يشكل الفطر الأسود مصدر خوف ورعب في العالم منذ فترة وما زالت المعلومات حوله يشوبها الغموض في كثير من الجوانب مع كثرة المعلومات والشائعات واختلافها عن بعضها البعض وتضارب الآراء.
ولكن الحقيقة التي لا يختلف إثنان على صحتها أن الفطر الأسود موجود بالفعل في عدد من دول العالم، حيث تصدرت أخباره مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت وتشير إلى أن هذا المرض ليس جديدا وكان موجودا بالفعل لكنه نادر الحدوث وقد أعلنته منظمة الصحة العالمية وباءً منذ 11 آذار/مارس 2020 وقدرت نسبة الوفيات بين المرضى به بـ50% وهي نسبة عالية جدا مقارنة بالأمراض الأخرى.
تعريف مرض الفطر الأسود
ويسمى أيضا بالفطر العفني أو فطر الغشاء المخاطي وهو مرض ناتج عن عدوى يسببها التعرض لعفن موجود في المواد المتحللة كالخضار والفواكه والخبز، وقد يكون موجودا في التربة والسماد الطبيعي والخشب، والبعض الآخر يعتقد أنه سلالة متحورة من فيروس كورونا المستجد إلا أن ذلك غير مثبت علميا.
والعفن الأسود يصيب عدة مناطق في الجسم كالجيوب الأنفية والرئتين والمخ وأكثر المتأثرين به هم المصابون بداء السكري أو مرض السرطان أو الإيدز أو نقص المناعة بشكل عام.
أسباب الإصابة بمرض الفطر الأسود
تحدث الإصابة بالفطر الأسود أو العفني عندما تدخل الفطريات في الجسم عن طريق الجهاز التنفسي غالبا ومنه إلى الأجزاء الأخرى وهذه الفطريات تنتقل عندما يلمس الإنسان المواد المحتوية عليها.
وهو يتكاثر بسرعة لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل الصحية والأمراض المزمنة مثل:
- داء السكري حين يكون غير مضبوط بشكل صحيح.
- متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
- سرطان الغدد الليمفاوية أو اللوكيميا.
- الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية.
- المرضى الذين يستخدمون بعض أنواع الأدوية والعقاقير الطبية لفترة طويلة الستيرويدات.
- المرضى المصابون بجروح أو حروق أو أي نوع آخر من الأمراض الجلدية المخرشة للجلد.
تنتقل الفطريات عادة من الجيوب الأنفية مباشرة إلى محجر العين وتهاجم الأوعية الدموية المغذية للأنسجة، وقد تؤدي إلى تخثر الدم أو انسداد في الدماغ أو الرئة وتلف الأعصاب وقد يؤدي إلى الموت.
وتعد نسبة الوفيات بين المرضى بهذا المرض مرتفعة، ولكن تتفاوت حسب مكان الإصابة وصحة المصاب العامة وسرعة العلاج ودقته.
أنواع مرض الفطر الأسود
تختلف أنواع الفطر الأسود حسب مكان الإصابة وهي:
- فطر الغشاء المخاطي الأنفي الدماغي الذي يصيب الجيوب الأنفية والدماغ.
- فطر الغشاء المخاطي الرئوي الذي يصيب الرئة وهو أكثر الأنواع شيوعا وانتشارا.
- فطر الغشاء المخاطي الهضمي ويصيب الجهاز الهضمي وهو أكثر شيوعا عند الأطفال ذوي الوزن المنخفض والأقل عمرا من شهر والذين تناولوا مضادات حيوية لأمراض أخرى.
- فطر الغشاء المخاطي الكلوي الذي يصيب الكلى والجهاز البولي.
- الفطر الجلدي الذي يصيب الجلد من خلال الحروق والجروح والآفات الجلدية المختلفة والتي يتخرش فيها الجلد وهو أقل الأنواع انتشارا.
أعراض الإصابة بمرض الفطر الأسود
تختلف أعراض الفطر الأسود حسب مكان الإصابة وهي:
- الفطر الأسود الرئوي وتتمثل أعراضه في السعال وقد يكون هذا السعال دمويا في بعض الأحيان تترافق مع حمى وضيق في التنفس.
- الفطر الأسود الأنفي وتتمثل أعراضه بوجود قشور داكنة في داخل التجاويف الأنفية وتترافق غالبا بوجود حمى وصداع وقد يحدث تغير في الحالة العقلية للمريض.
- الفطر الأسود العيني وتتمثل أعراضه بازدواجية في الرؤية وانتفاخ في الجفون وجحوظ العينين وقد يؤدي إلى فقدان البصر مؤقتا أو كليا.
- الفطر الأسود المعوي والمعدي وتتمثل أعراضه بسهال ووجع البطن والمغص أو وجود دم في البراز أو تقيؤ دموي.
- الفطر الأسود الكلوي وتتمثل أعراضه بألم في الجزء العلوي من الظهر أو البطن وتترافق بوجود حمى.
- الفطر الأسود الجلدي وتتمثل أعراضه في مكان الإصابة نفسه ويكون مؤلما ومتيبسا ومركزه ذو لون أسود.
علاج مرض الفطر الأسود
يختلف علاج الفطر الأسود حسب مرحلة اكتشاف الإصابة ومكانها فإذا تم اكتشاف الإصابة مبكرا يستخدم الأطباء الحقن الوريدية المضادة للفطريات للسيطرة على المرض في مراحله الأولى ولمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع.
أما إذا كانت الإصابة في مراحلها المتقدمة فيضطر الأطباء إلى الاستئصال للمنطقة المصابة منعا لوصولها إلى الدماغ ويقومون بإجراء الجراحة لإزالة جميع الأنسجة المصابة وقد تؤدي إلى التشوه لأنها قد تشمل أجزاء من أعضاء الجسم كالعين والفكين والأنف ولكن مع استئصالها تقل نسبة الوفاة كثيرا.
طرق العدوى بمرض الفطر الأسود
هذا المرض غير معد بشكل عام ولا يمكن أن ينتشر من خلال تواصل البشر مع بعضهم أو مع الحيوانات وهو موجود على شكل أبواغ منتشرة في الهواء والبيئة من حولنا، ولذلك لا يمكننا تجنبها. ويعتقد بعض الأطباء أن الفطريات أساسا موجودة في أجسامنا من الداخل ولكنها مقيدة من الجهاز المناعي وعندما يضعف هذا الجهاز بسبب بعض العلاجات كأمراض السكري والسرطان تتكاثر هذه الفطريات لأنها تجد البيئة المناسبة لها.
تتفاوت الآراء حول إمكانية انتقال العدوى من خلال الأنابيب المستخدمة للأوكسجين واسطوانات وأجهزة الترطيب والتكييف حيث يعتقد البعض أن البقاء على أجهزة التنفس الآلي لفترة طويلة في المستشفيات يشكل بنية جيدة جدا ومثالية لتكاثر الفطر الأسود.
الوقاية من الإصابة بمرض الفطر الأسود
للوقاية من الفطر الأسود هناك عدة عادات صحية وغذائية يجب اتباعها ومحاولة التقيد بها مثل:
- الحفاظ على النظافة العامة والشخصية
- تناول الأطعمة الطازجة والسليمة المغذية
- تعقيم الأدوات الطبية قبل استخدامها
- تجنب استخدام الأدوية والعقاقير الطبية والمضادات الحيوية بشكل عشوائي ومفرط دون استشارة الطبيب
- أخذ اللقاحات اللازمة للوقاية من فيروس كورونا
- مراجعة الطبيب في حال الشعور بأي عارض صحي غير طبيعي
ارتباط مرض الفطر الأسود بفيروس كورونا المستجد
اقترن الحديث عن الفطر الأسود بفيروس كورونا لأن أغلب الإصابات به كانت من المصابين والمتعافين منه وأرجعوا سبب ذلك إلى أن مناعة المصابين بفيروس كورونا تكون ضعيفة لأنه يرهق الأجهزة الدفاعية والمناعية في الجسم وهذا يسمح للفطريات بالتسلل بسهولة إليها بالإضافة إلى أن بعض أدوية فيروس كورونا قد تؤدي إلى ضعف المناعة مثل تناول الكورتيزون أو مركبات الستيرويد المستخدمة في علاج الحالات الشديدة منه. خاصةً أن هذا الدواء يعتبر فعالا وسعره معقول لكنه يضعف المناعة ويزيد نسبة السكر في الدم بالإضافة إلى أن تناول الأدوية بشكل عشوائي والمضادات الحيوية يضعفها أيضا.
التعليقات