22/02/2023 - 08:50

دليلك الشامل عن أعراض التهاب المرارة

يصل خطر حدوث الوفاة بهذا النوع من التهاب المرارة إلى ما يقارب 3%، وتعتمد نسبة الخطر المهددة لحياة مريض معين على خطر إجراء الجراحة لدى المريض وعلى صحة وسلامة المريض بالأساس، فمنها ما تكون فيه

دليلك الشامل عن أعراض التهاب المرارة

(توضيحية)

يعد التهاب المرارة (Cholecystitis)، أحد المضاعفات المعروفة لأمراض حصيات المرارة، فهو عبارة عن اضطراب بصفة التهابية يصيب المرارة مسببا خللا بمرور عصارة المرارة الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة، فينجم عن ذلك انسدادا في قناة المرارة الصفراوية هذه وبالتالي تتجمع العصارة داخل القناة وتحدث الحالة الالتهابية، مما يؤدي بدوره لخلل في عمليات هضم الدهون في الأمعاء.

وجرى استخدام مفهوم أعراض المرارة للدلالة على الأعراض الناتجة عن التهاب المرارة، والتي من الممكن أن تشمل ألم جانب علوي أيمن من البطن، مع مجموعة أخرى من الأعراض التي تختلف حسب شدة الالتهاب وسوئه، كما تختلف حسب نوع الالتهاب إن كان التهاب مراري حاد أو مزمن أو نزفي وغيره.

أنواع التهابات المرارة

أنواع التهابات المرارة

تشمل الالتهابات المرارية عدة أنواع حسب الأشخاص المصابين ودرجة ترقي الإصابة فنجد ما يلي:

التهاب مراري حاد

ويحدث هذا النوع عند الأشخاص الذين يملكون تاريخ مرض متعلق بحصوات المرارة، فنجده متكررا لديهم وشديدا.

التهاب مرارة بدون حصوات

هذا النوع كما اسمه، يحدث لدى أشخاص سليمين من تشكل حصوات في مرارتهم، لكن أعراض الالتهاب تبقى كما هي وتظهر أعراض المرارة.

التهاب مرارة مزمن

يعني الإزمان بشكل عام التطور المرضي بمرور الزمن، فمثلا يمكن للالتهاب أن يتطور خلال وقت من عملية استئصال المرارة ويستمر من خلال الأعراض بعده.

التهاب مرارة نزفي

يترافق هذا النوع مع حدوث نزوف على مستوى المرارة إضافة إلى الأعراض الالتهابية.

التهاب المرارة الغازي القيحي

يصل خطر حدوث الوفاة بهذا النوع من التهاب المرارة إلى ما يقارب 3%، وتعتمد نسبة الخطر المهددة لحياة مريض معين على خطر إجراء الجراحة لدى المريض وعلى صحة وسلامة المريض بالأساس، فمنها ما تكون فيه نسبة الوفاة أقل من 1% لدى الأصحاء السليمين وصغار السن، وقد تصل أحيانا إلى 10% لدى الأشخاص ذوي الخطر العالي لتطور التهاب المرارة ومضاعفاته المختلفة.

ما هي أعراض حدوث حالة التهاب المرارة؟

تشمل أعراض التهاب المرارة والتي تسمى أيضا أعراض المرارة، مجموعة مترافقة من الأعراض سواء كانت جهازية (على مستوى جهاز الإعاشة في الجسم) أو موضعية (ناجمة عن ألم في مكان وجود المرارة)، وهذه الأعراض هي:

  • ألم ضمن الجانب العلوي الأيمن من البطن قد يمتد من أربع إلى ستة ساعات، وقد يتم توصيفه بأنه ألم برأس المعدة.
  • مغص بطني مراري.
  • حمى (ترفع حروري).
  • مخبريا نجد ارتفاعا في كريات الدم البيض بسبب الالتهاب الحاصل في المرارة.
  • دفاع بطني (حماية بطنية) مرافقة للالتهاب وبسببه.

وفي الفحص السريري التابع لمريض الأعراض المرارية نجد إيجابية في علامة مورفي؛ حيث يقوم الطبيب بالطلب من مريضه أن يستلقي على ظهره في سرير الفحص والتنفس بعمق، ثم يقوم الطبيب بالضغط بيده أسفل الأضلاع على الجهة اليمنى مكان وجود المرارة، وعند وجود التهاب مرارة سيشعر المريض بالألم نتيجة الضغط على تلك المنطقة (نقطة مورفي).

وتقسم الأعراض الناجمة عن التهاب المرارة إلى ثلاثة أقسام تتمثل بحسب شدتها وتأثيراتها على أجهزة وأعضاء الجسم الأخرى، وهي كما يلي:

أعراض التهاب مرارة خفيف (بسيط)

وتتمثل تلك الأعراض الالتهابية الخفيفة للمرارة بما يأتي:

  • ألم بطني.
  • غثيان (الحاجة للتقيؤ).
  • الوصول لشعور التقيؤ.

أعراض التهاب مرارة حاد

أعراض التهاب مرارة حاد

ونرى فيه ما يلي:

  • ألم شديد حاد في الجانب الأيمن من الجسم لا سيما العلوي منه وقد ينتشر الألم للكتف الأيمن.
  • التنفس بشكل صعب.
  • غثيان.
  • تعرق بشدة.
  • انتفاخ في البطن.
  • اصفرار في الجلد.
  • تسارع بضربات القلب.
  • حمى.
  • اسهال.

أعراض التهاب مرارة مزمن

يحدث هجوم النوبات المرارية المزمنة خلال فترات متقطعة وغير متواصلة كما هو الحال في الأعراض الحادة، ولا يصحب النوبات المزمنة وجود ارتفاع درجة حرارة الجسم، بالتالي كأمر معتاد لا تظهر على المريض أي أعراض كونه ينتظم في علاج المرارة.

لكن في بعض الأحيان قد يتم اختبار المريض المزمن بالألم والغثيان والتقيؤ كما في حالة التهاب المرارة الحاد.

تشخيص التهاب المرارة

يعتمد تشخيص التهاب المرارة على أسس هامة أولها الفحص السريري لتعيين موقع الألم، وآخرها إجراء صورة للمرارة، بالتالي يشمل تشخيص التهاب المرارة ما يلي:

  • فحص المريض سريريا الذي يسمح لنا بتبيان وجود أي عرض من أعراض المرارة كألم البطن في الجهة اليمنى العلوية والبحث عن علامة مورفي الهامة سريريا والموجهة لالتهاب المرارة.
  • الأمواج فوق الصوتية (الإيكو) حيث يتم من خلاله اكتشاف انتفاخ المرارة وتجمع سوائل ضمن القناة المرارية، كما يساعدنا على الكشف عن وجود حصيات مرارية في حال تم إجراء هذا التصوير ضمن شروطه السليمة.
  • فحص مخبري للدم للكشف عن نسبة خلايا الدم البيضاء بالتالي يظهر إن كان هناك التهاب أو عدوى.
  • فحص مخبري لبعض أنزيمات الجسم كفحص الليباز أو الأميلاز.
  • صورة المرارة.

كيف نقوم بعلاج التهاب المرارة؟

في البداية مباشرة يجب على مريض التهاب المرارة أن يذهب للمشفى كي يتلقى رعاية دائمة متضمنة (سوائل وريدية، تصحيح الشوارد في الجسم، تسكين الألم، اللجوء إلى مضادات حيوية).

وبالنسبة لكيفية تسكين الألم الناجم عن التهاب المرارة، يمكن تخفيفه من خلال استعمال مضادات التهاب لا ستيرويدية، أو مسكنات أفيونية كالمورفين.

أما المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج التهاب المرارة فبإمكاننا استخدامها كون المرض ناجم عن آلية التهابية أو بسبب التهاب ثانوي نتيجة ركود العصارة الصفراء أو انسداد قناة الصفراء.

لذا يتم إعطاء المضادات الحيوية عند توقع حصول تعفن في الدم بعد الاعتماد على نتائج الفحوص المخبرية والسريرية الآتية:

  • إن كان تعداد كريات الدم البيض أكثر من 12 ألف خلية/سم³.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 38.3، أو أقل من 36 درجة سيليسيوس.
  • التصوير الشعاعي يدل على انخفاض تروية المرارة (هواء في المرارة أو غشائها)، ونرى ذلك روتينيا لدى كبار السن مرضى السكري ولدى ناقصي المناعة مع تشخيص أكيد لالتهاب مرارة بغض النظر عن العلامات المذكورة سابقا.

كما يتم اللجوء إلى استئصال المرارة كنوع علاجي، حسب خطورة الأعراض وخطورة الحالة، ويجرى ذلك إذا وُجد انثقاب مرارة أو غرغرينا بها، أو تفاقمت أعراض المرارة كالحمى وفقدان التوازن الحيوي، والألم المتواصل رغم العلاج.

التعليقات