22/05/2022 - 18:47

هل تتهدّد البلاد موجة انتشار لفيروس جدري القردة؟

يتزايد القلق بشأن تسجيل دول عدّة في العالم، إصابات بجدري القردة، من بينها إسرائيل، التي أكّدت وزارة الصحة فيها، أمس السبت، تشخيص أول إصابة بالمرض لشاب في الثلاثينات من عمره، وُصفت حالته بالطفيفة.

هل تتهدّد البلاد موجة انتشار لفيروس جدري القردة؟

فحص درجة حرارة مسافرين (توضيحية - Getty Images)

يتزايد القلق بشأن تسجيل دول عدّة في العالم، إصابات بجدري القردة، من بينها إسرائيل، التي أكّدت وزارة الصحة فيها، أمس السبت، تشخيص أول إصابة بالمرض لشاب في الثلاثينات من عمره، وُصفت حالته بالطفيفة.

وقبل إسرائيل، أعلنت بريطانيا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وفرنسا وأميركا وكندا وأستراليا عن تسجيل إصابات بالمرض النادر، الآخذ بالانتشار في بلدان أخرى حول العالم.

(توضيحية - Getty Images)

لتسليط الضوء على الفيروس المذكور، حاور موقع "عرب 48" مدير قسم الطوارئ في المستشفى "الإنجليزي" بالناصرة، د. نجيب نصر الله من شفاعمرو.

"عرب 48": ما هو فيروس جدري القردة؟

د. نجيب: ينتمي فيروس جدري القردة إلى جنس الفيروسات الجدرية، وقد تم الكشف عنه لأوّل مرّة في مختبر للقردة أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري في ما بين القردة، وهو من عائلة "بوكس فيروس". هذا المرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ، ينتقل من خلال عدة طرق، من الحيوانات للإنسان، وبخاصة تلك التي هي من عائلة القردة مثل السنجاب والأرنب. كما أنه ينتقل من خلال اللمس، واللعاب.

د. نجيب نصر الله

"عرب 48": ما هي أعراض الإصابة بالفيروس؟

د. نجيب: تتراوح فترة حضانة جدري القردة -وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها- بين 6 أيام و16 يوما، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما. ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي: بداية الإصابة تُشبه الإصابة بنزلة البرد، ومن السِّمات الأولى للإصابة؛ الحمّى، والشعور بصداع مبرّح، وتضخّم العقد اللمفاوية، والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات، ووهن شديد، يليها فترة ظهور الطفح الجلدي، الذي غالبا يبدأ على الوجه، ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. وعادةً ما يكون جدري القردة مرضا محدودا ذاتيا، وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

"عرب 48": هل يمكن الإعلان عن حملة تطعيم قريبا ضد جدري القردة؟

د. نجيب: لقد تم استخدام التطعيم ضد وباء "الجدري الأسود"، والذي يشمل بمفعوله جدري القردة حتى سنوات الثمانينيات في العالم، فيما تم استخدامه في البلاد حتى سنوات التسعينيات، إذ تم تطعيم الجنود. يُعدّ الوباء الأسود مرضا قاتلا، في حين أن جدري القردة غير قاتل، وفرص انتقال عدواه قليلة، ولكن الجدري الأسود يقتل 30% من مصابيه، بينما جدري القردة يمكن أن يسبب الوفاة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة فقط. بالتالي، يمكن تطعيم الأشخاص الذين يعانون من جهاز مناعة ضعيف، وللنساء الحوامل، لأن هذا الوباء قد يتسبب بالإجهاض، لذا يمكن تطعيم فئات معينة. ولن نعود لفترة الالتزام بوضع الكمامات كالسابق. الطفح الذي يصيب المصاب يُحتّم عليه البقاء لوحده.

"عرب 48": كيف يمكن الوقاية من جدري القردة؟

د. نجيب: الوقاية سهلة من هذا الوباء، وبخاصة أن فرص انتقال العدوى قليلة. ومن أهم سبل الوقاية عدم الانكشاف على المناطق التي ينتشر بها هذا الوباء، إذ يجب متابعة تقارير منظمة الصحة العالمية والتي تنشر مناطق انتشار الوباء. كما يجب الحرص على النظافة الشخصية.

(توضيحية - Getty Images)

"عرب 48": ما هي الشريحة الأكثر عرضة للإصابة؟

د. نجيب: الشريحة التي تعاني من جهاز مناعة ضعيف هي الأكثر عرضة للإصابة بهذا الوباء، والتي تنكشف على مسبّباته، ومن ضمنها الانكشاف على المصابين بالفيروس في مناطق مختلفة.

"عرب 48": هل العاملون مع الحيوانات الإصابة بفايروس جدري القردة؟

د. نجيب: لا يتهددهم، ذلك أن الفيروس يتعلّق بفئة القوارض، مثل السنجاب والخلند، ومن الصعب أن يصيب الأشخاص الذين يتعاملون مع المواشي أو الخيل، أو الحيوانات البيتية كالكلاب والقطط، وبالطبع لن نعود لسيناريو وباء كورونا (كوفيد- 19)، رغم أن جدري القردة هو وباء مزعج.

التعليقات