05/10/2022 - 09:04

لهايات الأطفال بين الإيجابيات والسلبيات

يبرز دور اللهاية هنا لأن لها القدرة على إعطاء الراحة والطمأنينة للرضيع وإلهائه عن محيطه غير المألوف والتركيز على الفعل الإرادي الذي يعرفه ويعطيه الراحة والطمأنينة وهو المص

لهايات الأطفال بين الإيجابيات والسلبيات

(توضيحية - unsplash)

تفعل لهاية الأطفال تماما ما يفيده اسمها، فهي تلهي الطفل وتعيد له هدوءه. يعمد الأطفال إلى حركة المص لأنها تقريبا الحركة الوحيدة التي يعرفونها تلقائيا منذ الولادة ما يجعل استخدام اللهاية ممكنا بالنسبة لهم. ولكن هل يعني ذلك أن الأمهات يجب أن يلجآن إلى إعطاء الطفل هذه الأداة بدون التفكير في سلبياتها؟

سنتعرف في هذا المقال على إيجابيات وسلبيات استخدام اللهاية تاركين القرار للأمهات والآباء الجدد حول إعطائها للطفل بعد ذلك أم لا.

إيجابيات استخدام لهاية الأطفال

تريح وتهدئ الطفل

يختبر حديث الولادة كل حواسه مجتمعة للمرة الأولى بعد خروجه من الرحم. كل شيء جديد بالنسبة له في هذه المرحلة ما يمكن أن يكون أكثر مما يتحمله. بالطبع قد يكون صوت الأم ولمستها وحتى صوت الأب عاملا مهدئا إلا أن بعض العوامل الموجودة في محيطه من أصواتٍ وروائح وحتى رؤية الوجوه الجديدة والأصوات الغريبة قد تكون مقلقة بالنسبة له.

يبرز دور اللهاية هنا لأن لها القدرة على إعطاء الراحة والطمأنينة للرضيع وإلهائه عن محيطه غير المألوف والتركيز على الفعل الإرادي الذي يعرفه ويعطيه الراحة والطمأنينة وهو المص.

تقليل فرص الموت المفاجئ عند الرضع

إن موت الرضع المفاجئ هو السبب الأساسي لفقدان الأطفال الرضع تحت عمر السنة الواحدة وقد أظهرت الدراسات العلمية أن استخدام اللهاية يقلل من فرص هذه الحالة خلال النوم. بالطبع عند التفكير في هذه الإيجابية المهمة وبتقليل فرص حدوث الموت المفاجئ للطفل، يجب أيضا إدراك أن الأبوين أيضا يحظيان بنوم أفضل في هذا الوقت وينعمان بالطمأنينة لمعرفة أن الطفل ينام بأمان أكثر.

المساعدة على النوم

اللهاية قد لا تساهم بتحسين نوعية النوم

بالرغم من أن اللهاية قد لا تساهم بتحسين نوعية النوم الذي يناله الطفل إلا أنها قد تساعد في جعله ينام خلال فترة أقصر. سواء كان الطفل يتناول الحليب بواسطة الرضّاعة (الزجاجة) أو يعتمد على الرضاعة الطبيعية فإن فعل المص لديه يعتبر فعلا فطريا حيث لديه رغبة دائمة للمص وقد يكون هذا هو السبب في حب الأطفال الذين يعتمدون في غذائهم على الرضاعة الطبيعية فقط للرضاعة عند النوم لأن هذا الفعل بالنسبة لهم مريح.

يمكن لتعويد الطفل على استخدام اللهاية أن يعوّده بدوره على النوم من تلقاء نفسه دون الحاجة للغناء والهز أو إرضاعه، وإذا وقعت اللهاية من فم الطفل أثناء النوم فليس هناك داع لوضعها في الفم مجددا إلا إذا استيقظ الطفل وافتقدها وعبر عن حاجته لها بالبكاء.

اللهاية تريح الطفل أثناء رحلات الطائرة

قد تكون رؤية الأطفال الرضع يصعدون على متن الطائرة واحدة من المناظر التي ترعب باقي الركاب لأن الأطفال يصعب عليهم التأقلم مع تغيرات الضغط الجوي أثناء الطيران في الجو خصوصا أنهم لا يعرفون الحيل التي يستخدمها الكبار لتعديل الضغط الجوي في الأذنين مثل فتح الفم فجأة. تؤمن اللهاية هذه الفائدة للطفل دون أن يدرك ذلك لأن الهواء يدخل إلى البلعوم ومنه إلى نفير أوستاش فيتساوى الضغط الجوي تلقائيا بين الأذن الخارجية والداخلية.

يمكن التخلص من اللهاية بسهولة

يمكن أن يلجأ الأطفال الذين لا يستخدمون اللهاية إلى مص إصبعهم وهذه العادة يصعب كثيرا الإقلاع عنها، أما اللهايات فيمكن تعويد الطفل على عدم استخدامها مع بعض التصميم والإرادة ويعتبر تركها أكثر سهولة من ترك مص الأصابع.

سلبيات استخدام لهاية الأطفال

ترك الرضاعة الطبيعية

يبدو أن ما تقوله الجدات حول عدم رضا الطفل الرضيع عن الرضاعة الطبيعية إذا تعود على اللهاية أو الرضاعة الزجاجية صحيح. ينصح الأطباء الأمهات بعدم إعطاء الطفل اللهاية مباشرة بعد الولادة وإنما الانتظار حتى يتعود الطفل على الرضاعة الطبيعية ومص حلمة الثدي لشرب الحليب لأن الطفل يستخدم تقنية مختلفة للمص ما بين اللهاية وزجاجة الرضاعة من جهة وصدر الأم من جهة أخرى.

يعتبر مص اللهاية أسهل بكثير من الرضاعة الطبيعية ما يستدعي بذل جهد أكبر من قبل الطفل. لهذا السبب إذا تعود الطفل على استخدام اللهاية باكرا فقد يؤثر ذلك على مستوى رضاعة الطفل من صدر الأم.

تأخر الصحة السنية

لا يمتلك معظم الأطفال أسنانا بعد إلا أنه من المهم تذكر أن استخدام اللهاية يمكن أن يؤثر سلبا على شكل وتناسق الأسنان بعد بزوغها. إذا كان بالإمكان يفضل التخطيط للاستغناء عن استخدام اللهاية قبل أن تؤثر على نمو الأسنان عند الطفل، تجدر الإشارة إلى أن معظم الأطفال تبدأ الأسنان بالبزوغ لديهم بعمر الستة أشهر بالرغم من أن البعض يولدون مع بعض الأسنان.

إذا كان استخدام اللهاية لدى الطفل قد أدى إلى عضة خاطئة أو عدم تناسق في شكل الأسنان فيمكن بالطبع اللجوء إلى تقويم الأسنان في مرحلة لاحقة من عمر الطفل، كما يجب الحرص على عدم تعوّد الطفل على مص الإبهام لأن هذه اعادة قد تؤدي إلى تشوه في شكل الفك العلوي والأسنان كنتيجة طبيعية لذلك.

اللهاية قد تسبب الاختناق

عند اختيار اللهاية المناسبة يجب الحرص على أنها عريضة بعض الشيء ولا يمكن للرضيع ابتلاعها والاختناق بها أو إدخالها بشكل عميق لتعلق في الفم أو الحلق. بالإضافة إلى ذلك يمكن التأكد من وجود فتحة تهوية للهاية تسمح بدخول الهواء في حال ابتلاعها لتلافي حالة الاختناق وأن تكون متينة بحيث لا تنفصل الجلدة عن القاعدة أيضا.

قد تسبب الأمراض بسبب الجراثيم

اللهاية مما يسمح للجراثيم بالانتقال إليها ثم إلى فم الرضيع

من الصحيح أن شكل اللهاية يشبه شكل حلمة الرضاعة الزجاجية وأن الاثنتين مصنوعتين من نفس المواد تقريبا، إلا أن هناك فرقا أساسيا بينهما هو وتيرة الاستخدام والتعقيم. يستخدم الرضيع زجاجة الحليب عدة مرات خلال اليوم لفترات وجيزة مما يتيح للأم غسلها وتنظيفها جيدا وحتى تعقيمها عبر الغلي أو بالطريقة التي ينصح بها طبيب الأطفال.

بالنسبة للهاية فيستمر الرضيع باستخدامها خلال النهار وحتى في الليل أيضا. تكمن المشكلة في عدم إمكانية تعقيم اللهاية بالشكل المناسب بعد أن يوقعها أو يبصقها الطفل في كل مرة كما أن بعض الأطفال في أعمار متقدمة يمسكون اللهاية ما يسمح للجراثيم بالانتقال إليها ثم إلى فم الرضيع ما قد يسبب الكثير من أنواع العدوى والأمراض.

التعليقات