04/06/2023 - 08:30

آثار الجلوس أمام الشاشات الإلكترونية لفترات طويلة على الأطفال

إن قضاء وقت طويل، أكثر من ساعتين متواصلتين، أمام الشاشات يسبب العدوانية من قبل الطفل نحو الأشخاص الآخرين وينشأ عنه انفعالات كثيرة كالغضب والعصبية الزائدة وبشكل خاص عندما يُحرم من المشاهدة

آثار الجلوس أمام الشاشات الإلكترونية لفترات طويلة على الأطفال

(توضيحية)

تختلف أضرار الشاشات الإلكترونية على كافة أفراد الأسرة ولكن على الأطفال بشكل خاص تكون أضرار الجلوس أمامها ومتابعتها لفترات طويلة بالغة الأهمية، وذلك بالرغم من أن هذا الجيل من الأطفال قد نشأ في بيئة تعتبر التكنولوجيا جزءا مهما فيها بما في ذلك الشاشات الصغيرة والكبيرة والأجهزة الذكية بكافة أنواعها والأجهزة اللوحية وغيرها.

ونظرا لانتشارها بكثرة أصبح من الصعب السيطرة على تصرفات الأطفال من ناحية تعلقهم الشديد بها وقضائهم وقتا طويلا باستخدامها، حيث أصبحت في متناول كافة الأعمار من الطفولة وداخل المنزل والمدرسة وفي الشارع وفي كل مكان يذهب إليه الطفل.

وحتى لو لعبت الرقابة الأسرية والأبوية دورا كبيرا وكانت هذه الشاشات مستخدمة للمرح والتعلم وتقديم الفائدة العلمية، إلا أنها بالرغم من ذلك سيكون لها أعراضا جانبية غير صحية على المدى الطويل سواء من ناحية خمول عضلات أجسام الأطفال أم الضرر الذي يلحق أعينهم أو غير ذلك من الآثار على أجسام الكبار والصغار.

أهمّ الأضرار الناجمة عن استخدام الشاشات المبالغ به

الآثار المتعلقة بالسلوك الشخصي لاستخدام الشاشات الذكية المفرط

إن قضاء وقت طويل، أكثر من ساعتين متواصلتين، أمام الشاشات يسبب العدوانية من قبل الطفل نحو الأشخاص الآخرين وينشأ عنه انفعالات كثيرة كالغضب والعصبية الزائدة وبشكل خاص عندما يُحرم من المشاهدة، بالإضافة إلى أن الطفل يتأثر بشكل كبير بالبرامج التي يشاهدها وخصوصا إذا كانت تحتوي على مشاهد من العنف لأنه يحاول في كثير من الأحيان تقليدها عندما تعترضه أية مشكلة ما يسبب له الأضرار والأذى الجسدي.

الآثار على العينين

وهي متنوعة وكلها خطيرة مثل حدوث إجهاد كبير على العينين واحمرارهما والرغبة في الحك ونشفان وجفاف الجفنين وتهيجهما، بالإضافة إلى حدوث قصر النظر وحدوث التنكس البقعي.

الآثار الاجتماعية لاستخدام الشاشات الذكية

إن قضاء وقت طويل أمام الشاشات بمعزل عن الآخرين وعدم الاختلاط بهم أو التفاعل معهم قد يؤدي حتما إلى حدوث خلل في شخصية الطفل وقدرته على التعامل مع الآخرين وقد تقل قدرته على التفاعل وفهمه للألفاظ والأصوات والإشارات البصرية وتصبح شخصيته مهزوزة وضعيفة في مواجهة المجتمع.

آثارها على شكل الجسد

الانحناء لفترة طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية قد يؤثر على شكل العامود الفقري ويؤدي إلى ظهور آلام في الظهر والكتفين والرقبة والشعور بالصداع بشكل مستمر.

آثار استخدام الشاشات الذكية المفرط على الوزن والإصابة بأمراض السمنة

قضاء الوقت الطويل أمام الشاشات يشكل أحد أسباب زيادة الوزن وحدوث السمنة والأمراض الناجمة عنها بسبب عدم وجود انتظام في تناول الوجبات وأوقاتها بدون أن يشعر الشخص بذلك وهذا قد يسبب العديد من المشكلات الصحية مثل أوجاع في المفاصل والإصابة بأمراض السكري والآفات القلبية.

آثار الشاشات الذكية على نوم الطفل

إن تشغيل الشاشات من قبل الأطفال قبل النوم يعطي إشارات لجسده بأن الوقت مازال نهارا نتيجة انبعاث أضواء من هذه الشاشات وهذا يحرمه النوم فيبقى مستيقظا لوقت أطول، وأهم الآثار الناجمة عن ذلك تتمثل في اضطراب نظام النوم لديه وحدوث خلل في الساعة البيولوجية لجسده.

المشكلات النفسية والتعليمية الناتجة عن إدمان الشاشات الإلكترونية

يسبب قضاء الوقت الطويل أمام الأجهزة الإلكترونية أضرارا نفسية عند الطفل وهذا بدوره يؤثر على قدرته على الاستيعاب والفهم والتعلم وقيامه بواجباته المعتادة وانعزاله عن المجتمع.

بعض الأسباب التي تؤدي إلى إدمان الأطفال على استخدام الشاشات

إدمان الأطفال على استخدام الشاشات

عادات الأهل الخاطئة

لقد أصبح في أيامنا هذه أمرا طبيعيا مشاهدة أي طفل صغير يستخدم جهازا ذكيا سواء كان هاتفا أم جهازا لوحيا ويتعامل معه بحرفية تفوق حرفية الكبار أحيانا، وأهم أسباب هذا الأمر هو الوالدان بالدرجة الأولى حيث أن الأهل يحفزون الطفل على القيام بواجباته مقابل منحه قضاء ساعات أمام هذه الشاشات وذلك بسبب انشغال معظم الأهل في أيامنا هذه بالعمل داخل وخارج المنزل.

يسبب هذا السلوك آثارا سلبية بشكل كبير على شخصية الطفل فتنعدم لديه لغة التواصل مع الأهل شيئا فشيئا وتبتعد أواصر العلاقات الأسرية فلا يتم النقاش بينهم في أي مشكلة أو موضوع ولا يقومون بأي أنشطة مشتركة في ما بينهم فتصبح هذه الشاشات هي المنفذ الوحيد لكي يقضي هذا الطفل وقته بعيدا عن كل المجتمع المحيط به.

وجود الشاشات الإلكترونية الفاعل في حياة الطفل

تتوفر هذه الشاشات بشكل كبير في حياتنا حاليا وفي كل الأماكن التي يمكن أن يذهب إليها الطفل حتى أحيانا في المدارس، فبعضها يستخدم التعليم الإلكتروني والفيديوهات التعليمية والملفات الإلكترونية الأمر الذي يؤدي لقضاء الوقت الطويل أمام الشاشات لهذه الغاية.

مشاكل الواقع التي يحاول الطفل الهروب منها إلى الواقع الافتراضي

قد تكون عوامل تفكك الأسرة وتباعد علاقاتها الأسرية سببا قويا لهروب الطفل من واقعه ولجوئه إلى استخدام الأجهزة الإلكترونية للابتعاد عن هذه الظروف وربما قلة ثقته بنفسه أيضا دافعا قويا له لهذا الموضوع فتدفعه إلى الارتباط بعلاقات افتراضية وهمية عبر الشبكة وصداقات غير واضحة المعالم ومجهولة الطرف الآخر كبديل عن علاقاته الحقيقية في عالمه الواقعي.

أسباب تتعلق بالطفل وشخصيته

هناك أسباب تتعلق بشخصية الطفل نفسه كانجذابه وشغفه بعالم التكنولوجيا والتطبيقات المنوعة والملونة والتقنيات الحديثة خاصةً في أيامنا هذه واستمالة الطفل من خلال إقناعه باللعب بالألعاب الإلكترونية بروح الفريق والجماعة وكلها خدع واهية تورط الطفل في ما لا يحمد عقباه.

واللافت قيام بعض العلماء بتشبيه الإدمان على استخدام الشاشات بالإدمان على المخدرات في الواقع حتى أن بعض هؤلاء العلماء يطلقون على ولع الأطفال بذلك بالهيرويين الرقمي.

علاج الإدمان على استخدام الشاشات الذكية

تعتمد أغلب الحلول على التدرج فيها لأن محاولة إيقاف الاستخدام بشكل كامل ومفاجئ لها آثار كارثية على شخصية الطفل، لذلك يجب التخفيف من الاستخدام على مراحل وإدخال أنشطة أخرى بدلا منها تكون جذابة وممتعة وتشد شخصية الطفل وهذا يتعلق بمدى معرفة ودراية الأهل لشخصية طفلهم وأكثر الأمور جاذبية له ليتمكنوا من إحلال البدائل المناسبة الصحية.

التعليقات