13/06/2022 - 08:54

موجة جدري القردة الجديدة

مرض جدري القردة عدوى فيروسية يمكن أن تصيب الإنسان والحيوانات على حد سواء. تم التعرف على جدري القردة للمرة الأولى في التاريخ عام 1958 في إحدى مختبرات الدانمارك بعد أن تفشى مرضا مشابها للجدري في منطقتين في

موجة جدري القردة الجديدة

(توضيحية - unsplash)

ما هو جدري القردة؟

مرض جدري القردة عدوى فيروسية يمكن أن تصيب الإنسان والحيوانات على حد سواء. تم التعرف على جدري القردة للمرة الأولى في التاريخ عام 1958 في إحدى مختبرات الدانمارك بعد أن تفشى مرضا مشابها للجدري في منطقتين في ماليزيا وانتقل إلى سنغافورة عند القرود التي تعيش في المنطقة. إلا أن الحالة الأولى الموثقة علميا لانتقال هذه العدوى إلى الإنسان لم تسجل حتى عام 1970 لدى طفل صغير في الكونغو، لم تسجل أكثر من 50 حالة بين البشر بين عامي 1970 و1979 وكان ثلثا هذا الرقم في الكونغو التي كانت عندها تعرف باسم زائير.

انتشار جدري القردة 2022

جدري القرود

عاد جدري القردة إلى أذهان الناس مؤخرا في شهر أيار/مايو 2022 عندما ظهرت عدة حالات منه في المملكة المتحدة ثم في إسبانيا والبرتغال. تم تشخيص أول حالة من جدري القردة في 6 أيار/مايو لدى شخص له تاريخ بالسفر إلى نيجيريا إلا أن هناك تقارير طبية تشير إلى وجود عدة حالات من هذا المرض في أوروبا في الأشهر التي سبقت اكتشافه وقبل تسليط الضوء الإعلامي عليه.

تتالى اكتشاف الحالات المرضية بجدري القردة منذ ذلك الحين في أرجاء أوروبا والأميركيتين وآسيا وشمال إفريقيا وأستراليا وقد بلغ عدد المصابين الموثقين عالميا بهذا المرض حتى تاريخ 4 حزيران/يونيو 914 حالة. هذا وقد بدأت تقارير صحية مختلفة تحذر من انتشار جدري القردة وبضرورة احتواء هذه العدوى.

يذكر أن المواطن البريطاني الذي يعتبر الحالة الأولى المسجلة مؤخرا للإصابة بجدري القردة كان مسافرا في نيجيريا وعاد إلى بريطانيا في 4 أيار/مايو حيث كان يعاني من طفح جلدي غريب ولجأ إلى المستشفى في نفس يوم وصوله. تم عزل المصاب وإجراء التحاليل الضرورية التي أشارت إلى أنه مصاب بسلالة أقل فتكا من جدري القردة وهي السلالة الغرب إفريقية والتي تقدر نسبة الوفيات فيها بـ1%.

طريقة انتقال جدري القردة

ينتقل جدري القردة مثل معظم الأمراض الفيروسية عبر الاحتكاك المباشر مع المصاب أو مع حيوان مصاب وعبر تبادل السوائل التي يفرزها الجسم بما في ذلك اللعاب والمخاط الأنفي والرذاذ الفموي أثناء العطاس أو السعال أو حتى الكلام والفضلات والسوائل الجنسية.

طريقة انتقال جديدة

لم يثبت احتكاك الحالة الأولى المسجلة في بريطانيا بأي من الحالات التي تلتها، كما أن هذه الحالات جميعها ما عدا الحالة المسجلة الأولى لم تقم بالسفر إلى أي من أنحاء إفريقيا. وهذا يشير إلى تطور طرق انتقال العدوى الفيروسية هذه. وتم التعميم في بريطانيا إلى ضرورة أن يعزل الشخص نفسه بمجرد شكه بأنه مصاب بجدري القرود أو إذا ثبت أنه قد احتك بشخص مصاب بجدري القردة. إلا أن بعض التقارير الطبية تشير إلى أن الأشخاص الأكثر إصابة بجدري القردة هم الرجال الذين يمارسون العلاقة الحميمة مع رجال آخرين.

أعراض الإصابة بجدري القردة

أعراض الإصابة بجدري القرود

تتمثل الأعراض الأولية للإصابة بجدري القردة بما يلي:

  • الصداع الرأسي
  • آلام عضلية
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم
  • الوهن العام

وتوصف هذه الأعراض بأنها مشابهة للإصابة بالزكام. ومع تقدم المرض تصبح الأعراض مشابهة لأعراض الجدري وجدري الماء إلا أن ما يميز جدري القردة عن غيره من هذه الأمراض الفيروسية هو تورم الغدد أو العقد اللمفاوية وخصوصا خلف الأذن وتحت الفك والعنق ومنطقة الفخذين الداخلية.

بعد عدة أيام من الإصابة تبدأ الثور بالظهور على الوجه أولا ثم تنتشر على راحتي الكفين واليدين وأسفل القدمين ثم كامل الجسم. يمكن أن تظهر البثور بنسب متفاوتة في هذه المناطق من الجسم:

  • راحة الكف وأسفل القدمين
  • الفم
  • المناطق الحساسة
  • العينين

تمتلئ البثور بسائل شفاف يتحول فيما بعد إلى اللون الأصفر ويمكن أن يتراوح تعدادها من أقل من 10 بثور في الجسم إلى الآلاف وعادة ما تستمر لحوالي 10 أيام. بعد الشفاء تترك هذه البثور آثارا بيضاء ثم تتحول إلى ندب غامقة اللون. ويوصف جسم الإنسان السليم أنه بحاجة إلى 2-4 أسابيع بعد الشفاء التام ليستعيد نشاطه ويعود إلى طبيعته.

علاج جدري الماء

عادة ما يوصف لمرضى جدري القردة أدوية فيروسية قد تساعد في عملية الشفاء من هذا المرض. كما يوصى بعدم الإجهاد ونيل الراحة الكافية والغذاء المناسب الكفيل بتقوية الجسم لمكافحة هذا الفيروس من تلقاء نفسه. بالإضافة إلى ذلك فيمكن إعطاء مجموعة من الأدوية التي قد تؤثر إيجابا بالتخفيف من أعراض هذا المرض مثل خافضات الحرارة والمسكنات وبعض الأدوية الموضعية للتخفيف من حدة البثور.

كيف يمكن الحد من انتشار جدري القردة؟

لقاح الجدري

ليس هناك لقاح خاص بجدري القردة في الوقت الحالي إلا أن لقاح الجدري أثبت فعاليته بنسبة 85% للوقاية من الإصابة بجدري القردة. يذكر أن هذا الرقم مأخوذ من دراسة أو إحصائية تعود لعام 1980 في القارة الإفريقية. وقد بدأت السلطات الصحية في المملكة المتحدة باستخدام لقاح الجدري على الأشخاص الذين يشتبه باحتكاكهم مع المصابين بجدري القردة.

ومع أن خبراء الصحة يشيرون إلى عدم الحاجة لحملات لقاح شعبية من لقاح الجدري للحماية من جدري القردة إلا أن العديد من البلدان قد بدأت إما بشراء هذا اللقاح مثل:

  • الولايات المتحدة الأميركية
  • إسبانيا
  • ألمانيا
  • المملكة المتحدة

الوعي الاجتماعي

قد يكون التباعد الذي مارسناه جميعا أثناء موجات فيروس كورونا درسا للبشرية حول أهم النقاط التي يجب الالتزام بها عند مواجهة أي فيروس جديد. فبغض النظر عن صحة انتقال فيروس جدري القرود بين الرجال المثليين والذي لم يتم إثباته بعد علميا، من المهم الالتزام بقواعد النظافة والتعقيم والتعود على عدم لمس الوجه أو الطعام والشراب بيدين غير نظيفتين.

والأهم من كل هذا أن الشخص الذي يشك أنه مصاب بهذا الفيروس أو المقرب من الأشخاص المصابين به عليه أن يتحلى بالمسؤولية وأن يعزل نفسه تلقائيا منعا لانتشار العدوى أكثر وأكثر وأن يراقب الأعراض التي تصيبه بشكل شخصي في حال ظهورها.

التعليقات