12/06/2022 - 08:50

تسمم الحمل أو الانسمام الحملي

تعيش الحامل في حالة قلق وتوتر خلال أشهر حملها خوفا من فقدان جنينها أو إصابته بمكروه، ومن أهم الأسباب الشائعة لهذا القلق ما يسمى بالتسمم الحملي أو الانسمام الحملي ولا يشترط وجود مشاكل صحية سابقة عند المرأة للإصابة بهذه

تسمم الحمل أو الانسمام الحملي

(توضيحية - unsplash)

ما هو تسمم الحمل؟

تعيش الحامل في حالة قلق وتوتر خلال أشهر حملها خوفا من فقدان جنينها أو إصابته بمكروه، ومن أهم الأسباب الشائعة لهذا القلق ما يسمى بالتسمم الحملي أو الانسمام الحملي ولا يشترط وجود مشاكل صحية سابقة عند المرأة للإصابة بهذه المشكلة التي تصيب حوالي 5% من النساء الحوامل على مستوى العالم.

وتسمم الحمل يبدأ عادةً بعد حوالي عشرين أسبوعا من مرور عمر الحمل ويتميز بارتفاع ضغط الدم للنساء اللواتي لديهن ارتفاع ضغط دم سابق أو ليس لديهن، وقد يكون على شكل زيادة نسبة البروتين في الدم أو نقص في الصفيحات الدموية أو صفيحات التخثر. وينتج عنه أعراضا أخرى مثل تلف في الكبد أو الكلى، وتشكل هذه العوارض خطرا على صحة الأم وصحة جنينها.

تزداد نسبة الإصابة بتسمم الحمل للنساء المتزوجات بعمر صغير كفترة المراهقة أو فوق سن 35 أكثر من غيرهن من النساء الأخريات.

لذلك يجب مراقبة ضغط المرأة الحامل خلال فترة الحمل بانتظام تحسبا لأي ارتفاع مفاجئ في مستوى ضغط الدم وفي حال تجاوزه 14/9 يجب إعلام الطبيب أو الاختصاصي فورا.

ويجب الحذر من التعامل الخاطئ مع هذه الحالة فقد يؤدي إلى مضاعفات أخرى تشكل خطرا على صحة الأم والجنين.

في حال كانت الإصابة بعد تجاوز 20 أسبوع من عمر الحمل فأفضل حل هو ولادة المرأة مع العلم بإمكانية استمرار الأعراض إلى ما بعد الولادة لبعض الوقت. أما إذا كانت لم تصل بعد إلى الأشهر الأخيرة فقد يضطر الطبيب إلى إجهاض الحمل كأفضل حل طبي للحفاظ على صحة المرأة.

الأسباب الرئيسية لتسمم الحمل

الأسباب الرئيسية لتسمم الحمل

يرجع معظم المختصون السبب في تسمم الحمل إلى وجود مشكلة في المشيمة وهي العضو الذي يصل الجنين بأمه ويغذيه طول فترة الحمل.

ويتكون هذا العضو من أوعية دموية تتطور من بداية الحمل لتغذية الجنين ولكن في حال وجود بداية لتسمم الحمل لا تتطور هذه الأوعية بل تبقى متضيقة وتمنع وصول الدم للجنين ولا تؤدي مهمتها بشكل صحيح وذلك بسبب تلف فيها وقد تكون مشكلة وراثية أو مناعية عند الأم.

ومن أهم أسبابه أيضا عدم انتظام ضغط الدم أثناء الحمل للمرأة.

العوامل المساهمة في حدوث تسمم الحمل

  1. ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل وهو أهم الأسباب الشائعة لهذا المرض.
  2. في حال وجود حالات سابقة في العائلة أو لدى الأم نفسها تزداد احتمالية التعرض لانسمام الحمل.
  3. عند الحمل الأول تزداد نسبة الإصابة بتسمم الحمل.
  4. تكرار الزواج أو تعدد الشركاء الجنسيين يزيد نسبة الإصابة أكثر من نسبة تكرار الحمل من نفس الرجل.
  5. عرق النساء أو لونهن قد يكون من العوامل المساهمة إذ يعتقد أن النساء ذوات البشرة السوداء أكثر عرضة للإصابة من النساء من بقية الأعراق.
  6. حسب عمر الحامل فتزداد نسبة الإصابة عند النساء الصغيرات عمرا والأكبر من 35 عاما أكثر من غيرهن.
  7. الوزن الزائد في الحمل قد يكون سببا في الإصابة.
  8. عدم وجود فاصل زمني مناسب بين الحمل والآخر.
  9. وجود أمراض أخرى كالشقيقة والسكري ومشاكل الكلى.
  10. الحمل بالتوائم وهو شائع جدا.
  11. في حال كان التلقيح صناعيا في المختبر.
  12. قد يكون سوء التغذية وفقر الدم ووجود أكياس على المبايض عند الأم من أحد الأسباب لحدوث الإصابة.

أعراض تسمم الحمل

أعراض تسمم الحمل 

هناك عدة مؤشرات وعلامات يجب الانتباه عند حدوث إحداها أو أكثر ومنها:

  1. الصداع الشديد والمستمر.
  2. اضطراب الرؤية من حيث عدم الوضوح أو الإحساس بالانزعاج من الضوء أو فقدان النظر لفترة مؤقتة.
  3. حدوث ضيق أو انزعاج في التنفس وهو ناتج عن وجود سوائل في الرئة.
  4. الشعور بالقيء المتكرر أو الغثيان أو انزعاج في المعدة.
  5. تغيرات مفاجئة في الوزن زيادة أو نقصان أو تورم الوجه والكفين والأطراف.
  6. انخفاض في مستوى الصفائح الدموية المسؤولة عن تخثر الدم.
  7. خلل في وظائف الكبد فيكون تحليل الإنزيمات التي يفرزها غير طبيعي.
  8. زيادة نسبة البروتين في البول ويظهر من خلال التحاليل الدورية التي يطلبها الطبيب النسائي أثناء مراقبة الحمل أو قد يكون لدى الأم مشكلة في إخراج البول تدل على الخلل في البروتين.

يجب أن تخضع هذه الأعراض لمراقبة الطبيب بشكل مستمر لأنها قد تحدث أيضا في الحمل الطبيعي وليس من الضروري أن تكون ناتجة عن الانسمام الحملي.

تشخيص تسمم الحمل

في حال وجود سوابق من حيث التعرض لتسمم الحمل أو وجود أحد أعراضه أو أكثر من عارض يطلب الطبيب المختص إجراء بعض الفحوصات الطبية الضرورية مثل تحاليل الدم لقياس عدد خلايا الدم الحمراء أو عدد الصفيحات الدموية المسؤولة عن تخثر الدم لدراسة نسبة حدوث التجلط في الدم.

وقد يطلب تحاليل الكشف عن وظائف الكبد والكلى وتحليل نسبة الكرياتينين في الدم لأن زيادة نسبته تسبب الإصابة بهذا المرض.

وقد يقوم الطبيب بإجراء اختبار عدم الإجهاد لمراقبة وضع الجنين وهو يقيس معدل ضربات قلب الجنين أثناء تحركه، كما قد يطلب قياس مستوى السوائل في جسم الأم.

هذه الاختبارات ضرورية للكشف المبكر عن الإصابة والبدء مبكرا بالعلاج.

علاج تسمم الحمل

أفضل علاج لتسمم الحمل في حال حدوثه في الأشهر الأخيرة هو حدوث الولادة حتى لا يحدث انفصال للمشيمة أو نزيف عند الأم. ويتم ذلك بتحريض الأم على الولادة الطبيعية أو القيصرية حسب وضعها بعد إعطائها حقنة الرئة التي تساعد الجنين على التنفس باكرا.

وفي حال حدوث انسمام الحمل في وقت مبكر يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية والعقاقير الطبية لتعمل على زيادة تدفق الدم في المشيمة وتوصيل الغذاء بالشكل اللازم للجنين أو أدوية لتخفيض ضغط الدم في حال كان مرتفعا وينصح بالراحة والتزام الفراش حتى الولادة.

الوقاية من تسمم الحمل

لم تظهر حتى الآن طرق واضحة للوقاية من تسمم الحمل ولكن هناك بعض الأساليب والنصائح التي تخفف من نسبة التعرض له.

فالبعض يعتقد أن تخفيف تناول الملح أو تناول زيت السمك أو الثوم أو فيتامينات C و E يخففان من نسبة الإصابة ولكن هذا غير مثبت علميا. ولكن بعض الدراسات توصي بتناول فيتامين D وتربط بين نقصه وخطر الإصابة بتسمم الحمل.

وينصح أيضا بشرب كميات كبيرة من المياه، أي أكثر من ثمانية أكواب يوميا، والابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على المنبهات كالقهوة وعن تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون كالمقالي والمحتوية على الصوديوم كالمخللات بأنواعها والمعلبات والإكثار من تناول الحبوب الكاملة والخضار والفواكه.

ويبقى أفضل حل هو زيارة الطبيب المختص بانتظام ومراقبة الحمل وإجراء التحاليل الدورية أو الإستعانة بالطوارئ في حال الشعور بأي عارض صحي غير طبيعي بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن وصحي والراحة قدر الإمكان وممارسة التمارين الرياضية.

التعليقات