29/01/2023 - 16:44

هل يمكن أن يواجه العالم وباءً فطريًّا؟

مملكة الفطريّات المتميّزة عن النباتات والحيوانات، تتراوح ما بين الفطر الصالح للأكل، إلى الفطر المثير للكوابيس، مثل فطر كورديسيبس وأوفيوكورديسييبس

هل يمكن أن يواجه العالم وباءً فطريًّا؟

(Getty)

نشر موقع "بي بي سي"، تقريرًا ضمن سلسلة "بلانت إيرث" حول الوباء الفطري الذي يعتقد علماء بأنّه قد يحدث ويمكن أن يكون أمرًا واقعًا، ما يتردّد عن وباء الفطر الأسود بين مرضى كوفيد في الهند. وتحدّث التقرير حول فطر يمكنه أن يحوّل ضحاياه إلى "زومبي"، حيث تدخل خلاياه التكاثريّة في الجسد وينمو، ويلتهم ضحيّته من الداخل قبل أن ينفجر.

ويقول التقرير، إنّ هذا يبدو وكأنّه عمل من الخيال، لكنّ مملكة الفطريّات المتميّزة عن النباتات والحيوانات، تتراوح ما بين الفطر الصالح للأكل، إلى الفطر المثير للكوابيس، مثل فطر كورديسيبس وأوفيوكورديسييبس.

وقال خبير الفطريات في مستشفى الأمراض الاستوائيّة في لندن، نيل ستون "أعتقد أنّنا كثيرًا ما نقلّل من شأن الالتهابات الفطريّة… لقد فعلنا ذلك لفترة طويلة، ونحن غير مستعدّين تمامًا للتعامل في حالة وقوع وباء فطري".

وكانت منظّمة الصحّة العالميّة، قد أصدرت في نهاية تشرين أوّل/ أكتوبر الماضي، قائمة للفطريّات التي تهدّد الحياة، لكن ما أثار استغراب علماء، هو أنّ فطر زومبي كورديسيبس لا تظهر في القائمة.

وفي دراسات أجرتها عالمة الأحياء الدقيقة من جامعة أوتريخت، حول كيفيّة تحويل النمل إلى زومبي بسبب كورديسيبس، تقول الدكتورة كاريسا دي بيكر، إنّها لا تتوقّع حدوث الشيء نفسه مع البشر فـ"درجة حرارة أجسامنا مرتفعة للغاية بالنسبة لمعظم الفطريّات لتستقرّ وتنمو بشكل جديد، وينطبق ذلك على فطر كورديسيبس، والنظام العصبي للنمل أبسط من نظامنا، لذلك سيكون من السهل اختطاف دماغ حشرة مقارنة بدماغ الإنسان، كما أنّ أجهزتها المناعيّة مختلفة تمامًا".

وعلى مدار ملايين السنين، تطوّرت معظم أنواع فطر كورديسيبس إلى حالة تصيب نوعًا واحدًا فقط من الحشرات ومعظمها لا ينتقل من حشرة إلى أخرى.

وقالت الدكتورة دي بيكر "إنّ قدرة هذه الفطريّات على إصابتنا من خلال الحشرات وإحداث عدوى، هو تطوّر كبير جدًا". وتقتل الفطريّات سنويًّا نحو 1.7 مليون شخص، وهو ثلاث أضعاف عدد ضحايا الملاريا، ولفترة طويلة جدًا، تمّ استبعاد التهديدات التي تشكّلها الفطريّات، والتي يقول عنها الدكتور ستون "الناس يعتبرونها شيئًا تافهًا أو سطحيًّا أو غير مهمّ".

وتضمّنت القائمة التي حدّدتها منظمة الصحّة العالميّة 19 نوعًا مختلفًا من الفطريّات، التي يعتقد أنّها تشكل مصدر قلق كبير، وتشمل هذه القائمة فطر أوريس القاتل، وفطريّات موكورميسيتس التي لديها القدرة على أكل لحم المصابين وإصابتهم بجروح خطيرة.

وحول تجاهل مخاطر فطر أوريس، يقول الدكتور ستون، هو فطر يرتبط بمصانع الجعّة ومصانع الخبز. هذا الفطر في في حال دخل إلى الجسم فإنّه يمكن أن يغزو الدم والجهاز العصبيّ، وحسب منظّمة الصحّة العالميّة، فإنّ النصف ممن يصابون بهذه العدوى يموتون. وقال الدكتور ستون "إنّه وحش ظهر خلال السنوات الماضية، لكنّه الآن موجود في جميع أنحاء العالم".

ويستطيع الفطر أوريس الأدوية المضادّة للفطريّات، كما تستطيع سلالاته المختلفة مقاومة جميع الأدوية الموجودة، وتتمّ العدوى من خلال الأسطح الملوّثة في المستشفيات على سبيل المثال".

وتابع الدكتور ستون، إنّ هذه الفطريّات هي "الأكثر إثارة للقلق، ونحن نتجاهلها، ولكن إذا تفشّت هذه الفطريّات، يمكن أن تغلق أنظمة الرعاية الصحيّة بأكملها".

وتعتبر الفطريّات هي أنواع تختلف عن العدوى البكتيريّة أو الفيروسيّة، وغالبًا ما يصاب الناس بسبب التقاط الفطريّات من خلال البيئة المحيطة، وليس من خلال السعال أو العطس. وتحتاج الفطريّات إلى جهاز مناعي ضعيف من أجل تتكاثر وتنتشر.

ويقول الدكتور ستون، إنّ الجائحة الفطريّة قد تتخذ على الأرجح شكلًا مختلفًا عمّا عهدناه في كوفيد. ويؤكد على اعتقاده بأنّ الخطر موجود، بسبب حجم الفطريات الموجودة في البيئة، والتغيرات المناخية، والسفر الدولي المفتوح، وزيادة عدد الحالات وإهمالها.

التعليقات