كل ما تحتاج لمعرفته عن احمرار العين

يستخدم مصطلح احمرار العين لوصف العين التي يميل لونها إلى الأحمر والعيون المتخرشة وما يعرف بالعين الدموية أو النازفة. يظهر احمرار العين عندما يتضخم الوعاء الدموي تحت سطحها ويلتهب ويصبح ظاهرا. عادة ما يكون احمرار العين ردة فعل لمسبب قام بتخريش العين وأزعجها علما أن هذه الحالة يمكن أن تؤثر على كلتا العينين أو على واحدة فقط، وقد تتطور خلال وقت طويل أو تحدث فجأة في حالاتٍ مثل الحساسية أو الإصابة في العين.

قد تترافق العين الحمراء بالألم والحكاك والإفرازات العينية والتورم أو حتى تغيرات في الرؤية. ولكن في معظم الأحيان يكون منظر العين الحمراء أسوأ من حالتها الصحية أو ألمها، وخصوصا أن الكثير من حالات احمرار العين غير مؤذية وتتحسن باستخدام العلاجات المنزلية أو العلاجات التي يمكن الحصول عليها من الصيدلية من دون الحاجة إلى وصفة طبية.

ومع ذلك إذا استمر احمرار العين لأكثر من أسبوع أو إذا تأثرت الرؤية أو في حال وجود ألم فيفضل الذهاب إلى طبيب العيون للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.

أسباب احمرار العين

في الحقيقة يمكن أن تتسبب الكثير من الأشياء والحالات باحمرار العين، على سبيل المثال قد يعود السبب لارتداء العدسة اللاصقة لوقت طويل أو التحديق بشاشة الكمبيوتر من دون أخذ استراحة أو قد يعود الأمر لأحد الأسباب أو الحالات التالية:

الحساسية تسبب احمرار العين

عندما تتعرض العين لمادة مخرشة أو محسسة مثل غبار الطلع أو شعر الحيوانات أو الغبار أو بعض المواد الكيماوية الموجودة في المكياج أو محلول تعقيم العدسات قد يبدي الجسم أو الجهاز المناعي رد فعل تلقائي عبر إفراز الهيستامين لمحاربة مسببات التحسس، ما يؤدي بدوره إلى توسع الأوعية الدموية في العين وهكذا تحمر العين وتصبح دامعة وتصاب بالحكاك.

الاحمرار الناتج عن التهاب الجفن (الملتحمة)

يعتبر التهاب الجفن من الحالات الشائعة التي تسبب احمرار العين وتهيجها. بالإضافة إلى اللون الأحمر فقد يصبح جفن العين متورما وقد تصاب بالحرقة والحكاك وتصبح حساسة للضوء وتذرف كمية مبالغا بها من الدمع.

التهاب الملتحمة (العين الوردية)

قد يكون التهاب الملتحمة واحدا من أكثر التهابات العين انتشارا وخصوصا لدى الأطفال، يحدث التهاب الملتحمة عندما يلتهب الغشاء الشفاف الذي يحمي بياض العين وحوافها والأجفان.

في هذه الحالة تتخرش الأوعية الدموية للعين وتتورم، ما يجعل بياض العين يبدو ورديا أو أحمر. في بعض حالات التهاب الملتحمة تفرز العين إفرازاتٍ لزجة، ما يجعل الرموش تلتصق ببعضها البعض إلى حد ما. هناك عدة أنواع لالتهاب الملتحمة أهمها:

• التهاب الملتحمة الفيروسي وهو الأكثر شيوعا ولا يستدعي تدخلا طبيا أو دوائيا ويتحسن من تلقاء نفسه.
• التهاب الملتحمة البكتيري الذي يتطلب مضادات التهاب لكي يشفى.

ويذكر أن كلا نوعي التهاب الملتحمة معديان وخصوصا الفيروسي الذي يوصف أنه سريع الانتشار. ولهذا السبب ينتشر التهاب الملتحمة بسرعة بين الأطفال الذين عادة ما يكونون على مسافة قريبة من بعضهم البعض في المدرسة أو أماكن اللعب ولأنهم غالبا ما ينسون الالتزام بقواعد السلامة الخاصة بهذه الحالات.

جفاف العين قد يؤدي إلى احمرارها

عندما لا تفرز العين القدر الكافي من الدمع أو عندما تفرز دمعا لا يتمتع بالخواص الدهنية المرطبة للعين تحدث حالة جفاف العين، إذ تحتاج العين للدموع بالقدر الكافي وبنوعية معينة لتكون صحية ومرتاحة. تتضمن أعراض جفاف العين احساسا بالحرق أو الوخز وإفراز كميات كبيرة من الدمع تتبعها فترة من توقف إفراز الدموع مع إفرازات مخاطية الهيئة.

قد تكون حالة جفاف العين مؤلمة وقد تكون العين حمراء اللون، ومع أن هذه الحالة قد تحصل عند الرجال والنساء فهي أكثر شيوعا لدى النساء وخصوصا اللواتي تجاوزن سن اليأس.

يعود ذلك إلى تناقص كمية الشحوم في دمع العين مع التقدم في السن، ما يجعل المسنين أكثر عرضة للمعاناة من جفاف العين علما أن هذه الحالة قد تكون في بعض الأحيان نتيجة لتناول بعض الأدوية وأن العلاج يتمثل في معظم الأحيان باستخدام قطرة مرطبة للعين.

احمرار العين الناتج عن الإصابات

يمكن أن تؤدي الإصابة أو الصدمة في العين إلى احمرارها. تنفتح الأوعية الدموية أو تتوسع في هذه الحالة لتسمح لكمية أكبر من الدم أن تعبر إلى مكان الإصابة كإجراء تلقائي للجسم لتسريع عملية الشفاء وهذه الأوعية الدموية المفتوحة هي ما يسبب العين الحمراء أو الدموية أو النازفة. وتتضمن الإصابات العينية:

• تخريش القرنية.
• الإصابات المباشرة النافذة.
• الحروق الكيميائية.

تحتاج هذه الحالات العينية إلى تدخل طبي مباشر ويجب معاملتها كحالة طارئة.

الزرق قد يترافق باحمرار العين

في معظم الحالات يصاب المريض بالزرق بشكل تدريجي وقد لا يكون هناك أعراض في بداية الحالة، ومع ذلك فالزرق الحاد أو المزمن حالة طبية تهدد الرؤية وتحتاج إلى رعاية طبية فورية. يجب الانتباه من احمرار العين المفاجئ والمؤلم الذي يترافق مع رؤية فراغات حول الضوء أو تناقص الرؤية أو الغثيان.

استهلاك الكحول المبالغ به

يسبب استهلاك الكحول الدائم أو المبالغ بكميته تقليل كمية الأكسجين المحملة من قبل خلايا الدم الحمراء، ما يؤدي إلى تجمع الأوعية الدموية بالقرب من بعضها البعض وتوسعها وتبدو العين حمراء أو وردية اللون.

التدخين واحمرار العيون

يؤدي التدخين إلى رفع احتمال الإصابة بأمراض العين التي قد تؤثر على الرؤية. يعتبر دخان التبغ على وجه الخصوص مؤذيا ومخرشا للعيون وقد يؤدي إلى حكاك وجفاف واحمرار العينين. أما بالنسبة لتدخين نبات الماريحوانا فهو يسبب احمرار العين لأنه يحتوي على مركب يؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية الموجودة في العين، ما يؤدي إلى احمرار العين لفترة تصل إلى 4 ساعات بعد الاستخدام أو لفترة أطول.

القطرات المبيضة للعين قد تسبب احمرارها

تحتوي القطرات المبيضة للعين على مقبضات وعائية تعمل على إخفاء الأوعية الدموية عن سطح العين إلا أن تأثيرها مؤقت. بالإضافة إلى ذلك، مع الاستخدام المتكرر والطويل لهذه القطرات تنشأ مقاومة لتأثيرها في العين فلا تؤثر مثل السابق ويحتاج الشخص لاستخدام كميات أكبر وأكبر منها لكي يحصل على نفس النتيجة.