الأمراض الجلدية الشائعة عند الأطفال: التشخيص والعلاج

الأطفال هم أفضل نعمة في الحياة وإصابتهم بأي مشكلات تسبب الكثير من القلق للوالدين، فيبدأون بالبحث عن أفضل وأسرع الحلول للتعامل معها والتخفيف عن أطفالهم.

ومن هذه المشكلات نجد الأمراض الجلدية التي تصيب الأطفال منذ لحظة الولادة، إذ يعد ظهور طفح جلدي أو علامات حمراء على جسم الطفل من أكثر الأشياء شيوعًا، وعلى الرغم من أن العلم يجد أن أغلبها ليس مقلقًا إلا أن بعضها يحتاج التعامل معه بحرص.

وفي هذه المقالة سنستعرض لكم أبرز الأمراض الجلدية الشائعة عند الأطفال وكيفية علاجها، خاصة إن كنتم والدين جديدين وما زلتم لا تعلمون كيف تتعاملون مع بعض هذه الأمراض:

أولا - الطفح الجلدي

تتعدد الأسباب التي تؤدي لحدوث الطفح الجلدي لدى الأطفال وتشمل التهيج وحالات العدوى الجرثوميَّة أو الفطريَّة أو الفيروسيَّة، وتظهر الأعراض في صورة:

• احمرار بالجلد.
• تقشُّراتٍ بيضاء أو صفراء.
• شعور بالحِكَّة.
• ظهور بثور لؤلؤيَّة.
• تَحَدُّبات أو أكياس على الجلد.

ويعد طفح الحفاض أحد أشهر أنواع الطفح الجلدي، والذي يظهر على شكل بثور تُثير الحكة وعدم الارتياح للطفل نتيجة ارتدائه للحفاضات، وهو أمر بسيط ولكن يجب التعامل معه بسرعة لحماية الطفل، وتكمن طرق التعامل مع هذا الطفح من خلال تطبيق الإرشادات الصحيحة وأبرزها:

• التهوية الجيدة لهذه المنطقة.
• السماح للطفل بقضاء فترات طويلة من الزمن دون لبس حفاضة.
• عدم ترك الحفاضة مبتلة وملامسة لجلد الطفل لفترة طويلة.
• استخدام مستحضرات الأطفال التي تحول بين الحفاض وجلده من كريمات ملطفة وذلك بعد تنظيف المنطقة بالماء والصابون المخصص للأطفال.

ويجب العلم أنه في بعض الحالات الصعبة حيث يبقى الإحمرار والطفح على الرغم من القيام بكل الخطوات السابقة سيكون عليك التوجه للفحص لدى طبيب الأمراض الجلدية، إذ قد يصف الطبيب المستحضرات الإسترويدية لطفلك.

ثانيا - حمو النيل

حمو النيل أو طفح العرق، واحد من أكثر الأمراض الجلدية انتشارًا بين الأطفال خصوصا في فصل الصيف، ويرجع سبب الإصابة إلى زيادة التعرق وانسداد قنوات الغدد العرقية، إذ تزيد بين الأطفال لعدم اكتمال الغدد العرقية لديهم بجانب عدم قدرتهم على التكيف مع الحرارة كالبالغين.

ويعد حمو النيل من الأمراض الجلدية الشائعة غير المعدية وتحدث عادة بسبب انغلاق القنوات العرقية، مما يؤدي إلى تسرب العرق إلى المناطق المحيطة بها وظهور بثور حمراء على سطح البشرة وتكون المناطق المغطاة بالملابس أكثرها عرضة لظهور حمو النيل، وعادة تحدث الإصابة في منطقة الفخذ والعنق والوجه.

يزول حمو النيل من تلقاء نفسه في الغالب، ولكن يمكن تخفيف حدة الأعراض عن طريق:

• أخذ حمام بارد، واستخدام الكريمات التي تقلل الحكة.
• غسل المنطقة المصابة بالماء والصابون الطبي.
• ارتداء الملابس الفضفاضة والخفيفة خاصة في الطقس الحار.

أما إذا وصلت الحالة لحد أخذ الدواء، فالأدوية الموصى بها هي كالآتي:

• مرهم الكلامين، لتهدئة الحكة والتخلص من الإحمرار والالتهاب.
• مرهم إنهايدرس لانولين، لمنع انغلاق قنوات العرق، وبالتالي منع تكون البثور المثيرة للحكة.
• استعمال المراهم الموضعية المحتوية على الكورتيزون في الحالات الشديدة جدا.
• أدوية مضادات الحساسية، لتخفيف الحكة والتخلص من الإحمرار.
• استخدام الكافور والمنثول للعمل على تبريد المنطقة المصابة والتقليل من الحكة.

ثالثا - السعفة

السعفة هي نوع من الفطريات الشائعة التي تصيب الأطفال، إذ تعيش على الطبقة الخارجيّة للجلد والشعر والأظافر فتقوم بتكوين بقعة حمراء متقشرة على المنطقة المصابة، وهي شديدة العدوى ويمكن انتقالها عن طريق:

• التلامس أو مشاركة الملابس التي لامست المنطقة المصابة.
• استخدام أدوات المصاب.
• قلة الاهتمام بالنظافة الشخصيّة.
• استخدام المرافق العامّة وغُرف الغيار.
• نقص المناعة لأسبابٍ مرَضيّة أو علاجيّة.
• معاناة الطفل من سوء التغذية.
• العيش في المناطق ذات جو دافئ.

أفضل طريقة لعلاج السعفة يتم من خلال:

1. وضع كريم مضاد للفطريات على المنطقة لفترة طويلة قد تصل إلى 3 شهور حتى يتم علاج العدوى.
2. تناول حبوب فموية لمدّة تتراوح بين شهر إلى شهرين (قد تزيد عن ذلك حسب شدة الإصابة).
3. استخدام أنواع مُخصّصة من الشامبو تساعد على التخلص من الفطريات التي تظهر على فروة الرأس.

رابعا - البثور

تعتبر البثور من أمراض الجلد الشائعة عند الأطفال وتظهر على وجه الأطفال خاصًة الرضع منهم، كما تظهر على اليدين وقد نجدها في أماكن أخرى بالجسم وهي حالة بسيطة لا تستدعي القلق، إذ يمكن علاجها بواسطة بعض المراهم التي يصفها الطبيب بجانب الحرص على بعض الإرشادات أهمها:

• تجنب حك هذه البثور أو تفجيرها بهدف إخراج السائل منها.
• وضع كمادات باردة لتخفيف الحكة عند الطفل.

وتُشفى عادةً البثور التي تصيب الرُّضع من تلقاء نفسها خلال أربعة أسابيع من الولادة ولكن حال استمرارها أكثر من ذلك يجب التوجه إلى الطبيب كي يوصي باستخدام بعض الكريمات الطبية أو علاجات أخرى، فيما يجب الحرص على تنظيف وجه الطفل كل يوم بماء دافئة وتجفيفه برفق ثم التربيت عليه بمنشفة حتى يجف مع تجنب الضغط على البثور أو فركها. فقد يؤدي هذا إلى مزيد من التهيُّج أو الإصابة بعدوى كذلك يجب تجنب استخدام المراهم أو الزيوت دون الرجوع إلى الطبيب.

خامسا- الأكزيما

وتعرف أيضا باسم التهاب الجلد التأتبي وتظهر بصورة ملحوظة عند الأطفال المصابين بالحساسية والربو على شكل بقعة حمراء مثيرة للحكة فيكون الجلد جافًا وملتهبًا، وتظهر بشكل أكبر على الخدين أو منطقة الكوع أو حول الركبتين.

ويبدأ التهاب الجلد التأتبي في الظهور غالبا قبل عمر 5 سنوات وقد يستمر حتى مرحلة المراهقة والبلوغ، ويرتبط عند بعض الأشخاص بتغيير جيني يؤثر في قدرة الجلد على توفير الحماية اللازمة ويؤثر ضعف وظيفة الحاجز على قدرة الجلد في الاحتفاظ بالرطوبة والحماية من البكتيريا والمهيجات والمواد المسببة للحساسية والعوامل البيئية مثل التعرض لدخان التبغ، بينما يحدث التهاب الجلد التأتبي عند آخرين بسبب بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية على الجلد والتي تُخل بوظائف حاجز الجلد.

ويمكن علاج التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال عن طريق:

• استخدام كريمات الترطيب أو المراهم لتخفيف الأعراض.
• الحرص على الاغتسال والاستحمام يوميًا باستخدام الماء الدافئ بدلاً من الساخن.
• أن لا يتجاوز وقت الاستحمام 10 دقائق تقريبًا.
• التقليل من استخدام مستحضرات الصابون.

سادسا- الجدري المائي

عدوى فيروسية تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي وعادة ما تبدأ العدوى بفيروس الحماق، ويظهر على الطفل في شكل حمى ثم تظهر أعراض البرد والطفح الجلدي الذي يسبب الحكة نتيجة إصابة الطفل بمزيج من البثور والبقع المتقشرة، ففي البداية نجد الجدري المائي واضحا على الوجه والصدر والظهر لينتشر لاحقًا إلى بقية الجسم ويستمر لأكثر من أسبوع، كما أن الأطفال المصابون بعدوى جدري الماء النشطة يعدون من حولهم حتى تتقشر كل البثور.

كان جدري الماء من الأمراض الشائعة بين الأطفال ولكنها أصبحت أقل تكرارًا بسبب برامج التطعيم الشاملة، وبالتالي تعد أفضل وسيلة للوقاية منه هي أخذ اللقاح وهو آمن وفعال. ويجدر معرفة أنه إذا أصيب الشخص بالجدري المائي مرة فإنه سيكون محصنًا ضد الفيروس مدى الحياة.

لا يوجد علاج نهائي لمرض الجدري المائي لكن قد يصف الطبيب:

• مضادات لتخفيف الحكة.
• مسكنات ألم.
• أدوية خفض الحرارة لتساعد على تخفيف الأعراض بينما يحارب الجسم العدوى بنفسه.
• مع الامتناع عن حك الجلد قدر المستطاع.
• شرب كميات كافية من السوائل للحفاظ على رطوبة الجسم.
• تناول الأطعمة الطرية وغير الحارة أو المُتبلة خاصة في حالة انتشار الجدري بالقرب من الفم.

وبناء على ما سبق نجد أن أغلب الأمراض الجلدية الشائعة عند الأطفال تحتاج إلى طرق عناية خاصة، وعدم حك الجلد مع ضرورة الامتناع عن وضع أي مستحضرات عطرية عليها، والحرص على مراجعة الطبيب في الحالات المستعصية لوصف العلاج المناسب.