تعرق اليدين أسبابه وعلاجه

نستطيع تعريف مصطلح تعرق اليدين بأنه زيادة في كمية العرق المفرزة من الغدد العرقية الموجودة في اليدين، وهذا يكون لسبب رئيسي يتعلق بتنظيم درجة حرارة الجسم بين انخفاضها وارتفاعها. يبدأ فرط تعرق اليدين عند الإنسان في الغالب عندما يبلغ سن الحادية عشر من عمره، ويستمر معه مدى الحياة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

قد تكون هذه الحالة محرجة كثيرا في الجانب الاجتماعي للشخص المصاب بها، وتتداخل مع نشاطات أخرى تخصه. أما الخبر الجيد حول هذه الإصابة هو أن الاهتمام بها وعلاجها قد يقي من خطورتها الشديدة ويعمل على الحد منها.

ما أسباب تعرق اليدين؟

في الغالب عندما لا نجد سببا واضح لتعرق اليدين، يكون السبب هنا هو فرط في نشاط الجهاز العصبي الودي، ويعود هذا لأسباب عاطفية أو حتى نفسية كالقلق والتوتر. وهنا سنذكر أيضا مجموعة من الأسباب التي ترتبط بتعرق اليدين، ومنها:

الجينات والوراثة

ترتبط الجينات كثيرا بتعرق اليدين، إذ أثبتت دراسات كثيرة أجريت في جامعة كاليفورنيا خلال عام 2002 أن الكثير من الحالات التي جرى تشخيص تعرق اليدين المفرط لديها؛ ترتبط بشكل وثيق بالجينات. ومن هذا المنطلق يجب أن نؤكد أن فرط التعرق (Hyperhidrosis) يعتبر وراثيا إلى حد معين.

التوتر والإجهاد

يترافق التوتر والإجهاد مع العديد من الحالات التي يصاب بها الإنسان بفرط تعرق اليدين. ويعود ذلك لأنه في حالة الإجهاد أو التوتر ويدخل الجسم البشري في حالة تسمى استجابة الكر أو الفر (Fight_or_flight response)، فيؤدي هذا الأمر إلى إطلاق هرمونات خاصة بالتوتر وهي الكورتيزول والإبينفرين.

إن هذه الهرمونات وعلى الرغم من دورها وأهميتها في إعطاء مساعدة للإنسان بخصوص التعامل مع حالات فرط التعرق هذه، إلا أنها تزيد من درجة حرارة الجسم وبالتالي تسبب تعرق اليدين.

الكافايين

إن الشاي الأسود وحتى الأخضر، بالإضافة إلى القهوة جميعها مشروبات تحتوي على الكافايين بنسب مرتفعة، لذا فإن تناولها سوف يسهم في زيادة تعرق اليدين.

الغدد العرقية المفترزة

إن معظم الأشخاص الذين يعانون من فرط تعرق اليدين تمتلك أجسامهم نوعا محدد من الغدد العرقية والتي تعرف باسم الغدد العرقية المفترزة، ويصل عدد هذه الغدد إلى حوالي 2-4 ملايين غدة في الجسم. وتسبب العرق في اليدين والقدمين وأيضا الوجه.

انخفاض سكر الدم

إن انخفاض سكر الدم، يؤدي بشكل هائل إلى تفاقم مشكلة التعرق المفرط في اليدين. حيث أن جسم الإنسان يحتاج بشكل عام إلى إمداد مستمر من الطاقة وذلك لكي يعمل بكفاءة، ولكن عندما لا يتغذى الإنسان على السكريات بشكل جيد، أو يبقى من دون تناول طعام لفترات طويلة، فإن هذا الأمر سيؤدي إلى انخفاض مستويات سكر الدم. ولأجل التكيف مع هذا الوضع فإن الجسم يطلق هرمونات التوتر بعد انخفاض السكر في الدم، ومن أمثلتها: الأدرينالين الذي يزيد من إفراز سكر الدم في الجسم، ويسبب فرط تعرق اليدين.

حالات طبية لتعرق اليدين

هناك حالات طبية أخرى لها علاقة أيضا بالتعرق في اليدين، ومن هذه الحالات ما يلي ذكره:

داء النقرس
الحمل
مراحل انقطاع الطمث، والهبات الساخنة التي تأتي معها
الالتهابات والعدوى كالسل أو تسممات الدم
السمنة
الغدد الصماء وأمراضها، ومن ضمنها داء السكري وأيضا اضطرابات الدرق
السرطان الذي يصيب الغدد اللمفاوية
نوبات القلب
المشاكل التي تصيب الجهاز العصبي، وتتضمن داء باركنسون والسكتات الدماغية

نصائح مفيدة لكي تتعامل مع تعرق اليدين

يستطيع أي إنسان اتباع هذه القواعد والنصائح في حال كان يعاني من تعرق يديه بشكل مفرط، وهذه النصائح تشمل:

استخدام مضادات التعرق من خلال وضعها على راحة اليدين قبل النوم.
الابتعاد عن التدخين والطعام الذي يحتوي على التوابل بكثرة.
الاستحمام بشكل يومي، وتجنب حمامات الساونا والحمامات الساخنة لأجل تفادي ارتفاع حرارة الجسم.
اتباع تقنيات خاصة للاسترخاء وتفادي الإجهاد والتوتر ومن أمثلتها: أخذ نفس عميق، والتأمل.

ما هو علاج تعرق اليدين؟

قد يصبح تعرق اليدين في مرحلة ما مرضا ويجب علاجه، إذ أنه من الممكن حدوث تعرق اليدين عند الأشخاص في ظروف طبيعية ومن دون وجود ما يسبب تحفيز إنتاج العرق، مثل: أن تجلس في غرفة تحوي تكييف، أو في مسبح. وهناك أيضا عدة طرق طبية تهدف إلى علاج هذه المشكلة ومنها:

مضادات التعرق (Antiperspirants)

بعض أنواع هذه الأدوية لا يتم صرفها إلا بواسطة وصفة طبية، وتستخدم لأجل علاج التعرق سواء كان في اليدين أو مناطق أخرى من الجسم.

يحوي هذا النوع من المضادات مكونات تعتبر أكثر قوةً وفعاليةً من المضادات العادية للتعرق، مثل: سداسي هيدرات كلوريد الألمنيوم ويمكن أن تسبب بعض الأعراض المزعجة الخفيفة كالحرقة، وحكة الجلد.

حقن البوتكس (Botulinum toxin)

إن حقن البوتكس مفيد جدا لإيقاف التعرق المفرط الذي يحصل أو حتى التخفيف منه، فيساعد لعلاج فرط تعرق اليدين والقدمين والإبطين.

يملك هذا الخيار العلاجي بعض الأعراض الجانبية، ومن أمثلتها: أعراض تشبه الإنفلونزا وآلام في نقطة الحقن. ويجب التنويه إلى أن العلاج بهذه الطريقة غالبا يكون مؤقت التأثير.

استخدام جراحة قطع الودي (Sympathectomy)

قد لا يستجيب المصاب بتعرق اليدين المفرط للحلول المذكورة أعلاه في بعض الحالات، فيتم اللجوء إلى عمل جراحي بسيط من خلال قطع الودي.

عن طريق هذه العملية الجراحية يتعطل العصب المسؤول عن إرسال الإشارات العصبية الذي يحفز إنتاج العرق في الجسم، وتعتبر هذه الجراحة ذات نفع كبير لمن يعاني فرط تعرق اليدين، ولكنها غير مفيدة للمصابين بتعرق الإبطين.