11/10/2022 - 09:15

العادات اليومية السيئة التي تدمر حياتنا

كن صادقًا مع نفسك إذا ما كنت حقًا تريد القيام بذلك، وما مدى تأثر هذه الخطوة على حياتك اليومية، ثم كن مستعدًا لوضع خطط عمل وتنفيذها. قد يتطلب الأمر بعضًا من التجارب للعثور على طريقة الإنتاجية المناسبة

 العادات اليومية السيئة التي تدمر حياتنا

(توضيحية - unsplash)

يداوم العديد من الناس على بعض العادات التي قد لا يكون القيام بها أمرًا ذا إنتاجية، لكن في الوقت نفسه قد نقوم بممارسة بعض العادات اليومية السيئة التي قد تدمر حياتنا إذ ما تُركت دون رادع، إذ أننا لا نستطيع ملاحظة آثار هذه العادات في الوقت الحاضر.

قد تكون هذه العادات السيئة أشياءً نقوم بها في مرحلة ما من حياتنا، بعضها عادات تعلمناها في طفولتنا، والبعض الآخر هي عادات ناتجة عن ردات فعل لحماية أنفسنا من الخوف وأحكام الناس، وبعضها سلوكيات تنزلق إلينا أثناء المضي بحياتنا دون وعي ذاتي بها.

ما هي هذه العادات السيئة وكيف تدمر حياتنا

المماطلة وتأجيل القيام بالخطوات المهمة

المماطلة وتأجيل القيام بالخطوات المهمة

يميل البعض إلى وضع خطط ورغبات مهمة ثم إهمالها وتأجيل القيام بها لليوم القادم، ثم لليوم الذي يليه، إلى أن تتلاشى هذه الخطط وتصبح منسية تمامًا.

كن صادقًا مع نفسك إذا ما كنت حقًا تريد القيام بذلك، وما مدى تأثر هذه الخطوة على حياتك اليومية، ثم كن مستعدًا لوضع خطط عمل وتنفيذها. قد يتطلب الأمر بعضًا من التجارب للعثور على طريقة الإنتاجية المناسبة لك، ولكن إحدى الأساليب المتّبعة هي كتابة ملاحظات مع منبه للتذكير، وهو أمر يجعلنا أقل عرضة لنسيان ما يجب علينا القيام به.

التشكيك بالذات

يُعد التشيك بالذات أحد أثقل الأحاسيس التي يمكن حملها في الحياة. تتجسد بالشعور الدائم بأنك لا تستحق ما تناله، أو لست ماهرًا وذكيًا بما يكفي، و الكثير من الأحاسيس والأفكار الأخرى التي تعيق تقبلنا للفرص الرائعة التي تتيحها لنا الحياة، وما تلبث أن تصبح من العادات السيئة الملازمة لنا.

تُعتبر هذه الأفكار نتاجًا للمعتقدات السائدة التي تعلمناها في الماضي، وأنماط التفكير السلبية التي تلاحقنا مدى الحياة إلى أن نتخذ القرار الواعي بضرورة مواجهتها وتغييرها. إذ يمكننا إيقاف التشكيك بالذات عندما، نلاحظ تلك الأفكار أو المشاعر دون الحكم عليها عند ظهورها، واستبدالها بأفكار تشجيعية لطيفة.

مقارنة حياتك بحياة شخص آخر

نتيجةً لتحول مواقع التواصل الاجتماعي لجزء من عادات حياتنا اليومية، أصبح مقارنة أنفسنا بالآخرين أمرًا سهلًا. لكن ما لا نعرفه هو أن كل ما نراه على هذه الشاشات خُطط وحُرر بعناية لدرجة أنه لم يعد حقيقيًا. إذ أن لا أحد يقوم بنشر كل تفاصيل وعادات حياته اليومية على الإنترنت، ممّا يدفعنا للاعتقاد بأن حياته مسلية وممتعة طوال الوقت.

ماذا لو استخدمنا طاقتنا الذهنية هذه لجعل حياتنا أفضل؟ ليس المقصود هنا أن نعيش حياتنا كما يُملي علينا المجتمع، ولكن أن نخلق حياة حقيقة تعكس تمامًا ما نريده في أعماقنا.

الاكتراث لما يعتقده الآخرون

إذا كنت تعاني من هذه العادة السيئة المتمثلة بالاهتمام لما يعتقده الآخرون عنك، فلدي بعض الأخبار السارة لك: لا أحد يشغل طاقته ووقته بالتفكير بك. لا أحد يتذكر الموقف المحرج الذي قمت به أمامه، بل في الحقيقة الكل مشغول ومنغمس في تفاصيل وعادات حياته اليومية، وليس لديه الوقت والطاقة للتفكير بك كثيرًا. عندما نبني أفعالنا حول ما يعتقده الآخرون بنا، فإننا بذلك نتخلى عن نقاط قوتنا، وبمجرد استيعاب هذه الحقيقة سنشعر بمزيد من الحرية.

البحث المفرط عن الكمال

يعاني الأشخاص الذين يسعون للكمال غالبًا الكثير من الألم العقلي والعاطفي، إذ يؤدي السعي المستمر لتحقيق أداء لا تشوبه شائبه إلى الشعور بالإرهاق والقلق الدائم.

يؤدي البحث الدائم عن الكمال إلى قتل الإبداع والإنتاجية، لأننا قلقون باستمرار فيما لو كنا اقترفنا خطأ ما، مما يُصعّب علينا تحقيق الأهداف بسبب الخوف الزائد من الخطأ الذي يعرقل الشروع بالعمل. بدلًا من محاولة أن نكون مثاليين إلى أن يتملكنا الشعور بالهزيمة عندما نعجز عن تلبية هذه المعايير المستحيلة، يجب التركيز على بذل قصارى جهدنا فقط. هذا حرفيًا كل ما يمكننا فعله، أن نقول لأنفسنا: «أنا أبذل قصارى جهدي في هذه اللحظة، ولا أفشل إلا عندما لا أحاول».

إهمال الصحة النفسية

إهمال الصحة النفسية

قد يصبح من السهل، خلال سيرنا مع إيقاع الحياة الروتيني، إهمال صحتنا النفسية، سواء كنا نعمل بدوام كامل أو أثناء الاعتناء بالأطفال في المنزل. إذ أننا ننجرف باتجاه مواقف الحياة، الصعبة أحيانًا، وننسى أننا نحتاج للتروي قليلا والاعتناء بأنفسنا.

إن أخذ الوقت الكافي للاعتناء بصحتنا النفسية يجعل أدائنا في العمل أو المنزل أفضل، مثل التخطيط لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء أو العائلة والقيام بنشاط ممتع معهم، أو التكلم مع صديق مقرب والفضفضة، أو المكوث بالمنزل ومشاهد فلم جديد.

الخوف من طلب المساعدة

لا يمكننا إنكار عدد المرات التي احتجنا فيها لمساعدة من أحد، ثم قمنا بكبح حاجتنا خوفًا من أن نبدو حمقى أو مزعجين. نميل لمحاولة إصلاح الأشياء بأنفسنا، وهو في الواقع سمة جيدة، فليس من المنطقي أن نعتمد على الآخرين دائمًا.

ولكن في بعض الأحيان لا ضير في طلب المساعدة فجميعنا يملك مواهب ومهارات مختلفة، قد تكون هذه مناسبة جيدة لتعلم معارف وخبرات جديدة من الآخرين. سواء كانت المشكلة كبيرة أو صغيرة، لا بأس من طلب المساعدة عند الحاجة، لن يحكم علينا أحد.

مهام متعددة في وقت واحد

مهام متعددة في وقت واحد

نُحب الاعتقاد بقدرتنا على القيام بمهام متعددة في وقت واحد، لكن أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يقومون بمهام متعددة هم في الواقع أقل إنتاجية من أولئك الذين يركزون على مهمة واحدة.

في المرة القادمة، عندما يكون عليك فيها القيام بمهام متعددة، ركز على إكمال إحداها ثم الانتقال إلى المهمة التي تليها. بمجرد تخلصنا من هذه العادة التي تدمر حياتنا، ستتحسن جودة العمل وسنكون قادرين على التحقق منه والشعور بالرضا عنه وعن أنفسنا، بدلًا من القيام بأنصاف المشاريع فقط.

العيش في الماضي

على الرغم من أن ماضينا يشكل ذواتنا في عدة طرق، إلا أن التفكير في الماضي قد يسبب لنا الكثير من الألم، إذ أنه يأخذنا لأبعد من اللحظة الحالية ويمنعنا عن المضي قدمًا.

سواء كان الأمر متعلقًا بألم قديم خلفه شخص ما في داخلك، أو شعورًا بالندم عن أفعال كنت قد قمت بها، أعد توجيه عقلك بلطف نحو اللحظة الحالية، كلما اقتحمت هذه الأفكار عقلك. وتذكر أن هذه الأفكار تعرقل وتدمر حياتك فلا بأس لو سمحت لها بالرحيل. قد تضطر للقيام بذلك لعدة مرات، لكن استمر وستشعر بالتحسن.

ظن السوء بالآخرين دائمًا

من السهل علينا جدًا إصدار أحكام سريعة ومسبقة عن الآخرين عندما لا نضع أنفسنا مكانهم، أو أحيانًا نفترض أن شخصًا ما يكنّ أسوء النوايا لنا، بينما في الواقع الأمر مختلف عن ذلك تمامًا.

في كل مرة تفقد فيها صبرك أو تستاء من شخص ما، تذكر أنه يبذل قصارى جهده أو ربما لديه أولويات مختلفة عنك، أو ربما يمر بوقت عصيب أثر على سلوكه وليس للأمر علاقة بك. هذا لا يعني أنه علينا التسامح مع السلوك المسيء، والسماح للآخرين بتجاوز خطوط الاحترام، ولكن أن نترك الأشياء الصغيرة تذهب. الأمر لا يتعلق بك، ولا يستحق أن تضيع طاقتك عليه.

ليكن هذا العالم خطوتك نحو التحول لأفضل صورة عن نفسك، إذ أن الخطوة الأولى نحو عيش حياة أفضل وأكثر سعادة هي التخلي عن العادات السيئة التي تدمر حياة الإنسان وتؤذيه شخصيًا أو مهنيًا. بمجرد أن نتعلم كيفية كسر سلوكيات التدمير الذاتي هذه، سيصبح تحقيق أهدافنا وطموحاتنا أمرًا أسهل بكثير، إذ غالبًا ما يتبع النجاح نجاحًا آخر، وعندها سنتمتع بثقة وجرأة أكبر للتقدم صوب أحلامنا.

التعليقات