09/10/2022 - 08:40

كيف يؤثر التدخين على نتائجك الدراسية؟

بهذه الطريقة يعمل النيكوتين على تغيير الدماغ ما يؤدي إلى أعراض الانسحاب عندما يحاول الشخص الإقلاع عن التدخين. عندما تبدأ أعراض الانسحاب، يشعر الشخص بالكثير من الآثار مثل التوتر والقلق والانزعاج

كيف يؤثر التدخين على نتائجك الدراسية؟

(توضيحية)

هل من الصحيح أن التدخين واستخدام التبغ يؤدي إلى فقدان في الذاكرة وأنه يؤثر على عملية التعليم والتفكير المنطقي؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن التدخين يخرب الدماغ عبر إتلاف الذاكرة والتعليم والتفكير المنطقي. وفي هذه المقالة نستعرض لكم أبرز الدراسات العلمية المبنية على أسس منطقية والتي تثبت هذه النتائج.

كيف يتلاعب النيكوتين بالدماغ؟

يستوعب معظم الناس أن التدخين يؤثر سلبا بالقلب والرئتين إلا أن تأثيره على الدماغ لا يعتبر معروفا على نطاق واسع كما يجب. بإمكان مادة النيكوتين أن تقلد دور بعض النواقل العصبية المسؤولة عن إرسال الإشارات العصبية في الدماغ. وبما أن النيكوتين مشابها من حيث الشكل للناقل العصبي الذي يدعى أسيتيلكولين فإن الإشارات ترتفع في الدماغ كما يشير الخبراء والأطباء العصبيون.

بالإضافة إلى ذلك فالنيكوتين يفعّل إشارات الدوبامين ما يعطي شعورا بالسعادة، ومع الوقت يبدأ الدماغ بالتعويض عن فرط الإشارات عبر تقليل عدد مستقبلات الأسيتيلكولين ما يؤدي إلى حاجة مضاعفة للنيكوتين. وفي نفس السياق يبدأ الدماغ بربط النيكوتين واستخدامه بالشعور بحال جيدة.

بهذه الطريقة يعمل النيكوتين على تغيير الدماغ ما يؤدي إلى أعراض الانسحاب عندما يحاول الشخص الإقلاع عن التدخين. عندما تبدأ أعراض الانسحاب، يشعر الشخص بالكثير من الآثار مثل التوتر والقلق والانزعاج العام وحاجة ماسة لاستخدام التبغ. وبالطبع عندما يشعر الأشخاص بهذه الأعراض الصعبة، يلجأ الكثيرون منهم إلى سيجارة أخرى بهدف تقليل الأعراض وتخفيف حدتها. ويمكن إطلاق اسم الإدمان على الحاجة أو الاعتماد على النيكوتين في هذه الحالة.

تأثير التدخين على الذاكرة والتراجع المعرفي والاستيعاب

تأثير التدخين على القدرات العقلية لدى المراهقين

تأثير التدخين على القدرات العقلية لدى المراهقين

وجدت الدراسات التي تعتمد على الملاحظة والتي أجريت في جامعة بريستول علاقة ما بين ضعف التحصيل العلمي والتدخين. حيث تبين أن الأشخاص الذين يواجهون صعوبة دراسية من المرجح أن يتعودوا على التدخين.

للتحقق من هذه العلاقة بشكل أوثق قام الخبراء بالعمل مع 12.004 مشاركين ممن أفادوا بشكل شخصي أنهم كانوا من المدخنين بين سن 15 و 16 عاما، وقد جرى أيضا اختبار قدراتهم العقلية والدراسية في هذه المرحلة أيضا.

ولضمان أن النتائج ذات مصداقية عالية، فقد جرى الأخذ بعين الاعتبار بالإضافة إلى استخدام السجائر، الإصابة بالاكتئاب واستخدام القنب والكحول من قبل الأم أثناء الحمل بالمشاركين. كما جرى سؤال المشاركين عن تاريخهم الشخصي العاطفي والنفسي وتقلباتهم المزاجية السابقة والاكتئاب واستخدام المخدرات.

وجد الباحثون أن الأشخاص المشاركين الذين كانوا يدخنون بشكل كثيف في سن 15 (أكثف بحوالي 100 مرة من الوقت الحالي) تمكنوا من إحراز علامات متدنية في امتحاناتهم الدراسية التي أجروها في سن 16 بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يدخنوا التبغ في ذلك العمر.

كما توصلت الدراسة إلى وجود بيانات من مصادر أخرى تؤكد وجود رابط وثيق بين التدخين وتدني القدرة العقلية والتحصيل العلمي الواضح، إلا أن الأدلة خلف هذه المعلومات لم تكن كافية لكي يعزى التحصيل العلمي المتدني في المدرسة بشكل كلي إلى التدخين.

يشير الخبراء والمختصون العصبيون والنفسيون إلى وجود عوامل سلوكية مبطنة قد تعزى إليها هذه النتائج. مثلا أن رفاق السوء الذين يعرفون المراهق على تدخين السجائر هم أيضا مسؤولين عن إلهائه عن دروسه.

تأثير التدخين على القدرات العقلية لدى البالغين

مع أن التراجع المعرفي يبدأ عادة بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، وقد تصبح أكثر قابلية للنسيان ويأخذ تفكيرك أن يصبح أبطأ من أيام الصبا، إلا أنك إذا كنت من المدخنين فقد يداهمك التراجع المعرفي بشكل أسرع من هؤلاء الذين لا يمتلكون هذه العادة.

وجد الخبراء في جامعة الملك في لندن (King’s College) في قسم اختبارات الدماغ وتحليل الصحة وأسلوب الحياة معلومات ونتائج مؤكدة لدى مجموعة من الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 50 عاما بأن التدخين يؤثر على الدماغ بشكل سلبي أكثر من ارتفاع ضغط الدم والبدانة المفرطة.

وقد أفاد تقرير محطة (BBC) أن المشاركين في الدراسة خضعوا لاختبارات تتضمن تعلم كلمات جديدة أو تسمية أكبر عدد ممكن من الحيوانات خلال دقيقة واحدة. تم إعادة الاختبار مع نفس الأشخاص بعد 4 سنين ثم 8 سنين من الزمن. وقد وجد المشرفون على الدراسة ارتباطا قويا بين استهلاك التبغ والأرقام المتدنية التي جرى تسجيلها من قبل المشتركين في الدراسة.

وجدت الدراسة التي ضمت 8800 مشترك أن ارتفاع ضغط الدم الشرياني والبدانة المفرطة يؤثران أيضا على النتائج التي يحققها المشترك، إلا أنها في الحقيقة لا تؤثر بنفس الشدة.

المراهقون والسيجارة الإلكترونية

المراهقون والسيجارة الإلكترونية

يفضل معظم المراهقين في وقتنا الحالي تدخين السيجارة الإلكترونية التي تعتمد على شكلها العصري وعدم الحاجة إلى الولاعة أو إشعال الفحم مثل النرجيلة ولها العديد من الطعمات والنكهات المشابهة لنكهات المعسل المتواجد بكثرة في الأسواق.

على عكس ما قد يظن البعض فإن السيجارة الإلكترونية ليست خالية من الآثار الجانبية إذ أنها تحتوي على مادة النيكوتين تماما مثل السجائر العادية والنرجيلة أيضا. أي أنها تتلاعب بالدماغ بنفس الطريقة وتسبب الإدمان والحاجة المتزايدة للاستخدام بهدف تحسين المزاج والوصول إلى حالة عاطفية أفضل وتسبب تراجع القدرة على الفهم والحفظ وكنتيجة لذلك تدني التحصيل الدراسي.

لن نتطرق في هذه المقالة إلى أضرار السيجارة الإلكترونية على القلب والرئتين وخصوصا أنها قد تحتوي على مواد كيميائية غير موجودة في السجائر العادية لتضمن التشغيل الجيد، ولكن سنكتفي بالقول إن السيجارة الإلكترونية عند مقارنتها مع السجائر العادية أكثر ضررا بسبب سهولة استخدامها وتوفرها الدائم ما يسهل على المراهقين التدخين لفترات طويلة دون أن يعانوا حتى من رائحة التبغ الكريهة في الفم.

التدخين السلبي وقدرات الأطفال على التعلم

يمكن أن يؤدي التدخين السلبي عند الأطفال، الذي يظهر عندما يعيش الطفل في منزل يحتوي على المدخنين مثل الأم والأب، إلى ضعف في القدرة على القراءة واستيعاب وحل الرياضيات وفق آخر الدراسات العلمية في هذا الخصوص. حيث وجدت الدراسات العلمية أن التعرض بشكل طفيف للتدخين قد يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في علامات الطفل ما يدحض احتمال العوامل السلوكية سابقة الذكر ويؤكد أن للتدخين علاقة مباشرة بتدني التحصيل العلمي.

التعليقات