من الحقائق التي يتفق عليها كل سكان الكرة الأرضية أن الرياضة مفيدة لصحة الإنسان الجسدية والعقلية، كما يتفق الجميع أن رياضة الجري واحدة من الرياضات الأفضل للجسم وأنها الأقل تكلفة من بين الرياضات. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن رياضة الجري تطيل العمر وتحسن نوعية الحياة وخصوصا إذا تمت ممارستها بشكل منتظم. في هذا المقال سنتعرف على إيجابيات ممارسة رياضة الجري بشكل يومي.
الجري يغير مدى العمر والحياة معا
نقصد هنا أن ممارسة رياضة الجري قادرة على إضافة سنين على عمر الإنسان لما لها من فوائد صحية ضخمة وخصوصا على الصحة القلبية وجهاز الدوران، وأنها تحسن نوعية الحياة واللياقة البدنية ولها إيجابيات كثيرة على الحالة النفسية لمن يمارسها مما قد يسهم في تغيير نمط أو أسلوب الحياة ويكسب القدرة على التفكير الإيجابي ويطرد الأفكار السوداوية من الذهن.
أظهرت دراسة علمية تم إجراؤها عام 2018 أن العدائين ومن يمارسون رياضة الجري بشكل يومي أو منتظم على الأقل لديهم فرص أقل بنسبة 30% عن غيرهم من الأشخاص للمعاناة من أسباب الموت المبكر. كما أفادت ورقة بحثية أخرى بأن رياضة الجري يمكن أن تكسب الشخص حوالي 3 سنين إضافية من العمر بشكل وسطي.
تكمن فوائد الجري التي تطيل العمر بما يلي:
- لياقة جهاز الدوران.
- اللياقة البدنية بشكل عام.
- مستوى كولسترول أقل.
- مستويات منتظمة من الأنسولين والسكر.
- عظام ذات بنية أقوى.
- تنظيم الهرمونات بشكل أفضل.
- وظائف عصبية أفضل.
فوائد ممارسة الجري يوميا للنوم
ازداد الوعي البشري لأهمية النوم في السنين الأخيرة وانتشرت المقالات والدراسات العلمية التي تشدد على أهمية نيل قسط كافي من النوم للإنسان. عادة ما يصف الأطباء وخبراء الصحة النوم بأنه واحد من أهم تقنيات الجسم لإصلاح نفسه والقيام بعمليات الشفاء.
هناك أدلة لا يمكن إنكارها أن التمارين الرياضية تساعد على نوم أفضل من حيث الكم والنوعية. وقد تحدثت إحدى المقالات العلمية في مجلة الحياة الأميركية وأسلوب الحياة الرياضي عن العلاقة بين النوم والتمارين الرياضية ووصفتها أنها علاقة طردية. أي أنك كلما مارست الرياضة أكثر كلما كانت نوعية نومك أفضل، وكلما كان نومك جيدا أكثر يكون جسمك قابلا لممارسة الرياضة أكثر والعكس صحيح أيضا.
تحسين صحة العظام والمفاصل
قد تكون هذه الفائدة للجري صعبة التصديق لأن الفكرة العامة تقول أن الجري قد يؤذي المفاصل وخصوصا الركبتين. قد يعود هذا الاعتقاد إلى أن معظم العدائين عادة ما يتعرضون لإصابات في مفصل الركبة ويضطرون بعد ذلك للانتقال لرياضة ركوب الدراجة الهوائية بهدف التخفيف من الضغط على مفصل الركبة المصاب. إلا أن الناس لا يعلمون أن الكبار في السن الذين لا يمارسون الجري أو أي رياضة أخرى يعانون أكثر بكثير من آلام الركبتين من العدائين ومن يمارسون رياضة الجري بشكل منتظم.
الجري يساعد على خسارة الوزن وعدم استعادته
يعتبر الجري من أهم الرياضات التي تساعد على خسارة الوزن لأنه يحرك كل عضلات الجسم ويحرق سعرات حرارية أكثر من أي نشاط جسدي آخر. ليس عليك مسابقة العداء الأسرع في العالم حسين بولت لتخسر الوزن الإضافي في جسمك وإنما يكفي ممارسة هذه الرياضة بالسرعة التي تناسبك وخصوصا إذا كنت من المبتدئين إلا أنك قد تحتاج للركض لمسافات أطول لتحقيق نفس الفائدة التي يمكن تحقيقها عبر الركض بسرعة.
من المعروف أيضا أن الكثيرين يتمكنون من خسارة الوزن عبر اتباع حمية غذائية معينة أو بطرق أخرى لكن المعاناة الحقيقية تكمن في عدم استرجاع الوزن الذي تم خسارته بعد التوقف عن الحمية الغذائية. من الشائع جدا أن يستعيد الأشخاص الذين يعانون من السمنة والوزن الزائد الوزن الذي خسروه وبعض الكيوغرامات الإضافية أيضا خلال عام ونصف من التوقف عن اتباع الحمية الغذائية التي ساعدتهم في خسارة الوزن في المقام الأول. يقول المختصون إن فئة معينة فقط هي من تخرق هذه القاعدة وتتمكن من الحفاظ على الوزن الذي وصلوا إليه، وهم الأشخاص الذين يلتزمون بنظام تمارين رياضية ثابت وطويل الأمد مثل الجري.
الجري يوميا يعزز مناعة الجسم
جرت دراسة العلاقة بين التمارين الرياضية المنتظمة والمناعة القوية على مدى عقود مضت. وقد جرى التوصل إلى بضع الملاحظات حول الحميات الغذائية وممارسة الرياضة.
- تؤدي ممارسة الرياضة المتوسطة الشدة بشكل منتظم إلى تقوية الجهاز المناعي حتى لو كانت التمارين الرياضية متواضعة.
- ممارسة التمارين الرياضية الصعبة والتي تتطلب إجهاد الجهاز العصبي قد تؤدي إلى إضعاف المناعة.
- يساعد التوت الأسود والأحمر والأبيض وتوت العليق على تقوية الجسم بشكل عام وخصوصا الجهاز المناعي.
وفد أفادت بعض الدراسات التي تم نشرها عام 2019 بأن هناك علاقة وثيقة بين النشاط الجسدي وأنظمة الجسم الدفاعية. توصي هذه الدراسات على وجه الخصوص بالجري يوميا أو على الأقل بشكل منتظم لتحصين الجسم ضد الأمراض المختلفة وإكسابه فوائد كبيرة مثل:
- تقليل خطر الالتهابات.
- تحسين بيئة جهاز الهضم البكتيرية.
- تقليل خطر إلتهابات الجهاز التنفسي العلوي.
- تخفيض خطر الإصابة بالإنفلونزا.
- تحسين قدر الجسم على انتاج المضادات.
تحسين القدرة العقلية ومحاربة الزهايمر
توصلت الدراسات العلمية مؤخرا إلى اكتشاف مهم جدا حول الرياضة وإلى قدرتها على تحسين القدرة العقلية والنفسية. عند التفكير بهذه الاكتشافات نرى أنها منطقية للغاية لأن الجري يؤدي إلى ارتفاع عدد نبضات القلب ومنه يحسن تدفق الدم في الجسم ويتضمن ذلك وصول كميات أكبر من الأكسجين إلى الدماغ وهو بالطبع أمر ممتاز.
ويؤدي الجري بشكل منتظم إلى إفراز بروتينات عصبية إيجابية في الدماغ تدعى BDNF. يساعد هذا البروتين على نمو وتقوية الخلايا العصبية في الدماغ. كما أن هناك دراسات علمية أثبتت أن اللياقة البدنية تؤدي إلى حجم صحي للدماغ وخصوصا المنطقة الرمادية فيه. وأن الشخص الذي يمارس الجري، حتى لو بدأ بممارسة الجري في منتصف العمر أو في عمر متقدم، يحصل بشكل تلقائي على الحماية التي يقدمها الجري ضد أسباب تأخر القدرة العقلية بما في ذلك الزهايمر.
التعليقات