تزداد حالات الإصابة بضربة الشمس في فصل الصيف، وخصوصا عند الأشخاص الذين يقومون بأعمالهم في الأماكن الحارة، فما هي مخاطر ضربة الشمس؟
تحدث الإصابة بضربة الشمس (Heatstroke) عندما ترتفع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية، عندها يفقد الجسم القدرة على التكيف مع درجة الحرارة المحيطة العالية ولا يتمكن من تبريد نفسه. ويمكن القول إن السبب الرئيسي للإصابة بضربة الشمس هو التعرض الطويل لأشعة الشمس الحادة بشكل مباشر، وخاصةَ عند الأشخاص الذين يمارسون نشاطا بدنيا في الطقس الحار وفي الأماكن المفتوحة أو المعرضة لأشعة الشمس والحرارة.
مخاطر ضربة الشمس الصحية
إنَ ضربات الشمس تتسبب عادة بمخاطر خطيرة إذا لم يتم معالجتها بسرعة وتشمل هذه المخاطر:
الإغماء
الإغماء واحد من أكثر الاختلاطات مشاهدة عند المصابين بضربات الشمس حيث يفقد المصاب الوعي ويدخل في غيبوبة ولا يستيقظ من الغيبوبة حتى تتم معالجته.
الإصابة بالسكتة الدماغية الحرارية
وهي حالة مهددة لحياة الشخص، ويمكن أن تحدث عندما لا يستطيع الجسم التحكم بدرجة الحرارة.
تلف الأعضاء الحيوية
قد تسبب ضربات الشمس وذمة دماغية وهي من أخطر الاختلاطات المحتملة لهذه الحالة.
الوفاة
في حال كان الشخص قد تعرض لدرجة حرارة حادة جدا ولم يخضع للعلاج الفوري عندها تزداد خطورة حدوث الوفاة.
الإسعافات الأولية لضربة الشمس
عند إصابة أحد الأشخاص بضربة شمس يجب الاتصال بسرعة بالطوارئ، وحتى قدوم سيارة الإسعاف يتوجب القيام ببعض الإجراءات للوقاية أو الحد من المخاطر الممكنة لهذه الحالة وهي:
- أخذ المصاب بسرعة إلى منطقة مظللة، ويجب إبعاد المصاب عن أشعة الشمس بسرعة، ومن الأفضل خلع ملابسه الخارجية ورش الماء البارد على جسده وتأمين تهوئة مناسبة له للمساعدة على التعرق وتعديل درجة حرارة الجسم.
- يمكن استعمال مكعبات الثلج ووضعها في أسفل الإبطين وبين الفخذين وعلى الجبهة والعنق والظهر، فهذه المناطق غزيرة بالأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد، وتبريدها يقوم بخفض درجة حرارة الجسم بشكل فعال.
- إعطاء الماء والسوائل الباردة للمصاب بضربة الشمس، وذلك إذا كان المصاب ما زال واعيا وقادرا على الشرب، حيث أن السوائل الباردة ستخفض من حرارة الجسم داخليا بأسرع وقت، ويجب الحذر من عدم إعطاء المصاب أي مشروبات تحتوي الكافيين.
- يجب الاستمرار في مراقبة درجة حرارة الشخص المصاب والتأكد من انخفاضها تدريجيا، مع الاستمرار بالخطوات التي تخفض درجة الحرارة إلى ما يقل عن 38 درجة مئوية.
كيفية الوقاية من ضربات الشمس
بعد أن تعرفنا على مخاطر الإصابة بضربات الشمس وما يمكن أن تؤدي إليه فمن الأفضل الوقاية منها بالدرجة الأولى. إليك العديد من الطرق التي تساعدك على تفادي التعرض لضربات الشمس:
- اختيار الملابس المصنوعة من الأقمشة القطنية الخفيفة التي تساعد على امتصاص الحرارة، وارتداء ملابس صيفية خفيفة، ويفضل الابتعاد عن ملابس غامقة اللون واختيار اللون الفاتح.
- الحفاظ على إبقاء الجسم رطبا من خلال شرب السوائل الباردة والمياه بكميات كبيرة من أجل تعويض السوائل التي يتم فقدانها من الجسم عن طريق التعرق.
- عدم التعرض لأشعة الشمس الحادة ويفضل عدم مغادرة المنزل في وقت الذروة، وفي حال اضطر الأمر يجب إرتداء قبعة لتخفيف من أشعة الشمس الحادة.
- عدم ممارسة الرياضة أو القيام بعمل شاق ومجهود كبير في الطقس الحار.
- التوقف عن الأنشطة المرهقة عند الشعور بالتعب، لأنَ الشعور بالإجهاد والإعياء من أشيع علامات الإصابة بضربة الشمس.
- عدم ترك الأطفال أو كبار السن لفترة طويلة في السيارة وخاصة في فترة الظهيرة لأنَ هذا يمكن أن يصيبهم بضربات الشمس.
أعراض ضربات الشمس
تسبب ضربات الشمس أعراض عديدة مثل:
عدم التوازن والدوخة
تسبب ضربات الشمس انعدام التوازن، ونتيجة الدوار الشديد يمكن أن يسقط المصاب أرضا ويتأذى جسمه أو رأسه.
الغثيان واحتمال إصابة المريض بالتقيؤ
يشعر المريض بعدم القدرة على التحرك مع الشعور بالإعياء والإرهاق.
تغيرات عقلية
ارتباك الجسم وكلام مشوش وغير مفهوم وقد تصل الحالة إلى فقدان الوعي والدخول بغيبوبة.
ارتفاع بدرجة حرارة الجسم
وهو السبب الرئيسي للإصابة بضربة الشمس ويترافق مع آلام في مختلف أنحاء الجسم وخاصةً في منطقة الرأس.
جفاف الجسم
يشعر الشخص بالعطش الدائم والرغبة الشديدة في شرب المياه والحاجة إلى ترطيب الجسم بسبب فقدان السوائل.
مشاكل بالتنفس
حيث يواجه صعوبة بالتنفس بسبب ارتفاع الضغط وتسارع نبضات القلب.
تغير لون الجلد
يتغير لون الجلد إلى الأحمر نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم مع عدم وجود ظاهرة التعرق.
عوامل ترجح الإصابة بضربة الشمس
يمكن لأي شخص أن يصاب بضربة الشمس، لكن يوجد بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بضربة الشمس وهي:
الجهد المبذول في درجات الحرارة العالية
إنَ ممارسة التمارين أو الحركات أو الأعمال المجهدة ممكن أن تزيد من خطورة الإصابة بضربة الشمس.
العمر
إن الجهاز المسؤول عن الحفاظ ومراقبة درجات الحرارة الداخلية هو الجهاز العصبي، حيث أنَه بجسم الأطفال على سبيل المثال يكون الجهاز العصبي غير مكتمل بشكل كامل. أما بعد تجاوز الشخص سن 65 عاما يبدأ الجهاز العصبي بالتراجع والتدهور، ولذلك من أكثر الأشخاص عرضةَ للإصابة بضربة الشمس هم الأطفال وكبار العمر.
الأدوية
العديد من الأدوية تزيد من احتمالية الإصابة بضربة الشمس، لأنَ الأدوية تؤثر على استجابة الجسم للحرارة وكذلك تؤثر على رطوبة الجسم، مثال عن هذه الأدوية:
- مضيقات أو قابضات الأوعية الدموية.
- الأدوية المدرة للبول.
- الأدوية التي تعمل على تخليص الجسم من الصوديوم والماء.
- مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان والمرخيات.
التعرض المفاجئ للشمس
إنَ خطر الإصابة بضربة الشمس يزيد عند التعرض لموجة حارة أو عند التعرض لدرجة حرارة عالية فجأة من دون سابق إنذار أو ليس بشكل تدريجي.
الحرمان من النوم
يؤدي عدم النوم والقلق في الليل إلى زيادة مخاطر الإصابة بضربة الشمس بسبب حرمان الجسم من الراحة اليومية التي يحتاجها وإضعاف أجهزته.
الإصابة ببعض الأمراض
العديد من الأمراض تؤثر على الجهاز العصبي، وكذلك تزيد من مخاطر الإصابة بضربة الشمس، مثل:
- أمراض القلب
- أمراض الرئة
- السمنة
- التهاب المعدة والأمعاء.
التعليقات