06/11/2022 - 08:29

الكوليرا المرض القديم الجديد

ويتوقع تحول الكوليرا إلى مرض مستوطن إذا استمر لأكثر من ثلاث سنوات وجرى فقدان السيطرة عليه.

الكوليرا المرض القديم الجديد

(توضيحية)

تنتقل العديد من الجراثيم إلى جسم الإنسان عن طريق تناول الطعام والشراب الملوثين ومن هذه الجراثيم الخطيرة جرثومة مرض الكوليرا أو ما يسمى بالهيضة وهي من سلالة الأمراض المعدية المعوية وتصيب جهاز الهضم وتستوطن فيه وتدخل إليه عن طريق تناول الطعام وشرب المياه الملوثين بها وتستقر في الأغشية المخاطية المبطنة له مسببة الكثير من الأعراض المزعجة والتي قد تتطور بشكل سريع مؤدية إلى الموت خلال عدة ساعات إذا لم يتم تقديم العلاج المناسب في الوقت الصحيح.

ظهور الكوليرا من جديد

دقت بعض الدول كلبنان وسورية ناقوس الخطر بسبب ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا فيها ودعت إلى تكثيف الجهود لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف انتشارها وذلك بعد غياب هذا المرض عن هذه البلدان منذ آخر ظهور له في عام 1993.

فقامت هذه الدول بتشكيل لجان وفرق طبية متخصصة لمواجهة هذا المرض ووضع خطط وبرامج تقوم من خلالها بالحد من انتشاره وتخوفت من وصوله إلى مرحلة الوباء وظهور بؤر جديدة له وخاصة في الشمال السوري حيث يعاني السكان في هذه المناطق من قلة المياه والجفاف وتخريب البنى التحتية مما أدى إلى تلوث مياه الشرب بشكل كبير خصوصا في ظل غياب لبعض الخدمات الصحية الأساسية.

ويتوقع تحول الكوليرا إلى مرض مستوطن إذا استمر لأكثر من ثلاث سنوات وجرى فقدان السيطرة عليه.

الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالكوليرا

الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالكوليرا

السبب الرئيسي للإصابة بالكوليرا هو دخول بكتيريا الكوليرا إلى الأمعاء وقيامها بفرز مادة داخلها تسبب إنتاج كميات كبيرة جدا من الماء وهذا بدوره يسبب الإسهال وفقدان الماء والأملاح المعدنية بشكل سريع، وقد تدخل هذه البكتيريا الجسم وتخرج منه دون أن تسبب الإصابة لحامله ويطرحها عن طريق البراز الذي بدوره يلوث التربة والمياه. والسبب الرئيسي لانتشار هذه البكتيريا هو مصادر المياه الملوثة ولكن توجد مصادر أخرى مثل:

  • الفواكه والخضراوات غير المقشرة والتي تنتقل إليها البكتيريا من المياه التي تسقى به.
  • الأسماك والمأكولات البحرية التي تأتي من الأماكن المصابة.
  • الحبوب بأنواعها والتي تحتفظ بجرثومة الكوليرا حتى بعد الطهي مثل الأرز وتنمو في الأراضي والتربة التي تسقى بمياه الآبار الملوثة بالصرف الصحي ويسبب التعامل معها إلى انتقال العدوى.

أعراض الإصابة بالكوليرا

أغلب الأعراض التي يمكن أن تصيب الأشخاص الذين تعرضوا للكوليرا تبدأ بإسهال خفيف إلى متوسط وقد لا يبدو أنه مرضي في البداية ولكن توجد فيه البكتيريا المسببة للكوليرا وتبقى لحوالي الأسبوع أو الأسبوعين.

الأعراض الشائعة الأولية

  • الإسهال الذي يحدث بشكل فجائي ويسبب فقدانا كبيرا للسوائل وغالبا يكون ذو لون مائل للأبيض وباهتا.
  • حدوث الجفاف الذي يلي الإسهال نتيجة فقدان السوائل بشكل كبير ويكون بسيطا في البداية ثم يشتد ويؤدي إلى فقدان عدة كيلوغرامات من وزن الجسم.
  • حدوث القيء والغثيان منذ المراحل الأولى واستمراره لعدة ساعات.
  • الإرهاق والتعب الشديد والعطش ويباس الجلد وقلة التبول وانعدامه بالإضافة إلى ذبول العينين.
  • اضطرابات في خفقان القلب وحدوث انخفاض في ضغط الدم.

كل هذه الأعراض تؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية في الجسم خلال وقت قصير ما يؤدي إلى حدوث خلل في توازن الجسم واضطرابات الشوارد داخله.

الأعراض الشديدة للكوليرا

إذا استمرت الأعراض السابقة لفترة من الزمن دون متابعة قد تحدث أعراض أخطر تؤدي لنتائج أكثر ضررا مثل:

  • تشنجات وتقلصات في عضلات الجسم نتيجة خلل شوارد وفقدان الأملاح المعدنية فيه.
  • حدوث ما يعرف بالصدمة نتيجة عدم المعالجة السريعة وذلك بسبب انخفاض ضغط الدم وكمية الأكسجين وقلة حجم الدم ما قد يؤدي إلى الوفاة.

مضاعفات الإصابة بالكوليرا

أسوأ المضاعفات التي يمكن أن تحصل من جراء الإصابة بالكوليرا هي هبوط الدورة الدموية وحدوث الجفاف ويمكن أن تحدث عدة مضاعفات أخرى مثل:

  • نقص السكر في الدم حيث تنخفض نسبة الغلوكوز التي تعد المصدر الأساسي للطاقة في الجسم نتيجة امتناع المصاب بالكوليرا عن تناول الطعام وهذا قد يؤدي إلى فقدان الوعي.
  • نقص البوتاسيوم في الدم والذي يؤدي إلى خلل في وظيفة القلب ووظائف الأعصاب مما يشكل تهديدا للحياة وذلك ناتج عن فقدان البوتاسيوم بكميات كبيرة في البراز.
  • حدوث خلل في وظائف الكلى وقد يصل الأمر إلى الفشل الكلوي بسبب فقدان الكلى قدرتها على ترشيح السوائل فتتراكم في الجسم مسببةً خطرا على الحياة.

الوقاية من الإصابة بمرض الكوليرا

نظرا لخطورة الإصابة بالكوليرا ومنعا للتعرض لها ودخولها إلى الجسم توجد عدة إجراءات ونصائح يجب الالتزام بها لحماية أجسامنا أهمها:

  • الاهتمام بالنظافة الشخصية بدءا من غسل اليدين جيدا بالماء والصابون بشكل دائم خاصة بعد الخروج من دورة المياه وقبل البدء بتناول الطعام وعند الدخول إلى المنزل وإذا لم يكن الشخص في مكان يتوفر فيه الماء والصابون فيجب استخدام المعقم.
  • شرب المياه المعقمة وغير الملوثة أو غليها وتعقيمها قبل استخدامها.
  • تناول الطعام المطبوخ بشكل جيد وتجنب تناول الخضار النيئة وتناول الأطعمة المكشوفة وأطعمة الباعة الجوالين.
  • تقشير الفواكه قبل تناولها كالموز والتفاح والابتعاد عن الفواكه التي لا يمكن تقشيرها كالفراولة والعنب.

علاج الكوليرا

مع الالتزام بالعادات الصحية التي سبق ذكرها والتي من الضروري اتباعها يجب أخذ اللقاحات الدورية الخاصة بالكوليرا وهي عبارة عن جرعة سائلة تعطى عن طريق الفم وتمنح المناعة اللازمة. والأهم من ذلك هو تعويض السوائل التي يتم فقدانها وذلك من خلال محلول بسيط يحتوي على الأملاح ويكون على هيئة مسحوق يتم تحضيره بالماء المغلي والمعقم ويؤخذ من طريق الفم كما يمكن إعطاء السوائل عن طريق الوريد في حالات الجفاف الشديد جدا ويعطى المصاب مضادات حيوية يمكن أن تساعد في إيقاف حالات الإسهال الشديد.

وبعض الدراسات تشير إلى أن تناول الزنك قد يخفف من الإسهال أيضا وبالتالي فقدان السوائل.

غالبا ما تتوفر عبوات المحاليل الفموية في المشافي والصيدليات ولكن في حال عدم توفرها يمكن تجهيزها في المنزل عن طريق تحضير ليتر من الماء المعقم ويضاف إليه ستة ملاعق من السكر ونصف ملعقة من الملح ويمزج ويشرب على دفعات متقاربة.

التعليقات