فوائد ممارسة "اليوغا" للرياضيين

تخيل المشهد التالي… شخص يجلس بهدوء مغمضًا عينيه ويبدو أنه يركز على شيء ما في عقله، ترى السكينة في وجهه كما أنه يرتدي ملابس مريحة، إنها صورة تبعث في روحك الهدوء دون أي مؤثرات أخرى، لا بد أنك الآن خمنت ما الذي يقوم به هذا الشخص.. إنه يمارس "اليوغا".

لكن هل سألت نفسك يومًا، ماهي فوائد "اليوغا"؟ ولماذا يمارسها العديد من الأشخاص حول العالم؟ ولمَ يقول الناس سواء إن كانوا رياضيين أم لا بأن حياتهم أصبحت أفضل بعد ممارستهم لها؟

في الحقيقة إن الأمر ليس بسر حربي، فالجميع لديهم فكرة عامة حول أهمية "اليوغا" في حياة أي شخص، ولكن ما مدى معرفتك بالفوائد الحقيقية لها بشكل فعلي؟ حسنًا، لقد ارتأينا أن هذه فرصة لنعرّفك أكثر بفوائد "اليوغا" بشكل عام، وفوائدها بشكل خاص إن كنت من ممارسي الرياضة بشكل احترافي أو كنت ببساطة من محبي الرياضة.

متى ظهرت اليوغا؟

ظهرت "اليوغا" كممارسة روحية وجسدية في الهند القديمة قبل أكثر من 5000 سنة، إذ تُعتبر جزءًا من التقاليد الدينية الهندوسية والبوذية، لتمارس منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا في مختلف أنحاء العالم كوسيلة لتحسين الصحة العقلية والجسدية والروحية.

ماهي أنواع اليوغا؟

هنالك العديد من الأنواع المختلفة "لليوغا"، إذ تختلف في الأساليب والتقنيات المستخدمة، فيركز كل نوع منها على جانب معيّن، ومن بين أشهر الأنواع نذكر منها التالي:

فوائد اليوغا للرياضيين

هناك العديد من الفوائد الصحية لممارسة اليوغا للرياضيين ومن بين أهم هذه الفوائد:

1. تحسين المرونة والليونة الجسدية وتقوية العضلات: فهي تعتبر من أشهر التمارين الجسدية في العالم، وتتميز بعدد كبير من الفوائد الصحية، بما في ذلك تحسين مرونة الجسم وتقوية العضلات، إذ تقوم تمارين الإطالة والانحناءات بالمساعدة على زيادة مرونة وليونة الجسم، مما يساعد بالتالي على تخفيف الشد العضلي والتقليل من فرص الإصابات الرياضية، أما عن تقوية العضلات فتشمل هذه التمارين تمارين القوة التي تساعد على تقوية العضلات وزيادة كتلتها العضلية خاصة العضلات الأساسية والعضلات المسؤولة عن دعم الجسم والحفاظ على توازنه.
2. التوازن والتنسيق: تتضمن تمارين "اليوغا" تمارين خاصة بالتوازن والتنسيق والتي تساعد على تحسين القدرة في الحفاظ على التوازن بين الحركات اليومية والرياضات المختلفة.
3. رفع الوعي حول الجسم: تساعد على زيادة الوعي بالجسم والتركيز على التنفس، الأمر الذي يقوم على تحسين الصحة العامة والقدرة على التحكم بالجسم والعقل.
4. تقليل الألم والتوتر العضلي: تشمل تمارين "اليوغا" التمارين الاسترخائية وتقنيات التنفس العميق، فتقلل من الألم والتوتر العضلي وتحسّن من نوعية النوم والراحة.
5. تحسين مرونة العامود الفقري لتخفيف آلام الظهر: ذكرنا سابقًا أن أحد فوائد "اليوغا" هي رفع المرونة والليونة العضلية، ولكن هذا ليس كل شيء! فهي تساعد أيضًا على تعزيز مرونة العامود الفقري الأمر الذي يؤدي إلى:

• تحسين مدى الحركة وتخفيف الشد العضلي في العامود الفقري.
• تقوية العضلات الأساسية مثل عضلات البطن والظهر، وهذا الأمر يقوم بالحفاظ على الاستقرار والتوازن في العامود الفقري.
• التخفيف من الضغط على الفقرات وتعزيز الوضع الطبيعي للعامود الفقري.
• بما أن "اليوغا" تعمل على تحسين الوعي الحركي فهي تقوي من القدرة على التحكم في حركة الجسم، كما أنها تجنبك القيام بحركات يمكن أن تسبب ضررًا للعامود الفقري.
• القيام بتمارين التنفس العميق والتحكم في التنفس، وهذا الأمر يؤدي إلى التخفيف من الضغط على العامود الفقري، والحد من الألم المرتبط بالتوتر والقلق قبل الدخول في مسابقة رياضية، الأمر الذي يزيد من الشعور بالراحة والاسترخاء وبالتالي تخفيف الألم.

في النهاية، تعتبر "اليوغا" تمرينا شاملا للرياضيين يساعدهم على تحسين صحتهم العامة وتقوية عضلاتهم وزيادة مرونتهم الجسدية والعقلية، وهي مفيدة للجميع بغض النظر عن مستوى اللياقة البدنية أو العمر. ومن المهم التأكد من ممارسة التمارين المناسبة بشكل صحيح وتحت إشراف مدرب مؤهل لتحقيق الفوائد الصحية المرجوة وتجنب الإصابات.

الفوائد العامة لليوغا

لا تقتصر فوائد "اليوغا" على الرياضيين وحسب، بل هناك فوائد أخرى لها بشكل عام سواء إن كنت رياضيًا أم لا، ومن أهم هذه الفوائد:

• تحسين الصحة العقلية وتقليل مستويات التوتر والقلق والاكتئاب: وذلك من خلال التركيز على التأمل والعقل والروح.

• تقوية الوعي الذاتي: تساعد تمارين "اليوغا" على تحسين الوعي الذاتي والانفتاح العاطفي، مما يساعد على القيام بخيارات أكثر وعيًا نحو الجسم من جميع النواحي، ليكون لذلك أثر إيجابي حول الصحة الجسدية والنفسية والعاطفية بشكل عام.
• تعزيز الصحة العقلية: تشير الدراسات إلى أنه يمكن "لليوغا" أن تعزز من الصحة العقلية بشكل عام، فتساعد التمارين على تحسين المزاج وتقلل من الشعور بالاكتئاب والقلق والتوتر.
• تحسين النوم: تشمل "اليوغا" تمارين تساعد على الاسترخاء وتقنيات التنفس العميق، والتي تقوم على تحسين نوعية النوم وزيادة الراحة اليومية.
• زيادة التركيز والانتباه: تقوم هذه التمارين على زيادة التركيز والانتباه وزيادة الوعي، لتحسين الأداء في المهام اليومية والعملية.
• تقليل الإجهاد والتوتر: تعمل التقنيات المختلفة "لليوغا" على تقليل الإجهاد والتوتر وتحسين الشعور بالراحة.
• تحسين المناعة وزيادة مقاومة الجسم للأمراض: تعتبر "اليوغا" من التمارين الفعالة في عملية إنقاص الوزن، ولكنها ليست بديلا كاملا للتمارين الرياضية الأخرى والحمية الغذائية المتوازنة.
• تحسين الهضم والدورة الدموية وتقليل الالتهابات: تعمل "اليوغا" على تحسين حركة الأمعاء وبالتالي تحسين عملية الهضم، كما أنها تعالج مشاكل الامساك المزمن وانتفاخ القولون، ولأنها تساعد الأشخاص على أن يكونوا أكثر وعيًا حول اختياراتهم بشكل عام، فإنها تساعدهم بشكل غير مباشر على رفع وعيهم الغذائي وبالتالي اختيار ماهو مناسب لجسمهم مما يجنبهم مشاكل عدة مثل زيادة الوزن.

إليكم بعض الفوائد الرئيسية لليوغا في عملية إنقاص الوزن

1. زيادة حرق السعرات الحرارية: وذلك بسبب تمارين تعزيز اللياقة البدنية والحركية، التي تقوم بزيادة معدل الأيض وحرق السعرات الحرارية.
2. تحسين اللياقة البدنية: "اليوغا" تقوم بزيادة القدرة على ممارسة التمارين الرياضية الأخرى وزيادة معدل الأيض.
3. تحسين عمل الجهاز الهضمي: تشمل تمارين "اليوغا" على تمارين تحسّن من حركة الجهاز الهضمي والحركة الأمعائية، الأمر الذي يسرّع من عملية الهضم وبالتالي زيادة معدّل الاستفادة من العناصر الغذائية بشكل أفضل.
4. تقليل التوتر النفسي: يمكن أن يؤدي التوتر بجميع أنواعه إلى زيادة الوزن وصعوبة فقدانه وذلك بسبب عادة الأكل العاطفي، ولكن يمكن تغيير تلك العادة أثناء ممارسة "اليوغا" لأنها تقوم بشكل عام على التخفيف من الشعور بالتوتر وتحسين الوضع النفسي بشكل عام.

من المهم الإشارة إلى أن فوائد "اليوغا" تختلف حسب النوع المُمارَس والتقنيات المستخدمة والالتزام بالتمارين، ويجب استشارة الطبيب قبل البدء بممارستها للتأكد من عدم وجود أي مشاكل قد تؤدي إلى التأثير السلبي على ممارسة الحياة اليومية أو أثناء لعب الرياضة.