28/02/2023 - 08:37

ما هي أمراض المناعة الذاتية وهل يمكن علاجها؟

يؤثر التدخين بشكل ملحوظ على مجموعة أمراض مناعية ذاتية وضمن ذلك فرط النشاط الغدة الدرقية وأيضا الذئبة والتهاب المفاصل، والتصلب المتعدد، فهو يعتبر عاملا أساسيا في إضعاف مردود الجهاز المناعي

ما هي أمراض المناعة الذاتية وهل يمكن علاجها؟

(توضيحية)

تعد أمراض المناعة الذاتية مرتبطة بعمل جهاز المناعة في كل جسم، فهي تحدث نتيجة خلل في وظيفة هذا الجهاز سواء بشكل عام أو خاص، فهنالك نحو 80 مرض مرتبط بالمناعة الذاتية. وأيضا هناك مجموعة أخرى وكبيرة من الأمراض التي تم الاشتباه بكونها ذات خلفية مناعية ذاتية، ومن هذه الأمراض التهاب المفاصل الروماتويدي والسكري لدى الأطفال، والذئبة الحمامية المجموعية، إضافة إلى مرض التصلب المتعدد.

في جزء من الأمراض السابقة يحدث الهجوم والضرر الذاتي من خلال مضادات ذاتية (Autoantibodies)، أما في الجزء الآخر منها فيكون الضرر سببه خلايا المناعة. إن معظم أمراض المناعة منتشرة بين النساء بشكل أكبر وبنسبة تصل إلى 2 إلى واحد، حتى 10 إلى واحد، وذلك لأن الجهاز المناعي الأنثوي أقوى من جهاز المناعة الذكوري، وبالتالي عندما يتضرر الجهاز الأقوى يقوم بإلحاق ضرر كبير بمهاجمة خلايا أنسجة الجسم.

الأعراض الناجمة عن أمراض المناعة الذاتية

هناك مجموعة من الأعراض المبكرة والمتشابهة في ما يخص أمراض المناعة الذاتية وهي كما يلي:

  • العضلات المؤلمة.
  • الاحمرار والتورم.
  • التعب والوهن.
  • الحمى الخفيفة.
  • صعوبة بالتركيز.
  • الطفح الجلدي وتساقط الشعر.
  • خدر اليدين والقدمين والوخز بهما.

كما يمكن أن نجد أعراضا فريدة لمجموعة أمراض فردية (مناعة ذاتية أيضا)، فمثلا يسبب داء السكري من النمط الأول فقدانا في الوزن وعطشا شديدا والإرهاق، كما يسبب التهاب القولون انتفاخا في البطن وآلاما بطنية والإسهال، وهناك أيضا أمراض أخرى تندرج في إطار المناعة الذاتية وفيها أعراض تختفي وتعود لتظهر بين فترة وأخرى كالتهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية.

عوامل الخطر والأسباب حول أمراض المناعة الذاتية

إن السبب الرئيسي وراء أمراض المناعة الذاتية غير مفسّر بشكل واضح، أما عوامل الخطر فهي بالتأكيد ترفع من فرص حدوث إصابة بأمراض مناعية ذاتية، ومن تلك العوامل نذكر ما يلي:

عامل الوراثة

تميل مجموعة من الاضطرابات والأمراض كالتصلب المتعدد والذئبة الجهازية للانتشار ضمن العائلات نظرا للعامل الوراثي، لكن الأمر يبقى غير حتمي.

الزيادة في الوزن

الزيادة في الوزن

إن السمنة أو ازدياد الوزن يزيد بشكل واضح من خطر حدوث إصابات بالتهاب مفاصل صدفي أو التهاب مفاصل روماتويدي، ويرجح السبب بأن الوزن الزائد في الجسم يضغط بشكل أكبر على المفاصل ولا سيما الركبتين، أو بسبب زيادة كثافة النسيج الدهني الذي يصنع بدوره موادا تزيد من حدة الالتهاب.

التدخين بأشكاله

يؤثر التدخين بشكل ملحوظ على مجموعة أمراض مناعية ذاتية وضمن ذلك فرط النشاط الغدة الدرقية وأيضا الذئبة والتهاب المفاصل، والتصلب المتعدد، فهو يعتبر عاملا أساسيا في إضعاف مردود الجهاز المناعي.

مجموعات أدوية

هنالك بعض الأدوية كالمضادات الحيوية أو أدوية ضغط الدم، التي يمكنها أن تحفز من ظهور الذئبة وتسببها، وفي الغالب تكون من النمط الحميد أكثر من الذئبة الأساسية، لذا وقبل تناول هذه الأدوية أو إيقافها يجب استشارة الطبيب الخاص لكي يقوم بتقييم الجهاز المناعي وتحديد أدوية مناسبة وبجرعات ملائمة.

ما هي مضاعفات أمراض المناعة الذاتية؟

بشكل عام أي مرض يحتمل ظهور مضاعفات نتيجة التأثير المتراكب مع أجهزة أخرى بالجسم، وتشتمل المضاعفات التي تظهر سريريا نتيجة الإصابة بمرض مناعي ذاتي ما يأتي:

  • مشاكل دموية ومن الأمثلة على ذلك حدوث تجلطات دموية أو أحيانا نزيف دموي.
  • أضرار عظمية أو مفصلية كحدوث تلف بالعظم أو بالمفصل سواء كان التلف فيه نتيجة أذية بالغضاريف أو العظام المفصلية.
  • حدوث عمى.
  • الإصابة بالسرطانات.
  • تطور أمراض أخرى كالتطور بالمرض لينتج عنه تشكل مرض مناعي ذاتي آخر بعد تضرر الجهاز المناعي للجسم في محور غير الأول.
  • العدوى بشكل متكرر ومن الأمثلة حول ذلك حدوث التهاب في الشعب الهوائية أو التهابات رئوية تؤدي لانتقال العدوى وانتشارها.
  • أمراض تصيب عضلة القلب تثير الجلطات أو الأذيات الدموية كحدوث أضرار على مستوى الأوعية الدموية والقلب.
  • الاضطرار لبتر أطراف.
  • مشاكل عصبية حيث يتأثر الجهاز العصبي بعد الإصابة بمرض ذاتي بشكل ملحوظ مما يؤدي مثلا لظهور شلل أو اعتلالات عصبية أو سكتات دماغية أو نوبات.
  • فشل أو تلف الأعضاء حيث قد تتطور بعض الأمراض المناعية لتسبب فشلا بكامل العضو المصاب كالفشل الكلوي أو الكبدي.
  • مضاعفات أثناء الحمل.
  • التهاب في غدة البنكرياس.

هل يمكن العلاج والشفاء من الأمراض المناعية الذاتية؟

بشكل عام من غير الممكن علاج الاضطرابات التي تصيب الجهاز المناعي في الجسم، ولكن يمكن أن تتم السيطرة على العديد من الحالات من خلال أساليب علاجية متنوعة تساعد في التصدي للمرض المناعي الذاتي مع الاعتماد على مبدأ ملائمة العلاج لنوع المرض وفي كل مريض على حدى.

مع هذا فإن معظم تلك الأمراض المناعية تميل بشكل عام إلى تفضيل العلاج باستعمال مضادات الالتهاب الستيروئيدية بالإضافة لأدوية كابتة لجهاز المناعة مع اللجوء لعلاجات أكثر تعقيدا كسبيل تنقية الدم.

ومن الأساليب العلاجية التي من المحتمل جدا نجاحها لأمراض المناعة الذاتية نذكر الآتي:

الستيروئيدات القشرية

تهدف إلى التخفيف من شدة الالتهاب حيث تستعمل بكثير من الأحيان في علاج الأشكال الحادة من الأعراض.

مضادات الالتهاب

للتخفيف من الآلام الناجمة عن الالتهاب على اختلاف شدته.

مسكنات الألم

مسكنات الألم

حيث تلزم كمشاركة دوائية مع غيرها من مضادات الالتهاب ومن أمثلتها الكودئين (Codeine)، والباراسيتامول (Paracetamol).

مثبطات المناعة

لأجل تثبيط عمل جهاز المناعة في بعض الحالات.

العلاج الروتيني (الطبيعي)

من أجل تشجيع الحركة والتخفيف من آثار المرض النفسية.

العلاج بواسطة الجراحة

في حالات الانسداد المعوي كما في داء كرون.

جرعات شديدة من تثبيط المناعة

تعتمد على التثبيط السريع والفعال جدا لإيقاف عمل الجهاز المناعي، حيث أثبت أهميته بعديد الحالات.

وتعتمد علاجات الأمراض المناعية الذاتية بشكل رئيسي على الإشراف الطبي ولا سيما إشراف عدة أطباء لأجهزة الجسم المختلفة سواء وصل المرض إليها أو إلى جزء منها. وفي غالب هذه الطرق العلاجية فإنها تعود إلى الأطباء المتخصصين في علم جهاز المناعة لدى الإنسان أو الأطباء المتخصصين بأمراض المفاصل والروماتيزم ليكون لديهم العيار العلاجي الأنسب في النهاية مع الاعتماد على آراء غيرهم في باقي الاختصاصات إذا لزم الأمر.

التعليقات