23/08/2022 - 08:28

العدوى البكتيرية والفيروسية

على مر التاريخ مات ملايين الأشخاص بسبب أمراض مثل الطاعون الدبلي أو الطاعون الأسود، الذي تسببه بكتيريا يرسينيا الطاعون، والجدري الذي يسببه فيروس الجدري.

العدوى البكتيرية والفيروسية

(توضيحية - unsplash)

على مر التاريخ مات ملايين الأشخاص بسبب أمراض مثل الطاعون الدبلي أو الطاعون الأسود، الذي تسببه بكتيريا يرسينيا الطاعون، والجدري الذي يسببه فيروس الجدري.

في الآونة الأخيرة، كانت العدوى الفيروسية مسؤولة عن وباءين رئيسيين: وباء "الإنفلونزا الإسبانية" 1918-1919 الذي أودى بحياة 20-40 مليون شخص، ووباء فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) الذي قتل ما يقرب من 33 مليون شخص (اعتبارًا من العام 2019)، ووباء فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19)، الذي أودى بحياة 3 ملايين شخص حتى نيسان/أبريل 2021.

طرق انتقال العدوى

تنتقل العدوى البكتيرية والفيروسية من خلال عدة طرق نذكر منها:

  • السعال والعطس.
  • مخالطة المصابين وخصوصا عن طريق التقبيل والجنس.
  • ملامسة الأسطح الملوثة والغذاء والماء.
  • التواصل مع المخلوقات المصابة، مثل الحيوانات الأليفة والماشية والحشرات مثل البراغيث والقرود.

آثار العدوى

يمكن أن تسبب الالتهابات البكتيرية والفيروسية أعراضًا مشابهة مثل السعال والعطس والحمى والالتهاب والقيء والإسهال والتعب والتشنج - وكلها طرق يحاول الجهاز المناعي تخليص الجسم من الكائنات المعدية عبرها. لكن العدوى البكتيرية والفيروسية تختلف في العديد من النواحي المهمة الأخرى، ويعزى معظمها إلى الاختلافات الهيكلية للكائنات الحية وطريقة استجابتها للأدوية.

يمكن أن تسبب الميكروبات والفيروسات:

  • الالتهابات الحادة التي لا تدوم طويلا.
  • الالتهابات المزمنة التي من الممكن أن تستمر لمدة أيام وأسابيع أو مدى الحياة.
  • الالتهابات الكامنة والتي قد لا تسبب أعراضًا في البداية ولكن يمكن أن تعاود الظهور على مدى شهور وسنوات.
  • العدوى البكتيرية والفيروسية يمكن أن تسبب أمراضًا خفيفة ومتوسطة وشديدة.

الاختلافات بين البكتيريا والفيروسات

على الرغم من أن البكتيريا والفيروسات صغيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها من دون مجهر، إلا أنها تختلف عن بعضها البعض في عدة نواحي.

البكتيريا

البكتيريا مخلوقات معقدة نسبيًا وحيدة الخلية

البكتيريا مخلوقات معقدة نسبيًا وحيدة الخلية، وكثير منها لها جدار صلب، وغشاء رقيق مطاطي يحيط بالسائل داخل الخلية. يمكن لأنواع البكتيريا المختلفة التكاثر بمفردها وتظهر السجلات المتحجرة أن البكتيريا كانت موجودة منذ حوالي 3.5 مليار سنة. ويمكن للبكتيريا أن تعيش في بيئات مختلفة، بما في ذلك الحرارة والبرودة الشديدة، والنفايات المشعة، وجسم الإنسان.

أغلب البكتيريا ليست ضارة، هنالك قسم منها يقوم بمساعدة الإنسان عن طريق هضم الطعام، ويقوم بالمساعدة في تدمير الميكروبات التي تسبب الأمراض، وبعضها يحارب الخلايا السرطانية، وهي تساعد على تأمين العناصر الغذائية الأساسية.

الفيروسات

الفيروسات حجمها أقل حيث أن أكبر الفيروسات هو أصغر من البكتيريا الأصغر في العالم. كل ما لدى الفيروس هو غلاف بروتيني وجوهر من مادة وراثية، لكن لا تستطيع الفيروسات أن تستمر بالعيش من دون مضيف. تستطيع الفيروسات التكاثر فقط من خلال ربط أنفسها بالخلايا. في معظم الحالات، يعيد الفيروس برمجة الخلايا لإنتاج فيروسات جديدة حتى تنفجر الخلايا وتموت. في بعض الحالات تقوم الفيروسات بتحويل الخلايا الطبيعية إلى خلايا خبيثة أو سرطانية.

على عكس البكتيريا أيضا، تسبب أغلب الفيروسات المرض، وهي محددة تمامًا بشأن الخلايا التي تهاجمها. بعض الفيروسات تقوم بمهاجمة خلايا الكبد أو الجهاز التنفسي أو الدم، وفي حالات أخرى تقوم الفيروسات باستهداف البكتيريا.

تشخيص الالتهابات البكتيرية والفيروسية

من الضروري استشارة طبيبك إذا كان لديك شك بالإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية. تشمل الاستثناءات نزلات البرد، والتي عادة لا تكون مهددة للحياة.

في بعض الحالات، يصعب تحديد ما إذا كان المرض فيروسيًا أم جرثوميًا لأن العديد من الأمراض - بما في ذلك الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والإسهال - يمكن أن تحدث بسبب أي منهما. لكن قد يستطيع الطبيب تحديد سبب المرض عن طريق معرفة تاريخك الطبي والقيام بالفحص البدني.

إذا لزم الأمر، يمكن أيضًا طلب فحص الدم أو البول للمساعدة في تأكيد التشخيص، أو "اختبار الثقافة" للأنسجة لتحديد البكتيريا أو الفيروسات. كما أن هناك بعض الحالات التي تستوجب أخذ خزعة من الأنسجة المصابة.

علاج الالتهابات البكتيرية والفيروسية

علاج الالتهابات البكتيرية

نستطيع اعتبار أن اكتشاف المضادات الحيوية للعدوى البكتيرية من أهم الإنجازات في التاريخ الطبي. لسوء الحظ، البكتيريا قابلة للتكيف بشكل كبير، وقد أدى الإفراط في استخدام المضادات الحيوية إلى جعل العديد منها مقاومًا للمضادات الحيوية. وقد تسبب هذا في مشاكل خطيرة، وخصوصا في المستشفيات.

المضادات الحيوية ليست فعالة ضد الفيروسات، وتوصي العديد من المنظمات الرائدة الآن بعدم استخدام المضادات الحيوية ما لم يكن هناك دليل واضح على وجود عدوى بكتيرية.

علاج الالتهابات الفيروسية

علاج الالتهابات الفيروسية

منذ بداية القرن العشرين جرى تطوير اللقاحات. وبعد تطوير اللقاحات انخفضت نسبة كبيرة من عدد الحالات الجديدة للأمراض الفيروسية مثل شلل الأطفال والحصبة وجدري الماء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقاحات أن تمنع بعض الأمراض مثل:

  • الإنفلونزا
  • التهاب الكبد أ
  • التهاب الكبد ب
  • فيروس الورم الحليمي البشري

لكن ثبت أن علاج الالتهابات الفيروسية أكثر صعوبة، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الفيروسات صغيرة نسبيًا وتتكاثر داخل الخلايا. بالنسبة لبعض الأمراض الفيروسية، مثل عدوى فيروس الهربس البسيط، وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والإنفلونزا، فقد أصبحت الأدوية المضادة للفيروسات متاحة. لكن كان استخدام الأدوية المضادة للفيروسات مرتبطا بتطور الميكروبات التي تقاوم الأدوية.

كيف نمنع انتشار البكتيريا والفيروسات؟

على الرغم من الاختلافات بينهما، فإن البكتيريا والفيروسات على حد سواء عرضة لصابون اليد والمطهر. وجدت الدراسات أن الصابون والماء هما خط الدفاع الأول، وإذا لم يكن لديك إمكانية الوصول إلى الماء والصابون، فاستخدم معقمًا لليدين يحتوي على 60% على الأقل من الكحول.

وقد اكتشفت الأبحاث أن غسل اليدين بالطريقة الصحيحة يخفض من عدد البكتيريا والفيروسات عن طريق قتلها وإزالتها من الجلد. يقول أحد الباحثين إن أهم شيء هو ممارسة نظافة جيدة لغسل اليدين: الغسل بالماء والصابون لمدة 20 ثانية ثم التجفيف.

يجب عليك غسل يديك كثيرًا بعد ملامسة الأسطح العامة مثل لوحات مفاتيح الكمبيوتر، والدرابزين، وأزرار المصاعد، وأجهزة الصراف الآلي.

تدخل الكائنات الحية الدقيقة أجسامنا من خلال الأغشية المخاطية على وجوهنا، لذلك من المهم أيضًا تغطية السعال والعطس، لأن قطرات السوائل التي تغادر جسمك عند السعال أو العطس يمكن أن تحتوي على فيروسات أو بكتيريا.

التعليقات