انتشر نظام الصيام المتقطع بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وأصبح من أكثر أنظمة الأغذية الصحية اتباعًا، وذلك نظرًا للفوائد والإيجابيات التي وجدها متبعوه، من التحكم بالشهية والوزن واعتماد عادات صحية مثالية. ولكن من ناحية أخرى، لا يستطيع الجميع اتباع أنظمة الصيام المتقطع ويعود ذلك لأسباب كثيرة سنعمد إلى ذكرها لاحقًا.
ولكن ما الذي يميز هذا النظام الغذائي؟ وما هي إيجابياته وسلبياته؟ وهل يمكن للجميع اتباعه أم هناك حالات خاصة غير مسموح لها باتباع الصيام المتقطع؟ هذا ما سنتعرّف عليه.
ما هو نظام الصيام المتقطع؟
هو نظام غذائي يمتنع فيه الإنسان عن تناول الطعام لمدة زمنية محددة لا تقل عن 12 ساعة متواصلة. ولكن في الوقت نفسه، هناك بعض المشروبات المسموح بها خلال فترة الصيام وهي المشروبات التي لا تحتوي على سعرات حرارية إضافة إلى الشاي والقهوة. من ناحية أخرى، هذا النظام ليس محددا بوقت معين، حيث يمكنك إيقافه عند بلوغك النتائج المرجوة منه.
وهناك عدة أنماط لنظام الصيام المتقطع يمكنك اختيار النمط الأفضل بالنسبة لك:
- النظام المحدد بوقت: وأكثر أنواع هذا النظام شيوعًا هو 8/16، حيث يتم تناول الطعام لمدة 8 ساعات على وجبتين أو ثلاث، أما الوقت المتبقي من اليوم فيكون صيامًا عن الطعام.
- النظام 5/2: وهذا النظام الغذائي عبارة عن صوم لمدة يومين ويكون عن طريق تخفيض السعرات الحرارية بشكل كبير خلال هذين اليومين، في حين تتبع خلال الـ5 أيام المتبقية من الأسبوع نظامًا غذائيًا اعتياديًا.
- نظام (Eat Stop Eat): وهو عبارة عن نظام غذائي يتم من خلاله الصيام عن الطعام لمدة يوم كامل مرة أو مرتين خلال الأسبوع.
- نظام (Warrior Diet): وهو نظام حمية المحارب حيث يتضمن تناول حصصا من الفواكه والخضار خلال النهار، ووجبة طعام كبيرة مرة واحدة ليلًا.
ولكن هل هذه الأنماط آمنة أم أنّ لها آثار خطيرة على صحتنا؟
هل جميع أنماط الصيام المتقطع آمنة؟
في الواقع اتبع الناس الصيام المتقطع منذ سنوات عديدة، وتبين أن من يتبع نظام الصيام المتقطع هو من يحدد مدى أمان هذا النظام. حيث أنه لا يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخا مرضيا سابقا اتباع أحد هذه الأنماط، في حين يمكن لمعظم الناس اتباع العديد من أساليب الصيام بأمان.
من ناحية أخرى، فإن الأنواع المتطرفة من الصيام المتقطع، مثل حمية المحارب، يمكن أن تؤدي إلى عدم كفاية تناول العناصر الغذائية مثل الألياف والفيتامينات والمعادن. لذلك، يجب على الناس أن يتبعوا هذا النمط من الصيام بحذر.
وهنا قد يتبادر إلى ذهنك تساؤلا: ما هي الحالات التي لا يجب عليها أن تتبع نظام الصيام المتقطع؟
الحالات غير المسموح لها بالصيام المتقطع
بشكل عام وكما ذكرنا يعتبر نظام الصيام المتقطع آمن، ولكن لا بد من أخذ بعض الاحتياطات أو استشارة اختصاصي الرعاية الصحية في الحالات التالية:
- النساء الحوامل والمرضعات.
- بعض الحالات المرضية التي تستدعي تناول الأدوية كالسكري.
- الأطفال ومن هم دون 18 سنة.
- الأشخاص الذين لديهم مشاكل واضطرابات معدية أو معوية.
إيجابيات الصيام المتقطع
في الحقيقة هناك العديد من فوائد الصيام المتقطع والإيجابيات التي يجنيها متبعو هذا النظام الغذائي، ومنها:
- فقدان الوزن: ربما هذا السبب الرئيسي لاتباع نظام الصيام المتقطع لدى الغالبية، حيث يبقى الجسم بحاجة إلى سعرات حرارية نتيجة تقييد كمية السعرات الحرارية الداخلة إلى جسم الصائم. ما يؤدي إلى فقدان الوزن ولكن قد لا تكون النتيجة تماثل اتباع أنظمة فقدان الوزن الأخرى "رجيم".
- صحة التمثيل الغذائي: والتي تعني جودة عملية الاستقلاب في الجسم.
- بالإضافة إلى فوائد صحية عامة: كتنظيم نسبة سكر الدم، خفض ضغط الدم، وإصلاح الخلايا.
- اتباع نظام غذائي صحي بشكل مستدام.
- قد يكون الصوم المتقطع مفيدًا للعديد من حالات الالتهاب في الجسم والأمراض مثل: التهاب المفاصل، الربو، الزهايمر.
- ليس هناك قيود على مكونات الوجبات: حيث يمكنك تناول ما تشاء.
- انخفاض الكوليسترول والشحوم في الجسم، وبالتالي الحفاظ على صحة القلب والشرايين.
سلبيات الصيام المتقطع
بصفة عامة ليس هناك أضرار خطيرة لنظام الصوم المتقطع، ولكن يوجد عدد من الآثار الجانبية التي تنتج عنه، ومنها:
- تقلب المزاج
- الصداع
- الإمساك
- الإرهاق
- الانفعال والتوتر بسبب انخفاض مستوى السكر
- أرق واضطراب النوم
- غثيان وإقياء
الجدير بالذكر أن هذه السلبيات والآثار تزول بعد فترة من اتباع نظام الصيام المتقطع، حيث يكون الجسم اعتاد على النظام الغذائي الجديد.
أخطاء الصيام المتقطع
في بعض الحالات قد يعمد متبع الصيام المتقطع إلى اتخاذ بعض الإجراءات الخاطئة، ما يؤثر بشكل سلبي على نتائج هذا النظام، ومن هذه الأخطاء:
- عدم التقيد بنمط واحد من الصيام المتقطع.
- البدء بشكل مفاجئ من غير تجهيز الجسم لتغيير نظامه الغذائي.
- عدم التقيد بعدد الوجبات وطريقة تناولها.
- عدم التقيد بكميات محددة من الطعام واللجوء إلى تناول كميات كبيرة بشكل مفرط خلال فترة تناول الطعام.
- نقص كمية السوائل ما قد يعرّض الجسم للتعب وفي بعض الحالات التجفاف.
كيف يساعد الصيام المتقطع على إنقاص الوزن
بشكل عام عند تناول الطعام، يتم تكسيره من قبل إنزيمات موجودة في الأمعاء، ويتم تحويله إلى جزيئات في الدم. بينما يتم تحويل عناصر غذائية مثل الكربوهيدرات إلى سكر يُستخدم لإنتاج الطاقة في الجسم، وفي حال لم يستخدمها جسدنا فإنها تخزن في الخلايا. هذه العمليات تتم بالتوازي مع تناولنا للطعام، ولكن باتباعنا الصيام المتقطع وفي حال لم نتناول وجبات خفيفة، فسيحتاج الجسم إلى الطاقة والتي يحصل عليها من خلال إطلاق السكر الذي تم تخزينه في الخلايا، وبذلك يمكننا فقدان الوزن كلما تركنا الجسم بحاجة لتحرير السكر والدهون المخزنة ليستمد منها الطاقة.
نصائح للحفاظ على الصيام المتقطع
قد تساعد النصائح التالية الأشخاص في البقاء على المسار الصحيح والحصول على فوائد الصيام المتقطع:
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة غير المرهقة ولا سيما اليوغا قد تسهل عليك الصيام المتقطع.
- شرب كميات كبيرة من المياه للحفاظ على رطوبة جسمك، كما يمكنك شرب المشروبات الخالية من السعرات الحرارية.
- استثمر وقتك في أنشطة مفيدة كي لا تشعر بالجوع كمشاهدة فيلم أو الذهاب في رحلة.
- تناول العناصر الغذائية المهمة لجسمك مثل: البروتينات والألياف.
- اعتمد في صيامك على الأغذية ذات السعرات الحرارية المنخفضة مثل الخضار والفواكه.
- تناول وجبات تشعرك بالامتلاء، كالفاصولياء والعدس والبروتينات الخالية من الدهون.
- لا تتناول وجبات خفيفة، فقط اعتمد على الوجبات الرئيسة في النظام.
- من الأفضل أن تحدد ساعات معينة لتناول الطعام خلال النظام الذي اخترته، ولتحصل على نتيجة نتيجة أفضل يفضل تحديد الساعات في موعد مبكر من النهار، حيث تتوقف عن الطعام قبل النوم بوقت كافٍ.
وبناءً على ما تقدّم، فإذا قررت أن تتبع نظام الصيام المتقطع، فتذكر دائمًا أن مفتاح أي نظام غذائي هو جودة الطعام واستيفائها للعناصر الغذائية المغذية. ولكن قبل أن تبدأ تأكد من أنك لا تعاني من أي شكوى صحية واستشر مسؤول الرعاية الصحية الخاص بك لتتأكد من أن اتباع الصيام المتقطع لن يسبب أي ضرر لجسمك.
التعليقات