04/06/2023 - 08:30

كل ما تحتاج لمعرفته عن القلق عند الأطفال

يكون الطفل قلقا تجاه اللقاء بالمجتمع المحيط فلا يرغب بالانخراط فيه والتحدث إلى الناس من حوله، وبالرغم من أن أغلب الأطفال خجولين إلا أنه إذا كان الخجل مبالغا فيه يصل إلى مرحلة الاضطراب

كل ما تحتاج لمعرفته عن القلق عند الأطفال

(توضيحية)

أسباب القلق وعدم التأقلم عند الأطفال

توجد عدة أسباب تسبب ظهور القلق لدى الإنسان ولكن الطفل يكون أكثر حساسية تجاه المواقف، لذلك تؤثر به هذه الأسباب أكثر من غيره.

كما توجد أسباب وظروف اجتماعية وبيئية وعائلية يعيشها الطفل وتكون سببا مباشرا في حدوث قلق لديه، بالإضافة إلى حدوث ردة فعل قوية تجاه وفاة شخص عزيز عليه (اضطراب الكرب بعد الصدمة) الذي قد يسبب عدم تأقلم ويجب على الطبيب المعالج الإلمام بكافة الجوانب المحيطة به ومدى علاقته بمن حوله ليتمكن من علاج الحالة بشكل صحيح.

وقد تكون بعض المواقف الصعبة التي يمر بها الطفل سببا في عدم قدرته على التأقلم وحدوث اضطراب القلق لديه مثل الانتقال إلى مدينة جديدة أو منزل جديد أو تغيير مدرسته وأحيانا يكون فقدان أحد الوالدين للعمل سببا في عدم تأقلم الطفل ومروره بنفسية شديدة.

هذه الاضطرابات شائعة ومنتشرة بكثرة وتزداد نسبة الإصابة بها عند الأطفال الذين يولدون لآباء وأمهات لديهم نفس الحالة فيرتفع احتمال إصابتهم بهذه الحالات إلى حوالي سبع مرات مقارنة بمن ليس لدى أهاليهم هذه الأعراض.

أعراض ومظاهر القلق وعدم التأقلم عند الأطفال

القلق وعدم التأقلم عند الأطفال

تظهر الأعراض عادةً بعد فترة وجيزة للمسبب أو الصدمة وقد تستمر لأيام أو أسابيع أو أشهر وأغلب مظاهر القلق شيوعا هو حدوث التوتر والأرق والاكتئاب المزاجي وعدم القدرة على التصرف بشكل طبيعي، وقد تظهر هذه الأعراض بشكل منفرد أو مع بعضها وربما تزداد لتصل إلى محاولات الانتحار، إلا أن الأعراض الشائعة تشمل ما يلي:

  • الغضب والسلوك العدائي.
  • مواجهة صعوبات في النوم والبقاء مستيقظا ومتأهبا دون سبب.
  • وجود آلام في المعدة وصداع الرأس دون وجود سبب مرضي واضح.
  • تشنج العضلات اللا إرادي والكوابيس.
  • الانعزال وقلة التفاعل الاجتماعي.

قد يمر الطفل في هذه الحالة عند بلوغه السابعة والثامنة وبدء معرفته بالواقع الذي حوله وإدراك الوعي للأحداث التي تجري في مجتمعه.

أنواع اضطرابات عدم التأقلم والقلق عند الأطفال

اضطراب القلق الاجتماعي

يكون الطفل قلقا تجاه اللقاء بالمجتمع المحيط فلا يرغب بالانخراط فيه والتحدث إلى الناس من حوله، وبالرغم من أن أغلب الأطفال خجولين إلا أنه إذا كان الخجل مبالغا فيه يصل إلى مرحلة الاضطراب ويصل إلى عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة والبكاء والإصابة بنوبات بكاء للتعبير عما في داخله، وربما إهمال الوالدين للطفل أو منح أحد اخوته الاهتمام أكثر منه قد يكون سببا مباشرا لذلك وتعرضه للتنمر منهم وخوفه من سخرية المحيطين به.

القلق العام

التفكير المفرط بالأشياء اليومية وتوقع الأسوء بشأنها دائما وهو يؤدي إلى الإرهاق والتعب والأعراض الجسدية المختلفة كآلام المعدة وصداع الرأس.

اضطراب الخرس الانتقائي

كأن يتحدث الطفل بشكل طبيعي مع الأهل والأصدقاء والمجتمع القريب منه بينما لا يستطيع التحدث مع الآخرين ويشعر بقلق وتوتر حين يضطر للتعاطي معهم مما يسبب له آثارا نفسية شديدة فحتى إذا كان يشعر بالألم، قد لا يستطيع التعبير لعدم قدرته على الكلام مع الآخرين فيظهر الأطفال كأنهم مجمدون ويستخدمون الإشارات بدلا من الكلام للتواصل.

الوسواس القهري

هو شعور الطفل بالخوف الشديد وأنه مجبر على القيام بأشياء متكررة نتيجة خوفه من الإصابة بشيء خطير كالخوف من المرض والتلوث وتعرضه للأذى فقد يقوم مثلا بغسل اليدين بشكل متكرر ويتلمس مناطق معينة من الجسم بشكل دائم ويسأل نفسه وغيره أسئلة كثيرة ليبقى مرتاحا.

الاضطراب وعدم التأقلم الناتج عن انفصال الوالدين

يجد الطفل صعوبة في التأقلم مع الوضع الجديد أو فقدانه لأحدهما ويصيبه القلق حول إمكانية إصابة أحد الوالدين بضرر.

علاج القلق عند الأطفال

عادةً لا يتم التشخيص بشكل صحيح لاعتقاد الأهل أن ما يمر به طفلهم هو مجرد قلق مؤقت يتجاوزه بمرور الزمن ولكن إهمال هذه الحالة قد يؤدي إلى تفاقمها ووصولها لدرجة الخطورة ومحاولة الطفل القيام بأشياء خطيرة لإنهائها ويتم العلاج بعدّة طرق أهمها:

العلاج المعرفي السلوكي

يساعد على التخفيف من هذه الحالة خلال أسابيع أو أشهر وهو يعوّد الطفل على إدارة مشاعره والتعرف على نفسه جيدا والتحكم بردات فعله تجاه الظروف المحيطة وحسب شدة الحالة يحتاج هذا الطفل إلى جلسات نفسية ليتخلص من مشكلته شيئا فشيئا.

العلاج الدوائي

عندما لا يستجيب الطفل للعلاج السلوكي ينصح الطبيب بالعلاج الدوائي خاصة إذا كانت الحالة تؤثر على الطعام والنوم مع أن أغلب الأهل لا يحبون هذا العلاج، ولكن في حال عدم وجود أسلوب آخر فلا بد من استخدامه. وأغلب أدوية القلق تسبب أعراضا جانبية كالغثيان والصداع الخفيف وفي حال استمرت لفترة أسابيع فيجب تغيير نوع الدواء أو كمية الجرعة.

دور الأهل في علاج القلق عند الطفل

  • الاستماع للطفل حيث أن محاولة الأهل الاستماع لطفلهم بشكل جيد تمنحه الشعور بالأمان وأنهم يتفهمون ما يدور في ذهنه وهو أمر مهم جدا لكي يعرف الأهل حقيقة مشاعره.
  • طرح أسئلة تساعد الطفل على إيصال فكرة له بأن هذه الوساوس ليست حقيقة وأنها مجرد وهم وذلك بسؤاله منذ متى بدأ يشعر بها وما هي المحادثة التي جعلته يقتنع بأنها حقيقة وتشجيعه على التأمل للتخلص من هذه الأفكار وإقناعه بالتخلي عنها وسؤاله ما هو أسوأ وأفضل شيء يمكن أن يحدث في حال التعرض لما يفكر به.
  • منح الثقة للطفل وهي إستراتيجية مهمة جدا وآثارها الإيجابية كبيرة من خلال تعويده على القيام بما يرغب به من خلال خطوات أو مراحل تدريجية ومدحه خلال هذه الخطوات وتشجيعه.
  • القلق شعور طبيعي موجود في كافة مفاصل الحياة ومن المهم تعليم الطفل كيفية التعامل معه بشكل طبيعي وعدم جعله أمرا مرضيا، إلا إذا كان يجري بشكل متكرر ولأتفه الأسباب وهنا يجب التوقف ومحاولة التخفيف وإيجاد الحلول النفسية والدوائية إذا اضطر الأمر.
  • ينصح بممارسة الرياضة والمشاركة المجتمعية حتى في ظروف صعوبة التواصل والاستماع للموسيقى والمطالعة والعثور على نشاطات أخرى كالرسم والعزف على الآلات الموسيقية وهي تغذي الروح بالطاقة الإيجابية والتفاؤل وتقلل اليأس والمشاعر السلبية.

التعليقات