تشكل السوائل في أجسامنا نسبة كبيرة ومن المهم والضروري جدا الحفاظ على النسبة الطبيعية منها وذلك حتى يستطيع الجسم القيام بكافة وظائفه وتقوم جميع أعضائه بمهامها على أكمل وجه.
يعتبر الجفاف أو النقص الكبير في سوائل وشوارد الجسم من أكثر المشكلات الصحية انتشارا بين الأطفال والكبار على حد سواء، ولكنها تصيب الأطفال وبالأخص الرضع بشكل أكبر ولها العديد من الأسباب منها داخلي يتعلق بوظائف أعضاء الجسم الداخلية ومنها خارجي لا يتعلق بالجسم نفسه بل يتعلق بالعادات الصحية والغذائية والاجتماعية والأسرية والبيئية من حولنا.
تعريف الجفاف
الجفاف هو عدم حصول الجسم على حاجته الطبيعية من السوائل والتي تمنحه الترطيب اللازم للقيام بوظائفه الحيوية وهذا يؤدي إلى ظهور علامات واضحة عليه بالإضافة إلى حدوث نقص بالشوارد بمستويات مختلفة مثل البوتاسيوم والصوديوم المهمة جدا للعديد من أعضاء الجسم.
حتى خلال اليوم وفي الحالة العادية نفقد الكثير من سوائل جسمنا من خلال التعرق والتنفس والبكاء والتبول وفي حال جرى تعويض هذه السوائل فليس هناك مشكلة أبدا، أما إذا فقدنا سوائلا بكمية أكبر من التي تدخل أجسامنا فهنا يحدث الجفاف. يمثل الماء والسوائل في أجسام الأطفال الصغار نسبة 70% والأكبر منهم سنا بقليل نسبة 65% من أجسادهم أما عند البالغين فتبلغ هذه النسبة 60% من أجسادهم.
وقد يشكل الجفاف تهديدا لحياة الشخص مهما كان عمره إذا لم تتم معالجته في الوقت المناسب لذلك يجب عدم إهماله والاستهانة به والحرص لإيجاد حلول له.
درجات الجفاف عند الأطفال
توجد عدة درجات للجفاف فقد يحدث جفافا ضعيفا أو متوسطا فنجد أن الطفل يحدث لديه جفاف ونشفان في الحلق ويشعر بالعطش بشكل مستمر ويكون مرهقا طول الوقت ويفقد حيويته المعتادة وقد يبقى من دون تغيير الحفاضة لثماني ساعات متتالية لعدم الحاجة للتبول أو تبول كمية قليلة وقد يشعر الطفل بالدوار وفقدان توازن الجسم.
أما في حالة الجفاف الشديد فيشعر الطفل بعطش كبير ويصاب بارتفاع الحرارة المستمر ويصاب بالقلق والأرق وجفاف الجلد وتشققه وتسرع التنفس.
أعراض الجفاف عند الأطفال
أعراض الجفاف متوسط وقليل الشدة
تختلف أعراض الجفاف عند الأطفال حسب أنواعه، فأعراض الجفاف الخفيفة والمتوسطة تتمثل بما يلي:
- جفاف الفم.
- عدم القدرة على ذرف الدموع بشكل جيد عند البكاء أو قلة كميتها.
- قلة الحركة والنشاط عند الطفل.
- تغيير الحفاضات أقل من ست مرات في اليوم.
- إذا كان سبب الجفاف هو الإسهال فسيكون براز الطفل رخوا.
أعراض الجفاف الحاد
قد تترافق الأعراض السابقة بأعراض أخرى أوضح منها عند ازدياد حالة الجفاف مثل:
- الخشونة في جلد الطفل خصوصا منطقة بين الأصابع والبطن والرقبة.
- النوم بشكل غير طبيعي ولفترات طويلة نسبيا.
- التغير في لون جلد اليدين والقدمين وبرودتهما.
- قلة عدد مرات التبول مع لون داكن وأصفر غامق.
- حدوث تشققات في الشفاه واللسان.
- شحوب لون وجه الطفل.
- ارتفاع درجة حرارة الطفل بشكل ملحوظ.
- تغير نظرة عيني الطفل فتصبح ذابلة وغائرة إلى الداخل.
- شدة التعرق خصوصا في فصل الصيف.
- إصابة الطفل بالإسهال والقيء المتكرر.
- يعتبر العطش الشديد دليلا على حاجة جسم الطفل إلى السوائل.
أعراض الجفاف عند الرضع
- قد ينخفض حجم اليافوخ عند الرضّع وهو منطقة أعلى الرأس كدليل على تعرض الطفل إلى الجفاف وقلة السوائل في جسمه.
- فقدان إشراقة الوجه التي من الطبيعي أن تكون موجودة لدى الطفل فتخف ويحدث جفافا في الأغشية المخاطية عنده.
- وفي حالة الجفاف الشديد يحدث نعاس لا يقاوم عند الأطفال وهذا يستدعي مراجعة الطبيب فورا أو الاستعانة بالطوارئ وخصوصا إذا تحول لون جلدهم إلى الأزرق وهذا يدل على نقص الأوكسجين في دمهم، وفي بعض الحالات قد تحدث اختلاجات وربما تصل إلى الغيبوبة.
أسباب إصابة الأطفال بالجفاف
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الأطفال بالجفاف ونذكر منها:
- الإسهال أولا فعندما يصاب الطفل بالإسهال يفقد الكثير من الماء والسوائل الموجودة في جسمه وخصوصا إذا كان الإسهال شديدا ويترافق مع التقيؤ لعدة مرات فتنقص كمية الأملاح المعدنية والشوارد في الجسم خصوصا إذا كان الطفل رضيعا لأنه أكثر تأثرا بتغيرات الطقس والعادات الغذائية كون جسمه ما زال صغيرا وغير مقاوم مثل الكبار.
- اضطرابات هرمونية معينة لسبب ما في الجسم تجعل الطفل يتبول بشكل متكرر وبفروقات زمنية قصيرة وبشكل غير طبيعي ولا إرادي للأطفال من غير الرضع.
- قلة كمية السوائل التي يتناولها الطفل وهذا سبب رئيسي للجفاف، لهذا من الضروري إعطاء القليل من الماء للطفل كل فترة زمنية قصيرة.
- ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير خاصةً في فصل الصيف وعندها يجب منح الطفل كميات إضافية من الماء والسوائل مع تزايد التعرق في الحرارة العالية وطرح السوائل.
علاج الجفاف عند الأطفال
- إن تعويض الطفل بالسوائل هو أهم علاج للجفاف ويتم ذلك من خلال منحه محلول الجفاف الذي يعوض الجسم بالماء والأملاح المعدنية ليساعده في إعادة التوازن للجسم.
- الأمر الأهم في حال كان الطفل رضيعا هو الاستمرار في الرضاعة الطبيعية من الأم أما إذا كان يتناول الحليب الصناعي فيجب إعطاؤه حليبا خاليا من اللاكتوز بعد أخذ رأي الطبيب.
- ابتُكِر محلول الجفاف في الستينيات في الهند لمعالجة الكوليرا ويعطى ملعقة كبيرة منه كل خمس دقائق لتعويض النقص في سوائل الجسم خصوصا في حالة الإسهال الشديد وحدوث القيء المتكرر.
- في حال عدم توفر محلول الجفاف يمكن صنعه في المنزل بسهولة باستخدام لترا واحدا من المياه الصافية المعقمة وإضافة ملعقتين من السكر والملح مع القليل من الصودا وفي حال عدم توفر الصودا تضاف ملعقة ثانية من الملح.
- قد يحتاج الطفل إلى إعطائه سوائلا عن طريق الوريد وهذا يتطلب إدخاله المستشفى لمراقبة حالته لعدة ساعات بشكل مستمر.
- كذلك يجب مراقبة معدلات البوتاسيوم والصوديوم في الجسم والتي يؤدي انخفاضها إلى أضرار جانبية كثيرة تصل إلى فقدان الوعي.
- على الأهل محاولة تخفيض حرارة الطفل بكل الوسائل المتاحة تجنبا لحدوث الجفاف في بشرته وجسمه وإعطائه خافضات الحرارة المناسبة لعمره أو وضعه في حمام فاتر للحفاظ على درجة حرارة مناسبة لجسمه.
- وفي حال الجفاف الشديد فيجب مراجعة الطبيب والدخول إلى المستشفى لإعطاء العلاج المناسب.
التعليقات