21/06/2022 - 08:32

كيف تحافظ على صحتك النفسية؟

من المهم جدا أن يعتني الإنسان بنفسه ليتمكن من الاستمتاع بالحياة لأقصى الحدود. ولعل واحدة من أهم نواحي العناية بالنفس ترتكز على الصحة النفسية والعقلية وما يريح النفس من أعباء الحياة وهمومها والوساوس الشخصية

كيف تحافظ على صحتك النفسية؟

(توضيحية - unsplash)

من المهم جدا أن يعتني الإنسان بنفسه ليتمكن من الاستمتاع بالحياة لأقصى الحدود. ولعل واحدة من أهم نواحي العناية بالنفس ترتكز على الصحة النفسية والعقلية وما يريح النفس من أعباء الحياة وهمومها والوساوس الشخصية. لا تكلف العناية بالصحة النفسية الكثير في معظم الحالات وعادة ما يهملها الناس ويرون أنها أمور سخيفة أو تدل على ضعف الشخص إلا أن ذلك غير صحيح أبدا.

تعتمد الصحة النفسية في معظم الوقت على أمور بسيطة وأشياء معنوية ولذلك لا ضير من الانتباه والعناية بها. وفي الحقيقة تضمن العناية بالصحة النفسية أداء أفضل في العمل والعلاقات العائلية والاجتماعية والدراسة وحتى الناحية المادية. ولذلك نقدم إليكم مجموعة من النصائح التي قد تؤثر إيجابا على راحتكم النفسية.

التحدث إلى شخص تثق به

لا نقصد هنا أن تتحدث مع أحد ما على سبيل الثرثرة أو النميمة وإنما على سبيل "الفضفضة". من المهم جدا اختيار شخص تثق به بأن يكتم أسرارك ولن يحكم عليك إذا أخطأت أو يظن أنك ضعيف عندما تخبره بهمومك ومشاكلك. يمكن مشاركة الأحاسيس والأفكار مع صديق أو شقيق أو حتى أحد الوالدين.

قد لا يستطيع هذا الشخص مساعدتك بشكل عملي أو إيجاد حلول لمشاكلك الشخصية الحقيقية لكن مشاركة مشاعرك واحساسك مع شخص يحبك ويتعاطف معك ويتمنى لك الخير سيشعرك أنك لست وحيدا في هذا العالم وأن لك قيمة حتى ولو كان عند شخص واحد.

تسهل وسائل الإتصال والتكنولوجيا الحديثة هذه المهمة في يومنا هذا كثيرا. حيث لم يعد البعد الجغرافي عائقا أمام التواصل مع صديق بعيد.

العناية بالصحة الجسدية

العناية بالصحة الجسدية

تنعكس الصحة الجسدية بشكل مباشر على الصحة النفسية بالإضافة إلى فوائدها العديدة الأخرى.

الحركة والنشاط

حاول أن تتحرك لثلاثين دقيقة في اليوم على الأقل سواءً كان ذلك بالركض أو المشي السريع أو اليوغا أو الرقص أو قيادة الدراجة أو حتى العناية بالحديقة وغيرها من الأعمال التي تدعو لتحريك الجسم.

الراحة والنوم

من أهم عوامل العناية بالصحة الجسدية أيضا النوم وأخذ القسط الكافي من الراحة وخصوصا إذا كانت الأعباء المادية قد دفعتك لشغل وظيفتين بدل الواحدة في اليوم.

شرب كميات كافية من الماء

شرب كميات كافية من الماء

ما لا ندركه أيضا أن نقصان معدل الماء في الجسم قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ولذلك اجعل زجاجة المياه رفيقتك أو على الأقل اعتمد على مشروبات صحية مثل الشاي الأخضر أو البابونج عدة مرات في اليوم لشرب حاجة جسمك اليومية من الماء.

الغذاء الصحي

من المهم أيضا الاعتماد على حمية غذائية صحية تحتوي ما يحتاجه الجسم من فيتامينات ومعادن وغيرها من العناصر الغذائية المفيدة للصحة. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن تناول المأكولات السريعة وأنواع الدهون الموجودة فيها يؤثر سلبا على الصحة النفسية وخصوصا عند الأطفال. لذلك حاول الاعتماد على المأكولات البيتية ولا تفكر بها كواجب أو مهمة غير مرغوبة وإنما حاول الاكتفاء بالأطباق المغذية والبسيطة التي يسهل تحضيرها.

وضع أهداف منطقية

من المفيد وضع لائحة مكتوبة بالأهداف الحياتية التي تنوي الوصول إليها على صعيد الدراسة أو العمل أو على المستوى الشخصي. الطموح أمر جيد جدا أثناء وضع هذه اللائحة لكن لا يجب أن يرتكز هذا الطموح على الأحلام غير القابلة للتحقيق. تفيد هذه اللائحة بإعطائك إحساسا أنك أنجزت واحدا من أهدافك مع كل شيء تدركه خلال حياتك مما يدفعك للرضا عن ذاتك.

التركيز على الهوايات

تبعدنا الحياة ومشاغلها عن النشاطات التي تسعدنا وتعطينا السلام الداخلي ويصبح الوقت الذي تتطلبه هذه الهوايات أو الأعمال رفاهية لا نمتلكها. لكن من حق كل شخص القيام بالنشاطات التي يستمتع بها ويجدها ذات معنى مثل الطبخ أو المطالعة أو حتى زيارة الحديقة أو المنتزه بشكل يومي أو مشاهدة التلفاز. قد يساعد الروتين اليومي القابل للإنجاز الذي يتضمن نشاطات يومية من هذا النوع على إسعادك والحفاظ على صحتك النفسية.

الابتعاد عن المواد الضارة

عادة ما يلجأ الناس إلى مواد أو عقاقير تنسيهم همومهم أو تشكل ملجأ خارج الواقع. تتضمن هذه المواد المخدرات مثل الكوكايين والميث والكحول والتبغ والمنومات وغيرها الكثير من المواد الطبيعية والكيميائية التي تبدو سبيلا للراحة النفسية في البداية، إلا أنها تدمر الذهن والروح على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك فمعظم هذه المواد قد تؤدي إلى أمراض خطيرة أو في بعض الحالات إلى جرعة زائدة تودي بالحياة فجأة.

أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين

أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين

يلاحظ المختصون بعلم النفس أن الأشخاص الذين ينحدرون من أسرة مترابطة وناجحة يتمتعون بصحة نفسية أفضل من هؤلاء الذين ينحدرون من عائلة مفككة. ينطبق الأمر نفسه على نوعية الصداقات والعلاقات الإجتماعية للشخص.

وفي المقلب الآخر إذا كان أحد أفراد أسرتك أو المقربين لك شخصا سلبيا أو يقوم باستغلالك فعليك التفكير جديا بوضع حواجز بينكما.

التركيز في العالم من حولك

قد تبدو هذه الطريقة غريبة الأطوار إلا أنها فعالة جدا من حيث ترتيب الأولويات وإدراك أن العالم جميل بالرغم من بعض العقبات. بالإضافة إلى ذلك تعمل هذه الطريقة على إعادة الشخص إلى الواقع وإدراك بساطته وأهمية عيش اللحظة الحالية دون وضع المزيد من الأعباء على الذهن.

كل ما عليك فعله هو طرح الأسئلة التالية على نفسك أو الإجابة على هذه الطلبات:

  • عدد خمس أشياء تراها من حولك
  • عدد أربعة أصوات تستطيع سماعها
  • هل أستطيع شم رائحة ما؟
  • ما هو شعورك عندما تلمس ركبتك أو أي شيء آخر؟ ما هو الإحساس الذي تشعره بأصابعك؟

قد تتشابه هذه الطريقة مع طريقة العد تصاعديا وتنازليا عند الغضب أيضا وتلهيك عن التفكير أو التركيز في مشاكلك وخصوصا المستقبلية منها.

الاستشارة الطبية

إذا كان القلق والتوتر الذي تعاني منه أكبر من أن تحتويه تلقائيا وأن تتجاوزه عبر خطوات أو أفكار محددة فلا بأس بالبحث عن رأي شخص مختص. يعرف الطبيب النفسي أو أخصائي علم النفس الأسئلة التي يجب أن يطرحها عليك خلال الجلسات والتي من شأنها أن تريحك وتساعدك لتتجاوز التوتر والاكتئاب. كما يمكن أن يصف لك الطبيب النفسي أدوية تساعدك على استعادة صحتك النفسية شيئا فشيئاً.

التعليقات