17/07/2022 - 08:51

هل يمكن العيش بشكل طبيعي من دون الكبد؟

يتألف جسم الإنسان من العديد من الأعضاء الحيوية الضرورية لاستمرار الحياة بشكل طبيعي وهناك بعض الأعضاء التي يمكن أن تستمر الحياة من دونها أو قد تترك آثارا بسيطة بعد فقدانها. فقد يولد البعض وفي أجسادهم

هل يمكن العيش بشكل طبيعي من دون الكبد؟

(توضيحية - unsplash)

يتألف جسم الإنسان من العديد من الأعضاء الحيوية الضرورية لاستمرار الحياة بشكل طبيعي وهناك بعض الأعضاء التي يمكن أن تستمر الحياة من دونها أو قد تترك آثارا بسيطة بعد فقدانها. فقد يولد البعض وفي أجسادهم كلية واحدة مثلا وقد يضطر البعض الآخر إلى استئصال أجزاء من أعضائهم لإصابتها بمرض معين مثل الرحم أو جزء من المعدة أو الأمعاء مثلا وقد يكون جزء من الدماغ أو الكبد.

تعريف الكبد

الكبد هو عضو من أعضاء الجسم ويعد أكبر الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان حجما ويزن حوالي أقل من نصف كغم بقليل وهو يتواجد على الجانب الأيمن من الجسم تحت القفص الصدري والحجاب الحاجز، حيث يقوم بتخليص الجسم من المواد السامة ويؤدي وظائف الغدد الصماء والغدد القنوية ويعتبر من أكثر أعضاء الجسم أهمية من حيث وظيفته لذلك تجب حمايته من كافة الإصابات قدر الإمكان.

أهم وظائف الكبد

  • ينظم الكبد مستويات السكر في الدم وهو ميزان لقياسه وضبطه وينظم أيضا مستوى الكوليسترول في الدم.
  • الكبد هو العضو المسؤول عن ضبط مستوى هرمون الكورتيزول أو ما يسمى بهرمون التوتر والاستروجين.
  • يقوم الكبد بدور مهم جدا في هضم الطعام وتشكيل طاقة تخزن في الجسم ويصفي الدم من المواد السامة لذلك عندما يصاب بأي مرض يؤدي ذلك إلى أضرار خطيرة في الجسم.
  • يكوّن الكبد الماء الصفراء الموجودة في المرارة التي تساعد على هضم الدهون ويعالج الفضلات التي ينتجها الجسم من تكسير كريات الدم الحمراء.
  • ينتج عوامل تخثر الدم التي توقف النزيف خلال دقائق لأنه يقوم بتشكيل بروتينات خاصة للحفاظ على حجم الدم.
  • يعالج الدهون والكربوهيدرات التي تستعمل لتوليد وتخزين الطاقة خلال فترة عدم تناول الطعام لساعات عديدة بالإضافة إلى استخدامه السكر المخزون لمدة قصيرة.

إمكانية العيش بشكل طبيعي بعد اقتطاع جزء من الكبد

إمكانية العيش بشكل طبيعي بعد اقتطاع جزء من الكبد

من غرائب جسم الإنسان أنه يستطيع أن يعيش بنسبة 25% من الكبد أما النسبة الباقية 75% فتعتبر احتياطية ويمكن العيش من دونها إذا استدعت الحاجة لذلك إذ يقوم بكامل وظائفه الطبيعية بهذه النسبة. أي أن الإنسان لا يمكنه العيش من دون كبد بشكل تام إلا أنه من الممكن أن يعيش مع جزء منه فقط.

في حال اقتطاع جزء من الكبد من الضروري أن يكون الإنسان حذرا في عاداته الغذائية والحياتية لكي لا يحتاج إلى إجراءات أخرى فمثلا يجب ألا يتناول مختلف أنواع الطعام ولا يتجاوز الحد المسموح بها واتباع إرشادات الأطباء فقد يصل به الأمر إلى زراعة كبد من متبرع حي أو لا وهذا له آثاره الجانبية ومشاكله الخاصة.

زراعة الكبد

في حال اضطر المريض إلى زراعة كبد فسيقوم بإقناع أحد أقاربه أو أصدقائه أو أفراد عائلته ليتبرع له بجزء من كبده كي يقوم الأطباء بزراعته فينمو الجزء الباقي داخل الجسم وهنا لا بد من توفر عدة شروط ومنها توافق زمرتي الدم عند المريض والمتبرع وفي حال لم تكن هناك مشكلة وتمت الزراعة فقد يرفض الجسم نفسه هذا الجزء المزروع عندها يقوم المريض بتناول أدوية لمساعدة جسمه على تقبله وقد تصل الأمور إلى تطور المضادات في الجسم فتقوم بمهاجمة الكبد المزروع ومن هذه الأدوية الستيرويدات.

ولكن الجانب الإيجابي لزراعة الكبد هو أن هذا العضو المهم بعد الجراحة يجدد نفسه بوقت قياسي قد لا يستمر أكثر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع فالكبد هو العضو الوحيد في الجسم الذي يجدد نفسه تلقائيا فور تعرضه لأي حادث وهناك عدة عوامل تساعد على تجدده منها:

  1. عامل نمو خلايا الكبد الذي يحفز على انقسام الخلايا وله ارتباط بمستقبلات موت الخلايا مما يحافظ على خلايا الكبد من الموت ويتميز بازدياد مستوياته في البلازما بمعدل 10-20 ضعف بعد عملية الاستئصال ويستجيب بقوة لتوسيع الخلايا الكبدية وتكاثرها.
  2. روابط ومستقبلات إعادة تدوير الغشاء البلازمي EGFR.
  3. عامل نخر الورم وهو بروتين معروف بتأثيره الإيجابي على الخلايا والأنسجة ويحفز زيادة عددها وتكوين الجزء الجديد من الكبد.

أعراض الإصابة بأمراض الكبد

قد تكون بعض أعراض الإصابة بمرض الكبد غير ظاهرة ولكن هناك عدة مؤشرات قد تترافق معها ومنها:

  • اللون الداكن للبول.
  • شحوب لون البراز.
  • حدوث تورم في القدمين وخاصة الكاحلين.
  • الغثيان والقيء بشكل متكرر وفقدان الشهية.
  • الإحساس بحكة في مناطق مختلفة من الجسم.
  • كثرة تأثر الجسم بالكدمات.
  • ألم شديد في البطن لدرجة غير محتملة.
  • الشعور بالقلق والتوتر بشكل دائم.

أسباب الإصابة بأمراض الكبد

  • هناك عدة أسباب للإصابة بأمراض الكبد وأهمها السبب الوراثي حيث تتسبب وراثة جين واحد من أحد الأبوين أو كليهما في تراكم مواد في الكبد تؤدي إلى تلفه ومن الأمراض الوراثية في الكبد داء ترسب الأصبغة الدموية وداء ويلسون.
  • وجود شذوذ في الجهاز المناعي يؤدي إلى الإصابة بأمراض الكبد فيقوم الجهاز المناعي بمهاجمة بعض الأجزاء في الجسم وتسمى أمراض المناعة الذاتية ومن هذه الأجهزة الكبد وأهم هذه الأمراض التشمع الصفراوي الأولي والتهاب الأقنية الصفراوية والتهاب الكبد المناعي.
  • السرطانات بأنواعها مثل سرطان الكبد وسرطان القناة الصفراوية والورم الغدي الكبدي.
  • توجد أسباب أخرى قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض الكبد ومنها الإدمان على شرب الكحول والسمنة المفرطة وتراكم الدهون على الكبد وتناول بعض الأدوية التي تؤثر على الكبد.

نصائح عامة للحفاظ على الكبد

نصائح عامة للحفاظ على الكبد

هناك عدة نصائح وإرشادات يجب القيام بها للحفاظ على صحة وسلامة الكبد ومنها:

  1. تجنب شرب الكحول وتناول السكريات والأطعمة الضارة للوقاية من الإصابة بالسمنة.
  2. تناول الخضار والفواكه بشكل عام والخضار الكرنبية بشكل خاص.
  3. الصيام المتقطع فهو يجبر الجسم على استهلاك ما يخزنه من غلوكوز فيقوم بسحب الدهون من الجسم بما فيها دهون الكبد.
  4. الحصول على اللقاحات والطعوم الدورية الخاصة بأمراض الكبد A و B.
  5. تجنب تناول الأدوية بدون وصفة طبية وبشكل عشوائي وعدم تناولها مع الكحول.
  6. الحفاظ على نظافة الطعام والشراب وتعقيم الخضار والفواكه قبل تناولها للقضاء على أي فيروسات عليها وغسل اليدين جيدا قبل أي وجبة وبعدها.
  7. تجنب ملامسة أية سوائل من الأشخاص المصابين بالأمراض بسبب سرعة انتقالها بالإضافة إلى عدم التعرض للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية.

التعليقات