن مهرجًا في حياتهن.
كيف نجلب المزيد من الضحك في حياتنا
في وسط ضغوطات الحياة سواء كانت في المدرسة والعمل، ننسى أحيانًا مدى أهمية تخصيص وقت للضحك. بدءًا من قضاء سهرة جميلة مع العائلة وصولًا إلى تجربة هواية جديدة أو تجربة كتاب أو فيلم جديد. من الضروري أن نضيف الضحك إلى روتين حياتنا اليومي عن طريق مجموعة من الخطوات البسيطة لكنها ذات تأثير قوي.
ابتسم للأشياء من حولك
الابتسامة هي بداية الضحك، ومثل الضحك، فإن الابتسامة شيء معدي. فعندما ننظر إلى شخص ما أو عندما يخطف نظرنا شيء ملفت إلى حد ما، لا بأس لو بادرنا بالابتسام.
فبدلًا من النظر إلى الهواتف، يمكننا النظر لأعلى والابتسام للأشخاص الذين نعرفهم إذا ما صادفناهم في الشارع، أو الابتسام للشخص الذي يقدم لك قهوة الصباح، أو زملاء العمل. ولاحظ تأثير ذلك عليك وعلى الآخرين.
كُن ممتنًا للنعم في حياتك
قم بعمل قائمة للنعم التي تملكها في حياتك، إذ إنه بمجرد التفكير في الجوانب الإيجابية لحياتنا تبدأ الأفكار السلبية التي تمنع عنا الضحك و الفكاهة بالابتعاد.
شارك الدُعابات اللطيفة مع الآخرين
يسعد الناس جدًا عند مشاركتهم شيئًا مضحكًا مع الآخرين، لأنه يمنحهم فرصة للضحك مرة أخرى ويعزز ثقتهم بأنفسهم. لا تترد بمشاركة النُكت اللطيفة مع الآخرين.
قضاء وقت ممتع مع أصدقاء مرحين
هؤلاء الأشخاص متصالحون جدًا مع أنفسهم ومع الحياة، ويجدون اللحظات المضحكة بشكل روتيني في أحداث الحياة اليومية، لا تنسى أن الضحك والمرح شعور معدي.
قضاء بعض الوقت مع حيوانك الأليف
يُعتبر قضاء الوقت مع الحيوانات الأليفة، مثل الكلاب والقطط، أحد مسببات الضحك. إذ يمنحنا اللعب مع هذه الكائنات الأليفة لحظات من الضحك والمرح. كما تساعد الحيوانات الأليفة على تقليل الشعور بالتوتر. إذا كنت تمتلك قطة أو كلب فكر بتخصيص وقت قصير من يومك واللعب معه.
ممارسة الأنشطة التي تساعد على الضحك
تساعد مشاهدة المسرحيات الترفيهية أو الأفلام الكوميدية في المنزل على الضحك والحصول على فوائده الصحية للجسم، فهي طريقة سهلة للضحك يمكننا الحصول عليها متى احتجنا لذلك.
عندما تصبح الحياة ممزوجة بالضحك والفكاهة، يزدهر الإبداع ويزداد الشعور بالتفاؤل والأمل، والرغبة بالانطلاق لتحقيق أحلامنا، كما يتسنى لنا من خلال الضحك فرص لبناء روابط متينة مع الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل. إذ يأخذنا الضحك إلى مستوى أعلى من النشاط حيث يمكننا رؤية العالم من منظور أكثر إيجابية وسعادة، فضلا عن دوره في الحفاظ على صحة الإنسان العقلية والجسدية.
جرب واثني زوايا فمك إلى ابتسامة ثم اضحك، وبمجرد أن تحصل على ضحكة مكتومة، قيّم ما تشعر به. هل تشعر أن عضلاتك أقل توترًا؟ هل تشعر براحة أكبر أم تشعر بالتفاؤل والحماس؟ هذا هو الإكسير الحقيقي للحياة.
التعليقات