26/09/2022 - 08:37

ما هي أسباب صعوبة الحفظ عند الأطفال؟

من المهم معرفة أنواع الذاكرة وفهم آلية عملها بشكل جيد لدى الأطفال وغيرهم من أجل ملاحظة المشكلة والصعوبات في التذكر والحفظ إن وجدت والتفكير في حل تلك المشكلة. يوجد نوعان للذاكرة عند الأطفال وغيرهم

ما هي أسباب صعوبة الحفظ عند الأطفال؟

(توضيحية - unsplash)

ذاكرة الطفل

تبدأ رحلة تكوّن الذاكرة عند الطفل منذ مرحلة الحمل في فترة الثلث الأخير منه حيث يستطيع الطفل تسجيل بعض الذكريات، وتصبح الذاكرة في عمر الستة أشهر واضحة أكثر.

يمكن تقسيم طرق حفظ المعلومات عند الأطفال إلى قسمين هما عملية خزن الذكريات والمعلومات في الدماغ والطريقة الثانية هي الاستيعاب والاسترجاع الدقيق لتلك المعلومات. إن الطريقة الثانية هي الأبطأ من ناحية التطور عند الطفل، إذ أنه يقوم باسترجاع الذكريات والمعلومات التي خزنها أثناء فترة الحمل تدريجيا وخصوصا الأصوات والروائح، ويستطيع الطفل تمييز صوت أمه ورائحتها وأيضا بعض أغاني الأطفال في حال كان يسمعها بشكل مستمر أثناء الحمل حيث يبدأ بتذكر الأغاني في شهره الرابع. كما يستطيع الطفل تمييز شكل أمه بعد أربعة أيام فقط من الولادة بينما يستغرق وقتا أطول لحفظ شكل أبيه.

أنواع الذاكرة عند الأطفال وغيرهم

من المهم معرفة أنواع الذاكرة وفهم آلية عملها بشكل جيد لدى الأطفال وغيرهم من أجل ملاحظة المشكلة والصعوبات في التذكر والحفظ إن وجدت والتفكير في حل تلك المشكلة. يوجد نوعان للذاكرة عند الأطفال وغيرهم وهما ذاكرة قصيرة المدى وذاكرة طويلة المدى.

الذاكرة قصيرة المدى

يساعد هذا النوع من الذاكرة الأطفال والطلاب على حفظ ومعالجة المعلومات التي تكون جديدة حيث تستقبل هذه المعلومات والذكريات عن طريق الخلايا الخاصة بالذاكرة الحسية ومن ثم يتم نقلها بعد معالجتها والتعامل معها إلى الذاكرة طويلة المدى ويتم الاحتفاظ بها لتجنب نسيانها. إن حفظ الذاكرة قصيرة المدى للمعلومات مؤقت ومساحتها صغيرة لا تتجاوز بضع أرقام وكلمات ويتم نسيان المعلومة في حال تأخرت في الوصول للذاكرة طويلة المدى.

الذاكرة طويلة المدى

تتحول المعلومات قصيرة المدى إلى معلومات طويلة المدى عن طريق عملية التكرار للمعلومات الموجودة في الذاكرة قصيرة المدى وربط تلك المعلومات بأخرى سابقة محفوظة ضمن الذاكرة طويلة المدى. يتميز هذا النوع من الذاكرة بقدرته على تخزين عدد هائل من المعطيات والمعلومات والأرقام ولا يتم فقدان المعلومة أو نسيانها بسهولة فهي تتميز باستطاعتها على الاحتفاظ بالمعلومات لوقت طويل جدا قد يستمر للأبد.

أسباب صعوبة الحفظ عند الأطفال

تتمثل هذه المشكلة بوجود عرقلة أو صعوبة في حفظ المعلومات وتنظيمها أو فهمها بالطريقة الصحيحة وهذا يتسبب بمشاكل للطفل سواء في المدرسة أو في حياته اليومية. توجد عدة أسباب لصعوبة الحفظ عند الأطفال وأهمها:

الإصابة في الرأس

الإصابة في الرأس

تتسبب الإصابات القوية التي تؤذي الدماغ بحدوث خلل واضطرابات في النظام الدماغي المسؤول عن عملية التذكر وحفظ المعلومات، وتظهر بعض العوارض التي تشير إلى وجود خلل بسبب الإصابة مثل بعض التصرفات الغريبة أو تغير النطق وبطء في الاستيعاب واضطرابات في اللغة.

التشتت وفرط الحركة

وهي من العوامل والأسباب الأكثر شيوعا حيث تتطلب جهدا مضاعفا من الأهل وإعطاء الطفل الكثير من الانتباه والاهتمام لأن الطفل إما يصيبه الملل من المعلومات ويعود هذا لضعف معدلات الترميز داخل الدماغ ووجود خلل في فك الرموز للمعلومات الجديدة المصدرة أو بسبب فرط الحركة الذي قد يصعب على الطفل صب تركيزه الكامل في تخزين المعلومة وهنا يأتي دور الأهل في البحث عن علاج لتلك المشكلة.

التعليم الخاطئ

ومن الأخطاء الشائعة في مجال تعليم الأطفال هو استخدام المعلمين للجمل الطويلة والصعبة ذات المفردات الجديدة والغريبة والتي من شأنها أن تصعب عملية الحفظ على الطفل لأن كم المعلومات والمفردات الجديدة يفوق حجم طاقته وقدراته العقلية، لذلك يجب أن يولي المعلمون اهتماما أكبر باستعمال الجمل البسيطة والسهلة للأطفال.

تقديم معلومات كثيرة للطفل لكي يحفظها

في بعض الأحيان يكون الأهل متحمسين لتلقين أطفالهم شتى أنواع المعلومات المتنوعة عن كافة المواضيع والأشياء وذلك بغرض تثقيفهم ورفع مستوى ذكائهم ولكنهم لا يعلمون أن هذه الطريقة لا تأتي بنتائج مرضية بتاتا وتتسبب في عجز الأطفال عن القدرة على الحفظ كليا وبطء استيعابهم بسبب الكم الهائل من المعلومات المقدمة لهم في وقت واحد أو في أوقات متقاربة جدا، لذلك يجب على الأهالي أو المعلمين تقديم المعلومات بشكل تدريجي وبسيط لمساعدة الطفل على تقبل المعلومات وفهمها وبالتالي حفظها بشكل أسرع.

علاج صعوبة الحفظ عند الأطفال

طرح الأسئلة

لكي يبدأ الطفل خطوته الأولى بالحفظ والتركيز واسترجاع المعلومات عليه أن يفهم الموضوع الذي يدرسه ويكون ذلك عن طريق الأسئلة التي تطرح عليه ويقوم هو بالبحث عن الإجابة أو عن طريق الأسئلة التي يطرحها سواء كانت سهلة أو صعبة، ومن المهم جدا تشجيع الطفل على السؤال لأن ذلك يعمق فهمه للموضوع ويسهل عملية الحفظ.

إنشاء القوافي والأغاني

قد يبدو الموضوع للوهلة الأولى مضحكا وعديم الفائدة، ولكنه من أهم الأساليب لأن الأطفال ما زالوا غير قادرين على أخذ الأمور على محمل الجد مثل الكبار، ويميلون للأشياء الترفيهية كالألوان والصور والموسيقى واللعب. وتعد الموسيقى وابتكار الأغاني والقوافي من أكثر الطرق الشائعة لمساعدة الطفل على التركيز والحفظ وحتى استرجاع المعلومات بعد زمن وهذا سيؤدي لتحسين ذاكرته تدريجيا.

جعل طريقة التعلم مثيرة

جعل طريقة التعلم مثيرة

وذلك من خلال القيام بنشاطات علمية كالذهاب إلى المتاحف والمعارض والمكتبات وقراءة الكتب والقصص أو مساعدة الطفل بالبحث عن المعلومة عن طريق الإنترنت أو مقاطع الفيديو أو الصور، هذه الطرق ستجعل عملية التعلم شيقة وممتعة وتحفز دماغ الطفل على تلقي المعلومات بشكل سليم وتؤدي إلى حفظها بحيث يستطيع تذكرها الطفل في أي وقت حتى عندما يكبر.

جعل الطفل يقدم أمثلته الخاصة

عندما يربط الطفل تفاصيله اليومية أو أفكاره الشخصية بالأمثلة أثناء الدراسة فإن ذلك يعزز عملية التفكير عنده وينشط الدماغ وبالتالي تتحسن قدرته على حفظ المعلومة واسترجاعها في أي وقت لأنها تصبح ذات معنى أكثر بالنسبة للطفل، أيضا هذا يساعده على زيادة ثقته بنفسه.

وضع قائمة بالكلمات الرئيسة للفكرة أو الموضوع

يساعد تكوين قائمة قصيرة بالكلمات المفتاحية على تسهيل الحفظ والربط عند الطفل وبالتالي تدوين الأفكار الرئيسية والكلمات المميزة من الطرق الناجعة جدا لتحسين ذاكرة الطفل.

طلب الشرح من الطفل

عندما يقوم الطفل بشرح الفكرة أو الموضوع بطريقته الخاصة والتفكير بصوت مسموع يساعده ذلك على التركيز والحفظ بشكل أسرع. ويجب مراعاة إعطائه كل الاهتمام أثناء شرحه للفكرة من أجل تصويب أخطائه وتشجيعه.

التعليقات