30/08/2022 - 08:29

ارتفاع البوتاسيوم في الجسم

يطلق مصطلح "هايبركاليميا" الطبي على الحالة الصحية التي تشهد ارتفاعا في مستوى البوتاسيوم بالجسم. في الحالة الاعتيادية لا يعاني الأشخاص المصابون بـ"الهايبركاليميا" من أي أعراض ما يجعل اكتشاف هذه الحالة أصعب

ارتفاع البوتاسيوم في الجسم

(توضيحية - unsplash)

ما هو "هايبركاليميا"؟

يطلق مصطلح "هايبركاليميا" الطبي على الحالة الصحية التي تشهد ارتفاعا في مستوى البوتاسيوم بالجسم. في الحالة الاعتيادية لا يعاني الأشخاص المصابون بـ"الهايبركاليميا" من أي أعراض ما يجعل اكتشاف هذه الحالة أصعب من المعتاد.

عند الأشخاص الطبيعيين، تتمكن الكلى من تنظيم مستوى البوتاسيوم في الدم، إلا أنه إذا لم تكن الكلى تعمل بشكل مثالي، يمكن أن يتراكم البوتاسيوم في الدم. تفيد معظم الأوساط الطبية بأن معدل البوتاسيوم الطبيعي في الجسم يتراوح بين 3.6 و 5 ملي مول للتر الواحد ويعتبر المعدل أعلى من 5 ملي مول للتر الواحد دليلا دامغا على الإصابة بـ"الهايبركاليميا".

يعتبر البوتاسيوم واحدا من المعادن السبعة الضرورية لصحة الجسم المثالية حيث يلعب دورا هاما في الكثير من وظائف الجسم مثل مساعدة الكلى في أداء وظائفها والقلب والعضلات ونقل الإشارات العصبية عبر الجهاز العصبي وأجزائه.

بالرغم من أهمية تناول كميات كافية من البوتاسيوم للجسم قد يشكل وجود كميات مبالغ بها منه في الدم إلى مشاكل صحية. ووفق مكتب المتممات الغذائية الأميركية، فإن كمية البوتاسيوم المناسبة للجسم تقدر بـ2600 إلى 3400 ميليغرام لمعظم البالغين حيث تقدر حاجة الجسم اليومية من هذا المعدن بحوالي 4700 مغ للبالغين والأطفال فوق سن 4 أعوام.

أسباب الإصابة بـ"هايبركاليميا"

هناك أسباب مختلفة للإصابة بـ"هايبركاليميا" أو ارتفاع مستوى البوتاسيوم ومعظم هذه الأسباب ترتبط بوظائف الكلى.

أمراض الكلى المزمنة (الفشل الكلوي)

أمراض الكلى المزمنة (الفشل الكلوي)

تسبب أمراض الكلى المزمنة قدرة أقل لدى الكلى على تصفية الدم من البوتاسيوم كما يجب وطرح الكميات الإضافية في البول، وعوضا عن ذلك يعود البوتاسيوم إلى مجرى الدم بسبب ضعف الكلى وعدم قيامها بمهمتها هذه.

داء السكري غير المنظم أو المعالج

بما أن تعرض وظائف الكلى للخلل كنتيجة لداء السكري أمر وارد الحدوث فإن عدم التحكم أو مراقبة مستوى السكر في الدم قد يؤدي إلى الإصابة بـ"هايبركاليميا".

تناول أدوية معينة

يمكن أن تؤدي مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل البروفين والأدوية التي تتعلق بمستوى البوتاسيوم في الدم، وصادات الإنزيم المحول لأنجو تيزين وصادات بيتا وصادات قنوات الكالسيوم والديجوكسين والهيبارين وغيرها من العقاقير إلى خلل في قدرة الكلى على التخلص من البوتاسيوم الزائد عن حاجة الجسم.

تناول البوتاسيوم بكميات كبيرة

إن تناول كميات كبيرة من البوتاسيوم من خلال الأدوية والمتممات أو الحمية الغذائية قد يسبب "هايبركاليميا". من النادر حدوث هذه الحالة في الحقيقة إلا أنه أمر وارد عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى.

الجفاف

يمكن أن يؤدي الجفاف الشديد في الجسم إلى عدم قدرته على معالجة كميات البوتاسيوم الموجودة في المجرى الدموي.

أعراض زيادة معدل البوتاسيوم في الجسم

عادة ما يشعر الأشخاص المصابون بزيادة في مستوى البوتاسيوم في الجسم بأعراض بسيطة وقليلة، هذا إن شعروا بأي أعراض أصلا. وبما أن الأعراض هذه غير محددة أو خفيفة الطبيعة فإن الأطباء عادة ما يتجاهلونها إلى أن تسوء الأعراض بشكل واضح.

إذن فـ"الهايبركاليميا" تحدث عندما يعجز الجسم عن التخلص من كميات البوتاسيوم الزائدة فيه. والبوتاسيوم عبارة عن "إلكتروليت" أي أنه يساهم في تنظيم السوائل والدم وانقباضات العضلات والإشارات العصبية. بذلك يمكن أن تتسبب زيادة معدل البوتاسيوم في الجسم بالتأثير بهذه الوظائف والعمليات أو بحدوث خلل فيها.

"الهايبركاليميا" أو ارتفاع مستوى البوتاسيوم الحاد هو حدوث تغيرات على مستويات البوتاسيوم على فترة قصيرة وهو حالة أكثر خطورة من "الهايبركاليميا" المزمن، الذي يمكن ألا يظهر أي أعراض أو أعراضا خفيفة بالمقارنة بـ"الهايبركاليميا" الحاد، أو "الهايبركاليميا" المرتفع بشكل طبيعي. ومع ذلك يمكن القول إن كلا من "الهايبركاليميا" المزمن والحاد يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل حدوث الأزمات القلبية وحتى الشلل.

تشمل أعراض ارتفاع البوتاسيوم في الجسم الأعراض التالية:

  • ضعف العضلات
  • شعور عام بالوهن والإعياء
  • الغثيان والإقياء
  • آلام وتشنجات العضلات
  • صعوبة في التنفس
  • اضطرابات في دقات القلب
  • آلام صدرية

تشخيص ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الجسم

تشخيص ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الجسم

لأن ارتفاع البوتاسيوم في الدم أو "الهايبركاليميا" قد لا يظهر أي أعراض على الجسم فغالبا ما يجد الأطباء صعوبة في تشخيصه. ولكن في حالة الإصابة بارتفاع مستوى البوتاسيوم الحاد فمن الغالب أن يقوم الطبيب بما يلي:

  • إجراء تقييم للكلى والقلب والوظائف البولية.
  • التحقق من مستوى التروية أو الجفاف في الجسم.
  • مراقبة ضربات القلب باستخدام الأجهزة الخاصة بذلك.

أما عند الأشخاص المصابين بـ"الهايبركاليميا" المزمنة فبإمكان الأطباء متابعة التحاليل الطبية التي جرى طلبها عند القدوم إلى العيادة للمرة الأولى مثل تحاليل الدم أو البول. بالإضافة إلى ذلك فبإمكان الأطباء التأكد من كل الأدوية الروتينية التي يتناولها المريض حرصا على عدم وجود أدوية تتعارض مع بعضها البعض أو تساهم برفع مستوى البوتاسيوم في الجسم.

بما أن معظم المصابين بارتفاع معدل البوتاسيوم في الجسم عادة ما يعانون من مشاكل في الكلى فيمكن أن يقتفي الطبيب أثر مشاكل الكلى أيضا أو أن يقوم بإقصاء عدة تشخيصات بشكل مؤكد قبل أن يشك بوجود هذه الحالة على وجه الخصوص.

تجنب ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الدم

إذا كان الشخص معرضا لارتفاع معدل البوتاسيوم في جسمه فبإمكانه القيام بعدة تغييرات على أسلوب حياته وحميته الغذائية لتفادي هذه المشكلة، إلا أنه بكافة الأحوال من الأفضل استشارة الطبيب قبل القيام بأي خطوة من هذا النوع.

على سبيل المثال يمكن أن ينصح الطبيب بالحد من الأطعمة ذات المحتوى العالي من البوتاسيوم، وأكثر الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية نسبيا من البوتاسيوم هي:

  • أوراق البنجر
  • نبات الفوفو
  • فاصولياء ليما
  • السلق
  • البطاطا غير المقشرة
  • البطاطا الحلوة
  • فاكهة دوريان
  • جاكفروت
  • اللبن الزبادي
  • منتجات الطماطم المعلبة
  • العصائر المتنوعة مثل الخوخ والجزر والطماطم
  • الأطعمة البروتينية مثل الفاصولياء البيضاء وحبوب الصويا والتونة وسمك القد
  • الفواكه ذات البذور القاسية مثل الخوخ والدراق والمشمش وتحديدا الفواكه المجففة منها.

بالإضافة إلى تفادي بعض الأطعمة والمأكولات الغنية بالبوتاسيوم والتي يمكن أن تزيد الطين بلة عند الأشخاص المصابين بـ"الهايبركاليميا"، يمكن التأكد من أن بدائل الملح خالية من البوتاسيوم ومن شرب كميات كافية من الماء يوميا وتفادي بعض أنواع الزهورات التي تحتوي على هذا المعدن.

التعليقات