09/08/2023 - 08:30

الأمراض المعدية عند الأطفال: الأمراض الشائعة وإستراتيجيات الوقاية

يجب الحصول على تطعيم الحصبة منذ الصغر للوقاية من الإصابة به، وكذلك تجنب السفر للأماكن التي يعتبر فيها المرض وبائياً، حيث أنه في حالة عدم علاج الحصبة يصاب الطفل بعدة مضاعفات

الأمراض المعدية عند الأطفال: الأمراض الشائعة وإستراتيجيات الوقاية

(توضيحية)

يصاب الأطفال بالكثير من الأمراض المختلفة رغم حرص الأم على صحة الأبناء ورعايتها الشديدة لهم، وتعتبر الأمراض التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي والجلد هي أكثر الأمراض التي تصيب الطفل عن طريق العدوى، وبعضها قد يكون خطراً على صحة الطفل.

لذا، يجب التعرف عليها جيدًا وعلى طرق الوقاية منها، وفي ما يلي نرصد أهم الأمراض المعدية الشائعة بين الأطفال وإستراتيجيات الوقاية منها، لأن الوقاية خير من ألف علاج:

أولا - الرشح والإنفلونزا

الرشح والإنفلونزا:

يعتبر الرشح والإنفلونزا من الأمراض المعدية التي تصيب الطفل طوال العام ولكنها تزيد في فصل الشتاء، ويحدث الرشح للأطفال نتيجة عدوى فيروسية تصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، وتنتقل العدوى الخاصة بالإنفلونزا عن طريق الرذاذ سواء إن بسبب عطس وسعال شخص مصاب بالمرض أو لمس الأشياء الملوثة به.

ويعاني الأطفال من أعراض واضحة لهذا المرض وخصوصا الرضع مثل سيلان الأنف وعدم القدرة على الرضاعة، واحتقان في الحلق بالإضافة إلى ارتفاع بسيط في درجة حرارة الطفل، كما يشعر الطفل الأكبر بالتعب والإعياء وقلة النشاط.

وفي هذه الحالة يحتاج الأطفال إلى النوم مع الحرص على تناول المشروبات الساخنة بينما في حالة زيادة الأعراض أو طول مدة المرض يجب التوجه إلى الطبيب لوصف العلاج المناسب.

ثانيا - الحصبة

مرض فيروسي معدي يصيب الأطفال بصورة كبيرة وقد يصيب الكبار وحتى الحوامل، وينتقل للطفل نتيجة مخالطة المصابين بالمرض، فيما تبدأ أعراض الإصابة به في الظهور بعد أسبوعين من انتقال الفيروس لجسم الطفل.

وتشمل أعراض هذا المرض:

  • الإصابة بالحمى.
  • السعال الجاف.
  • التهاب الحلق.
  • سيلان الأنف بالإضافة إلى التهاب العينين.
  • ظهور بقع بيضاء صغيرة مع بؤر بيضاء مائلة للزرقة داخل الفم على البطانة الداخلية للخد.
  • طفح جلدي يتكون من بقع كبيرة مسطحة، وكثيرًا ما تكون متصلة معًا.

ويجب الحصول على تطعيم الحصبة منذ الصغر للوقاية من الإصابة به، وكذلك تجنب السفر للأماكن التي يعتبر فيها المرض وبائياً، حيث أنه في حالة عدم علاج الحصبة يصاب الطفل بعدة مضاعفات منها:

  • التهاب الأذنين.
  • الالتهاب الرئوي.
  • التهاب الشعب الهوائية.
  • التهاب السحايا الخطير.
  • الإصابة بفقر الدم.
  • يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الوفاة ولكن نسبتها انخفضت كثيرا خلال السنوات الأخيرة نتيجة تلقي التطعيمات.

ثالثا - الجدري المائي

الجدري المائي

الجدري من الأمراض الجلدية التي تنتقل بالملامسة أو استخدام الأشياء الخاصة بالمريض مثل الفوط والملابس والأدوات الشخصية، وهو مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل عن طريق السعال أيضا، وتظهر الأعراض الخاصة به على الطفل قبل الطفح الجلدي وهي الحمى وفقدان الشهية والصداع وكذلك التعب العام والتوتر.

ويظهر مرض الجدري المائي على الوجه والصدر والظهر أولا ثم ينتشر إلى بقية الجسم، ولا يوجد علاجا نهائيا له لكن يصف الطبيب مضادات لتخفيف الحكة ومسكنات الألم بما يساعد على تخفيف الأعراض، في حين أن الجسم يحارب العدوى، وأفضل وسيلة للوقاية منه هي الحصول على اللقاح وهو آمن وفعال، بينما في حالة الإصابة به يكون الشخص محميا منه بقية حياته.

رابعا - القمل

القملة هي عبارة عن حشرة صغيرة جدًا تعيش على فروة الرأس، وتنتقل بسهولة بين شعر الرأس من طفل لآخر نتيجة المخالطة، وهي حشرة مزعجة وأحيانا مؤلمة لكونها تسبب حكة شديدة في رأس الطفل.

وتتغذى حشرة الرأس أو القمل على دم الطفل مما يصيبه بفقر الدم إضافة إلى تضرره نفسيًا، إذ ينتشر الارتباط بين الإصابة به وقلة النظافة بينما العدوى هي السبب الرئيس له، ويمكن علاج قمل الرأس بمستحضرات طبية آمنة، كما يمكن استخدام شامبو خاص وزيت اليانسون وهو رخيص لكنه فعال.

خامسا - الحمى القرمزية

ترجع الإصابة بالحمى القرمزية إلى نوع البكتيريا نفسه الذي يسبب التهاب الحلق العقدي، إذ تطلق البكتيريا في مرض الحمى القرمزية سمًا يسبب الطفح الجلدي واحمرار اللسان والحمى الشديدة.

ويكثر شيوع الحمى القرمزية بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 5 سنوات إلى 15 سنة، وهي من الأمراض الخطيرة ولكن المضادات الحيوية جعلتها أقل تهديدًا، ولكن ذلك لا يعني أنه لا يجب التعامل معها بحرص حتى لا تسبب مشكلات أكثر خطورة مثل التأثير على القلب والكلى وأعضاء أخرى في الجسم.

وتنتقل العدوى عبر القطرات الناتجة عن سعال الشخص المريض وتتراوح فترة حضانة المرض، وهي الفترة بين التعرض للبكتيريا وظهور المرض بين يومين إلى أربعة أيام، ولا يوجد لقاح يقي من الإصابة بالحمى القرمزية، ويجب الحرص على غسل أكواب الشرب وأواني الطعام الخاصة بالطفل المصاب في ماء ساخن بصابون أو في غسالة الصحون مع اتخاذ التدابير اللازمة لعدم انتقال العدوى.

سادسا - السعال الديكي

مرض شديد العدوى يُصيب الجهاز التنفسي ويمكن تمييزه عن طريق السعال السطحي المتقطع الحاد الذي يعقبه صوت شهيق عالي النبرة يبدو مثل "صياح الديك" وهو سبب تسميته بهذا الإسم.

ويصيب السعال الديكي بشكل أساسي الأطفال الأصغر من 6 شهور لكونهم لم يحصلوا على التطعيمات اللازمة وكذلك المراهقين والبالغين ممن ضعُفَت مناعاتهم، وتندر حالات الوفاة المرتبطة بالسعال الديكي ولكنها أكثر حدوثًا بين الأطفال الرُضّع، لذا قد يكون من المهم تطعيم النساء الحوامل ضد السعال الديكي.

يحدث السعال الديكي نتيجة نوع من البكتريا تُسمى بورديتيلية السعال الديكي، وعندما يسعل الشخص المُصاب أو يعطس، فإن الرذاذ الحامل للجراثيم الدقيقة ينتشر في الهواء ويدخل إلى رئة أي شخص بالقرب من المريض.

ويستغرق ظهور الأعراض بمدة تتراوح بين 7 و10 أيام، وتكون طفيفة في البداية ومشابهة لأعراض الزكام من سيلان الأنف والعيون الحمراء الدامعة والحمى وتزيد في بعض الحالات لتسبب التهاب الرئة وضيق التنفس، ويمكن علاج السعال الديكي عن طريق المضادات الحيوية أو استخدام جهاز البخار لتهدئة التهاب الرئة أو منح الطفل العلاجات الوريدية لحمايته من الجفاف.

سابعا - النكاف

مرض فيروسي يؤثر على الغدتين الموجودتين على جانبي الوجه، والمعروفتين بالغدد النكافية وهي المسؤولة عن إفراز اللعاب، ويحدث تورم في هذه الغدد مما يسبب الألم في هذه المنطقة وصعوبة البلع، وتظهر أعراض النكاف بعد التعرض للفيروس خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع، وقد لا تظهر أعراض على بعض الأشخاص.

من أعراض مرض النكاف:

  • الحمى.
  • الصداع.
  • الشعور بالتعب.
  • فقدان الشهية.
  • آلام العضلات.

وتقع الإصابات بهذا المرض بين الأطفال الذين تترواح أعمارهم بين 4 و14 عاما وتقل بين الأطفال الذين يتعرضون باستمرار إلى الشمس والهواء الطلق، ويجب عزل الطفل المصاب لفترة تصل إلى اسبوع.

لا يوجد دواء محدد لحالات عدوى النكاف، لكن يمكن أن يساعد علاج الأعراض على تخفيف الآلام.

ويوجد بعض النصائح التي نقدمها للأم حتى تعمل على تجنب إصابة الأطفال بالأمراض المعدية وتحقيق الوقاية اللازمة، منها:

  • متابعة الحالة الصحية للطفل بشكل مستمر مع الطبيب.
  • الحرص على تطعيم الأطفال ضد الأمراض المعدية في الأوقات التي يقررها الطبيب.
  • الحرص على تناول الطفل الأطعمة المفيدة التى تحتوي على الفيتامينات والعناصر التي تدعم جهازه المناعي.
  • الابتعاد عن الحلويات المصنعة واستبدالها بالخضروات والفواكه والعصائر الطبيعية.
  • التأكد من الغسيل الجيد للأطعمة والخضراوات التي لا تتعرض للحرارة.
  • الحرص على شرب الكثير من الماء، فذلك يساعد الأطفال على التخلص من الأمراض.
  • إرشاد الطفل إلى أهمية غسل اليدين بالصابون قبل وبعد استخدام دورة المياه، أو تناول الطعام.
  • وضع كيس من المناديل المبللة المطهرة في حقيبة الطفل خلال تواجده في الحضانة أو المدرسة لاستخدامه خلال اليوم الدراسي وقبل تناوله للوجبة المدرسية، للتخلص من الجراثيم والبكتيريا في يديه.
  • التأكد من نظافة الأدوات المدرسية الخاصة بالطفل بشكل دوري.
  • الاهتمام والعناية بنظافة دورات المياه والأحواض التي يستخدمها الطفل في المنزل.
  • تخصيص وقت لممارسة الرياضة، والتي تساعد في بناء الجسم وحمايته من الأمراض.

تكثر الأمراض المعدية بين الأطفال، فمناعتهم تكون ضعيفة وهم في عمر يحتاجون فيه إلى الاهتمام والعناية الخاصة، لذا، تأكد من جميع الأعراض التي يظهرها طفلك.

التعليقات