30/05/2023 - 18:29

تلوّث الهواء: الأطفال هم أكبر المتضرّرين

أثبتت العديد من الدراسات العلميّة وجود علاقة قويّة بين تلوّث الهواء والمشاكل الصحّيّة المختلفة في عموم السكّان، كما تمّ ربط التعرّض طويل الأمد للهواء الملوّث بأمراض الجهاز التنفّسيّ

تلوّث الهواء: الأطفال هم أكبر المتضرّرين

(Getty)

يعتبر تلوّث الهواء مصدر قلق بيئيّ بالغ الأهمّيّة، حيث يؤثّر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. تمّ توثيق الآثار الضارّة لتلوّث الهواء على صحّة الإنسان على نطاق واسع، مع التركيز على نحو خاصّ على الفئات الضعيفة مثل الأطفال.

ويشكّل تلوّث الهواء تهديدًا كبيرًا للسكّان، حيث يكون الأطفال معرّضين للخطر بشكل خاصّ بسبب أعضائهم النامية، ومعدّلات التنفّس المرتفعة، والنشاط المتزايد في الهواء الطلق.ويشير تلوّث الهواء إلى تلوّث الغلاف الجوّيّ بالموادّ الضارّة، بما في ذلك الجسيمات وأكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت والأوزون والمركبات العضويّة المتطايرة، وتنشأ هذه الملوّثات بشكل رئيسيّ من الأنشطة الصناعيّة وانبعاثات المركبات واحتراق الوقود الأحفوريّ والممارسات الزراعيّة والتدفئة السكنيّة.

وأثبتت العديد من الدراسات العلميّة وجود علاقة قويّة بين تلوّث الهواء والمشاكل الصحّيّة المختلفة في عموم السكّان، كما تمّ ربط التعرّض طويل الأمد للهواء الملوّث بأمراض الجهاز التنفّسيّ (مثل الربو والتهاب الشعب الهوائيّة وسرطان الرئة) واضطرابات القلب والأوعية الدمويّة وضعف وظائف الرئة والحساسية وحتّى الموت المبكّر.

ويعتبر الأطفال بشكل خاصّ عرضة للتأثيرات الضارّة لتلوّث الهواء بسبب عدّة عوامل: مثل أنّ رئات الأطفال وأدمغتهم وجهاز مناعتهم في طور النموّ، ممّا يجعلهم أكثر عرضة للتأثيرات السامّة لملوّثات الهواء، كما يتنفّس الأطفال أسرع من البالغين، ممّا يؤدّي إلى زيادة استنشاق الملوّثات بشكل أكبر. كما يقضي الأطفال وقتًا أطول في الهواء الطلق ويمارسون أنشطة بدنيّة قويّة، ممّا يؤدّي إلى زيادة التعرّض للهواء الملوّث، وقد يكون للتعرّض لتلوّث الهواء في مرحلة الطفولة عواقب طويلة المدى على الصحّة، ومن المحتمل أن تمتدّ إلى مرحلة البلوغ.

وأثبتت الدراسات باستمرار وجود ارتباط قويّ بين تلوّث الهواء وأمراض الجهاز التنفّسيّ لدى الأطفال، ففي بحث نشرت نتائجه حديثًا، قال إنّ التعرّض لمستويات أعلى من تلوّث الهواء أثناء الطفولة كان مرتبطًا بانخفاض نموّ وظائف الرئة وزيادة خطر الإصابة بالربو، وأنّ التعرّض طويل الأمد للجسيمات الدقيقة (PM2.5) مرتبط بارتفاع معدّل الإصابة بالربو عند الأطفال.

وثبت أنّ تلوّث الهواء يؤثّر على الوظيفة الإدراكيّة والنموّ العصبيّ لدى الأطفال، حيث أثبتت دراسة أنّ التعرّض لملوّثات الهواء المرتبطة بالمرور كان مرتبطًا بالعجز الإدراكيّ لدى الأطفال في سنّ المدرسة، كما يواجه الأطفال المعرّضون لتلوّث الهواء أيضًا خطرًا متزايدًا للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، حيث أظهرت الدراسة أنّ التعرّض طويل الأمد لتلوّث الهواء المرتبط بالمرور كان مرتبطًا بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال.

التعليقات