05/07/2022 - 08:03

هل مزيج السمك والحليب سام حقا أم أنها خرافة؟

هناك الكثير من الخرافات التي تخص أنواعا مختلفة من الطعام مما تتناقله الأجيال من جيل إلى آخر إلا أن بعضها شائع أكثر من غيره. واحدة من أبرز وأقدم هذه الأقوال تتناول السمك والحليب ومشتقاته. تقول الجدات إن تناول

هل مزيج السمك والحليب سام حقا أم أنها خرافة؟

(توضيحية - unsplash)

هناك الكثير من الخرافات التي تخص أنواعا مختلفة من الطعام مما تتناقله الأجيال من جيل إلى آخر إلا أن بعضها شائع أكثر من غيره. واحدة من أبرز وأقدم هذه الأقوال تتناول السمك والحليب ومشتقاته. تقول الجدات إن تناول السمك ومشتقات اللبن في نفس اليوم يسبب التسمم ويمكن أن يؤدي إلى الحاجة للتدخل الطبي أو دخول المشفى لإجراء غسيل للمعدة. فهل هذه المقولة مدعومة بأدلة علمية حديثة أم أنها مجرد تخاريف؟

ما قول العلم في مزج السمك والحليب؟

ما قول العلم في مزج السمك والحليب؟ 

علميا هناك سبب واحد قد يدفع الإنسان لتفادي أكل السمك والحليب معا أو بفاصل زمني قصير وهو أن يكون لديه حساسية من أحد هذين الصنفين أو أحد مركباتهما أو منتجاتهما. بكلام آخر إذا لم يكن السمك غير مطبوخ جيدا أو إذا لم تكن تعاني من حساسية تجاه ثمار البحر أو الحيوانات البحرية أو من عدم القدرة على هضم اللاكتوز الموجود في مشتقات الحليب، فلن تعاني من أي آثار جانبية إذا تناولت السمك والحليب سويا. قد تتمثل هذه الآثار الجانبية بظهور طفح جلدي أو احمرار أو ببعض المشاكل الهضمية التي يمكن أن تتفاوت شدتها.

لم يتم إجراء دراسة علمية ممنهجة تثبت وجود أي آثار سلبية لمزيج السمك والحليب على جسم الإنسان السليم. وإذا جرى التمعن بمحتويات هذين الصنفين سنجد أنهما غنيان بالعناصر الغذائية ولهذا السبب تعتمد بعض الحضارات والشعوب مزيج السمك والحليب لتسريع عملية الشفاء من الحوادث والإصابات وبعض الأمراض.

رأي طب الأيورفيدا

يعرف طب الأيورفيدا بأنه الطب البديل الهندي، ويفسر هذا الطب تفضيل عدم مزج السمك والحليب بشكل أبسط وأكثر منطقية. ببساطة ينتمي كل من السمك والحليب إلى نمط غذائي مختلف عن الآخر حيث يعتبر السمك من المأكولات البحرية التي يتناولها غير النباتيين، أما الحليب وبالرغم من أنه منتج حيواني إلا أن النباتيين يمكن أن يتناولوه. وبحسب طب الأيورفيدا، فإن المزج بين هذين النوعين غير ملائم. بالإضافة إلى ذلك فإن تأثير هذين الصنفين على جسم الإنسان مختلف تماما لأن الحليب له تأثير مهدئ ومبرّد أم السمك فله تأثير منشط. ولذلك يمكن أن يؤدي تناول هذين النوعين معا إلى اختلال في التوازن قد يؤدي إلى تغيرات كيميائية في الجسم.

في الحقيقة يدعم الكثير من اختصاصيي التغذية تفسير طب الأيورفيدا وتصنيفه للمأكولات بين مهدئ ومنشط بما في ذلك السمك والحليب ولذلك يؤيد بعضهم تفادي الخلط ما بين هذين النوعين من الطعام. ومع أن الكثير من الشعوب يخلطون ما بين السمك والحليب في مطابخهم الشعبية فيفضل تفاديهما معا خصوصا إذا كان هناك مشاكل صحية أخرى أو جهاز مناعة ضعيف نسبيا لدى الشخص.

يلعب الجهاز المناعي دورا كبيرا في مدى تأثير تناول السمك والحليب سوية على الجسم، حيث يعتبر كل من هذين الصنفين غنيا بالبروتين بشكل منفصل إلا أن البروتين الموجود في كل منهما مختلف جدا عن الآخر ولذلك سيكون هناك حاجة لأنزيمات مختلفة لكل نوع من البروتين. يمكن لعدم التوازن هذا أن يؤدي لآثار كارثية على الجهاز الهضمي مما يقود إلى رد فعل كيميائي غريب في الجسم ويضعف الجهاز المناعي فيه.

في النهاية فإن تناول السمك مع الحليب أو مشتقاته لا يؤدي إلى التسمم الغذائي ولكن هناك الكثير من الأسباب التي قد تدفع الشخص للابتعاد عن بعض المأكولات غير التسمم الغذائي ومنها صعوبة الهضم والانتفاخ. بالإضافة إلى ذلك فإن هذا المزيج قد يكون له تأثيرات جانبية تؤثر على توازن الجسم وطبيعته الكيميائية والهضمية كما أنها قد تؤثر على الجهاز المناعي.

السمك والحليب وعسر الهضم

السمك والحليب وعسر الهضم

يعتبر الحليب غذاءً جيدا جدا للجسم وهو مصدر مهم للعديد من العناصر والمعادن التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الحيوية وليتمتع بالصحة والسلامة، إلا أنه يعتبر وجبة دسمة أو ثقيلة على المعدة. كذلك الأمر بالنسبة للسمك الذي يعتبر أحد أهم مصادر البروتين والأوميغا 3 والفوسفور وغيرها من الفيتامينات والعناصر والمعادن ذات الفائدة الكبيرة على الجسم، إلا أنه أيضا ثقيل على المعدة وصعب الهضم.

لذلك قد يؤدي مزج هذين الصنفين من الطعام الذين يعتبران ثقيلين على المعدة وصعبي الهضم إلى عسر الهضم والانتفاخ وحتى إلى الآلام المعدية ومشاكل الجهاز الهضمي. قد يكون تأثير هذه المشكلة مضاعفا على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو الجهاز المناعي الهش، كما أن هؤلاء الأشخاص معرضين أكثر من غيرهم من التعرض لعسر الهضم بعد تناول السمك والحليب أو مشتقاته وغير ذلك من الوجبات الدسمة أو صعبة الهضم.

هل يسبب تناول السمك والحليب أعراضا جلدية؟

كما ذكرنا سابقا فإن تناول السمك والحليب قد يؤدي إلى عدم توازن في الجسم وإلى اختلاطات كيميائية أخرى. قد تتحول هذه الاختلاطات الكيميائية إلى مواد ذات سمية متفاوتة الشدة قد يتجلى أثرها على شكل طفح جلدي أو احمرار أو بقع حمراء نافرة تشبه ما يسمى بالعامية بمرض (الشري) الذي من الشائع أن ينتج عن حساسية تجاه طعام أو عامل خارجي ما.

قد لا يصاب الجميع بنفس ردود الأفعال الجلدية بعد تناول السمك والحليب إذ أن طب الأيورفيدا يفيد بأن كل شخص يتميز بنظام جسدي خاص به ولذلك من الممكن أن ما يضر بأحد ما لا يضر بأشخاص آخرين. يذكر أن تناول هذا المزيج وغيره من الأطعمة غير المتلائمة يسبب تراكم المواد السامة في الجسم مما قد يؤدي إلى أمراض أخرى على المدى البعيد.

هل ستتناول السمك والحليب في المستقبل؟

في المرة القادمة التي تزور مطعما فرنسيا وتلمح على قائمة الطعام طبق سمك السلمون المطبوخ بالكريمة، تذكر ما قرأته في هذه المقالة حتى لو كنت واحدا من الأشخاص الذين جربو تناول السمك والحليب في السابق دون الإصابة بأعراض جانبية لأن ذلك يغنيك عن إرهاق جسدك بدون داعي.

الآن بعد أن قدمنا لكم الدليل العلمي لوجوب تفادي مزيج السمك والحليب يمكنكم الامتناع عن تناوله دون الخوف بأن يتهمكم أحد بالايمان بالخرافات والأساطير الشعبية وإنما لديكم أسباب علمية لذلك.

التعليقات