11/08/2022 - 10:59

متخصصة بالأمراض المُعدية: المياه الراكدة في البطوف قد تكون مصدر التهاب الدماغ الأميبي

يتعزز الاعتقاد لدى الأطباء ووزارة الصحة بأن مصدر التهاب الدماغ الأميبي، والذي أودى بحياة علي موسى حمودة (36 عاما) من قرية البعينة - نجيدات، يوم 6 تموز/ يوليو 2022، هو عدوى أصابته من مياه راكدة.

متخصصة بالأمراض المُعدية: المياه الراكدة في البطوف قد تكون مصدر التهاب الدماغ الأميبي

قناة سهل البطوف، اليوم (عرب 48)

يتعزز الاعتقاد لدى الأطباء ووزارة الصحة بأن مصدر التهاب الدماغ الأميبي، والذي أودى بحياة علي موسى حمودة (36 عاما) من قرية البعينة - نجيدات، يوم 6 تموز/ يوليو 2022، إثر إصابته بالمرض النادر في العالم، هو عدوى أصابته من مياه راكدة في سهل البطوف.

وشددت مديرة وحدة الأمراض المُعدية في مستشفى بوريا، د. هبة أبو زايد، على ضرورة الامتناع عن الخوض في المياه الراكدة في منطقة البطوف، إلى أن تستكمل وزارة الصحة تحقيقها الشامل في ملابسات مصدر العدوى التي أصابت الفقيد.

وقالت د. هبة أبو زايد لـ"عرب 48" إنه "عندما تم استقبال المصاب في مستشفى بوريا، كانت الحالة قد تدهورت جدا. لقد واجهت خلال مسيرتي المهنية عدة حالات من التهاب السحايا الدماغية، ولم أر حالة تدهورت بهذا الشكل السريع. نتحدث عن تدهور كبير خلال ساعات، وأحد الأسباب التي دفعتني لإجراء فحص توجه هذه العدوى النادرة، أعني التهاب الدماغ الأميبي، هو سرعة تدهور حالة الشاب علي حمودة، إذ شعرت في مرحلة ما بالعجز. نتحدث عن شاب معافى، وقبل يومين من دخوله المستشفى كان يعمل كالمعتاد، وفجأة تدهورت حالته ولا شيء يمكن فعله لمساعدته، هذا أمر محزن للغاية. ومع ذلك، فإنه اليوم في نظرة إلى الخلف حول الحالة نرى أنه لم يكن بإمكان الطاقم الطبي فعل أي شيء لإنقاذ حياة الشاب، والنتيجة للأسف ما كانت لتتغير، حتى لو علمنا منذ البداية أن الحديث عن التهاب الدماغ الأميبي، وآمل ألا أواجه حالة مماثلة مستقبلا".

د. هبة أبو زايد

"عرب 48": ماذا عن نتائج العينات التي فحصتها وزارة الصحة من قناة البطوف؟

أبو زايد: لغاية الآن لم تصل نتائج رسمية بعد، لكن التوجه يتعزز بالاشتباه بأن مصدر العدوى المياه الراكدة في البطوف. هناك توجه لإجراء المزيد من التحقيقات بشأن المياه في سهل البطوف، وخاصة قناة المياه الراكدة. الفحوصات ترسل إلى أميركا لفحصها، وهذا يتطلب وقتا.

"عرب 48": ماذا على السكان فعله لتجنب الإصابة؟

أبو زايد: لا نتحدث عن ضرورة فعل شيء، لكن علينا أخذ الحيطة والحذر من المياه التي نسبح فيها أو نخوض فيها، وخصوصا عند استنشاق هذه المياه، ونحن نتحدث عن مياه دافئة، لذلك التوصية للسكان بالامتناع عن السباحة في هذه المياه واستنشاقها، ولا يدور الحديث عن عدوى من مجرد المشي قرب هذه المياه أو الجلوس حولها وإنما السباحة فيها واستنشاق هذه المياه، لأن العدوى تحصل من استنشاق المياه. لا ننسى أن هناك أمراضا أخرى قد تنتقل من المياه الراكدة. في حالة التهاب الدماغ الأميبي، الحديث لا يدور عن شرب للمياه، ولكن على وجه الخصوص العدوى تأتي نتيجة استنشاق المياه، وهذه الطفيليات تعيش في بيئة مياه دافئة وليست مياه باردة، يعني أن إمكانية عيش هذه الطفيليات في مستنقعات راكدة.

"عرب 48": هل هناك تصرفات محددة على السكان اتباعها قرب القناة؟

أبو زايد: سبق وشاهدت المنطقة، ورأيت مياه هذه القناة، وهي مياه ليست نظيفة بسبب ركودها على مدار شهور، لذلك ينبغي عدم غسل الوجه من هذه المياه وطبعا الامتناع عن السباحة فيها، ولكنني شاهدت أيضا تجول شبان يقودون دبّاب (تراكتورون) والخشية أن يخوضوا داخل القناة، عندها يمكن انتقال العدوى عبر استنشاق هذه المياه عند الدخول إلى القناة التي تحدث رشقات كبيرة للمياه.

"عرب 48": هل هناك أعراض صحية تستوجب الحذر والاشتباه بالإصابة؟

أبو زايد: نحن نتحدث عن مرض نادر جدا، ولكن الأعراض هي صداع شديد، وارتفاع في درجات الحرارة، وشعور بالغثيان. هذه الأعراض توجب إجراء فحص طبي شامل، وقد تكون هذه الأعراض نتيجة لأمراض أخرى وليس بالضرورة لمرض التهاب الدماغ الأميبي.

"عرب 48": طاقم الأمراض المُعدية في مستشفى بوريا واجه حالة نادرة، ماذا تعلمتم من هذه الحالة؟

أبو زايد: ليس من الطبيعي أن تواجه هذا المرض، ولكن ما تعلمناه يفيد الطواقم الطبية بأن الحالة وإن ندر حدوثها ينبغي أيضا التفكير في إمكانية إصابة شخص آخر بهذه العدوى في البلاد، وعليه فإنه التوجه الطبي جدير بأن يؤخذ بالحسبان للبحث عن علاج لهذا المرض النادر.

التعليقات