12/07/2023 - 08:30

فهم العلاقة بين الصحة العقلية والإدمان: التشخيص والعلاج المزدوج

الخطوة الأولى في رحلة التعافي من الإدمان هي الاعتراف بوجود المشكلة والاستعداد للعمل على حلها، وهذا يتطلب القدرة على التحلي بالشجاعة والصدق مع النفس والاعتراف بأن الإدمان يؤثر سلبا على الحياة الشخصية.

فهم العلاقة بين الصحة العقلية والإدمان: التشخيص والعلاج المزدوج

(توضيحية)

بين الصحة العقلية والإدمان علاقة وثيقة، إذ يمكن أن تؤدي مشاكل الصحة العقلية إلى الإدمان، وعلى العكس يمكن أن يؤدي الإدمان إلى مشاكل في الصحة العقلية. ولهذا السبب، غالبًا ما يتم التعامل مع هذه القضية من خلال التشخيص والعلاج المزدوج، وقبل أي شيء عليك معرفة ما هو الإدمان وما هي مراحله وطرق العلاج؟

الإدمان هو حالة مرضية تتطور بشكل تدريجي وتتميز بالاحتياج الملح لتعاطي مواد معينة مخدرة أو القيام بأنشطة محددة بشكل متكرر، فيكون التحكم بها والامتناع عنها صعبًا بل ومستحيلًا في الكثير من الأحيان. وتختلف مراحل الإدمان من شخص لآخر ولكن عادةً ما يتم تقسيمها إلى ثلاث مراحل رئيسية وهي:

1. المرحلة العادية: تتميز هذه المرحلة بالرغبة المتزايدة في تناول المواد المدمنة أو القيام بالنشاط المدمَن عليه، ولكن الشخص لا يعاني حتى الآن من أي مشكلة صحية أو اجتماعية أو اقتصادية ناتجة عن الإدمان.

2. المرحلة المتوسطة: تتميز هذه المرحلة بتزايد الرغبة في تعاطي المواد أو القيام بالنشاط الإدماني، ويبدأ الشخص في الشعور بالقلق والتوتر والعصبية في حالة عدم تلبية رغبته، وقد يلاحظ الشخص خللا في سلوكه وعلاقاته الاجتماعية والعائلية.

3. المرحلة النهائية: يبدأ الشخص في هذه المرحلة بالتعامل مع المواد المدمنة بشكل متكرر ومستمر، فيصبح من الصعب التحكم في الرغبة في تعاطيها، فيتأثر سلوك الشخص وعلاقاته بشكل سلبي، ويعاني من مشاكل صحية واجتماعية واقتصادية كبيرة ناتجة عن الإدمان، في هذه المرحلة، قد تكون العلاجات الطبية والنفسية ضرورية للتعامل مع الإدمان ومنع العواقب الخطيرة للصحة والحياة.

ما هي أول خطوة في رحلة التعافي من الإدمان؟

ماهي أول خطوة في رحلة التعافي من الإدمان؟

الخطوة الأولى في رحلة التعافي من الإدمان هي الاعتراف بوجود المشكلة والاستعداد للعمل على حلها، وهذا يتطلب القدرة على التحلي بالشجاعة والصدق مع النفس والاعتراف بأن الإدمان يؤثر سلبا على الحياة الشخصية والمهنية والصحية.
وبعد الاعتراف بوجود المشكلة، يمكن البدء في البحث عن الدعم والموارد المتاحة للمساعدة في التعافي. ومن هذه الموارد:

  • الاتصال بمركز علاج الإدمان أو بمعالج مختص في مجال الإدمان.
  • الانضمام إلى مجموعة دعم الإدمان، وهي مجموعات يشارك فيها أشخاص يعانون من نفس المشكلة.
  • العمل على تغيير نمط الحياة والبدء في ممارسة نشاطات جديدة ومفيدة.
  • الحصول على الدعم من أفراد العائلة والأصدقاء الذين يدعمون الشخص في رحلته نحو التعافي.
  • العمل على تحسين الصحة النفسية والجسدية، وذلك من خلال التغذية الصحية وممارسة الرياضة والاسترخاء والتأمل.
  • الالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية مع الطبيب أو المعالج.

إن البدء في رحلة التعافي تتطلب الكثير من الصبر والتحلي بالإرادة والاستمرار في العمل على تحسين الحياة.

ما هو التشخيص المزدوج؟

ما هو التشخيص المزدوج؟ 

التشخيص المزدوج (Dual Diagnosis) هو مصطلح يستخدم لوصف حالة المرضى الذين يعانون من اضطراب نفسي مع اضطراب تعاطي المخدرات أو الكحول؛ بمعنى آخر يعاني هؤلاء الأشخاص من مشاكل صحية نفسية واضطرابات تعاطي المخدرات أو الكحول في الوقت نفسه.

وتستخدم عادة مصطلحات أخرى لوصف هذه الحالة مثل "اضطرابات الاستخدام المزدوج" (Co-occurring Substance Use Disorders) أو "اضطرابات التعاطي المزدوج" (Co-occurring Substance Abuse Disorders).

ويعتبر التشخيص المزدوج تحديًا كبيرًا للمختصين في مجال الصحة النفسية والإدمان، إذ يتطلب علاج هذه الحالة مهارات خاصة وتخصصات متعددة، بما في ذلك الطب النفسي والعلاج الدوائي والإرشاد والتوجيه.

وبمجرد تحديد التشخيص المزدوج يمكن توفير العلاج المناسب، والذي يشمل العلاج الدوائي والعلاج النفسي والإرشاد النفسي، فيتم استهداف كل من الإدمان والاضطراب النفسي ويمكن أن يشمل العلاج أيضًا دعمًا اجتماعيًا وتغييرات في نمط الحياة للمريض.

ما هي الطرق المستخدمة لعلاج التشخيص المزدوج؟

علاج التشخيص المزدوج يشمل عدة طرق ويعتمد على درجة الإدمان ونوعه وعلى نوعية الاضطراب النفسي وشدته، ومن بين الطرق المستخدمة لعلاج التشخيص المزدوج:

  • العلاج النفسي: ويستخدم عادة لعلاج الاضطراب النفسي ويتضمن عدة أنواع مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الذي يركز على العائلة والعلاج النفسي الديني.
  • العلاج الدوائي: يستخدم لعلاج الاضطراب النفسي والإدمان، فيتم فيه استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للذهان والمضادة للقلق والمثبطات الاستنشاقية والمسكنات.
  • العلاج المتخصص: ويتضمن العلاج الذي يساعد المدمنين على الاستغناء عن المخدرات، ويشمل العلاج السلوكي والعلاج الذي يركز على الأسرة والعلاج النفسي الذي يركز على الإرشاد والتوجيه.
  • العلاج المشترك: هذا النوع من العلاج يجمع بين العلاجين النفسي والدوائي، ويعتبر فعالًا في علاج التشخيص المزدوج.
  • الدعم الاجتماعي: وهو الدعم الاجتماعي القادم من الأصدقاء والعائلة والمجتمع الذي يساعد المرضى على التغلب على الإدمان والاضطراب النفسي.

    يجب أن يتم تخصيص خطة علاجية ملائمة لكل شخص وفقًا لحالته النفسية والإدمانية، فتجمع هذه الخطة بين العلاجات النفسية والدوائية والعلاج المشترك والدعم الاجتماعي، وفقًا لتوصيات الخبراء في مجال الصحة النفسية والإدمان.

هل يمكن للعلاج المزدوج أن يكون فعالا في جميع الحالات؟

العلاج المزدوج يمكن أن يكون فعالًا في العديد من الحالات، ولكن من المهم الإشارة إلى أن نجاح العلاج يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك:

  • نوع الاضطراب النفسي.
  • نوع الإدمان.
  • مدى شدة كل منهما.
  • سرعة الاستجابة للعلاج.

كما أن العلاج المزدوج يتطلب التزامًا كبيرًا من المريض ودعمًا اجتماعيًا قويًا من الأصدقاء والعائلة لتحقيق أفضل النتائج، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى عدة جلسات علاجية وتعديلات متكررة على الخطة العلاجية قبل أن يحققوا تحسنًا ملحوظًا.

بالإضافة إلى ذلك، يتطلب العلاج المزدوج فريقًا طبيًا متعدد التخصصات، ويجب أن تكون الخطة العلاجية مصممة بشكل فردي وفقًا لاحتياجات المريض وحالته الصحية؛ ولذلك يجب على المريض والفريق الطبي العمل بشكل وثيق معًا لتحقيق أفضل النتائج لعلاج هذا التشخيص.

هل يمكن أن يتم العلاج المتخصص والعلاج المشترك في نفس الوقت؟

نعم، يمكن تطبيق العلاج المتخصص والعلاج المشترك في نفس الوقت للعلاج. في الواقع، يعتبر العلاج المشترك الذي يجمع بين العلاجين الدوائي والنفسي المتخصص أحد الطرق الفعالة لذلك.

على سبيل المثال، يمكن للمريض أن يتلقى دورات من العلاج النفسي المتخصص مثل العلاج السلوكي المعرفي أو ذلك الذي يركز على الأسرة، بالإضافة إلى العلاج الدوائي للمساعدة في التحكم في الأعراض النفسية والتخلص من الإدمان، بالإضافة إلى ذلك يمكن للمريض أن يتلقى الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة والمجتمع المحلي للمساعدة في التغلب على الإدمان والاضطراب النفسي.

يجب أن يتم تخصيص العلاج المناسب لكل حالة إدمان بشكل فردي، ويتم تعديله وفقًا لاحتياجات المريض وحالته الصحية. كما يجب أن تتم إدارة العلاج بواسطة فريق طبي متعدد التخصصات، بما في ذلك الأطباء والممرضين والمعالجين النفسيين والمستشارين، لتحقيق أفضل النتائج للمريض.

ما هي الخطوات التي يمكن اتباعها لتجنب الوقوع في الإدمان مرة أخرى؟

هنالك العديد من الخطوات التي يمكن اتباعها لتجنب الوقوع في الإدمان مرة أخرى، وإليك بعض الاقتراحات:

  • البقاء بعيدا عن المواقف والأشخاص التي قد تثير الرغبة في تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • البحث عن نشاطات وهوايات جديدة ومفيدة لتملأ الوقت وتشغل العقل.
  • الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية من خلال تحسين نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة والتغذية الصحية والنوم الكافي.
  • البحث عن دعم مجتمعي والالتحاق بمجموعات دعم الإدمان للحصول على الدعم والتشجيع.
  • الالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية مع الطبيب أو المعالج.
  • العمل على تحسين العلاقات الاجتماعية والعائلية والبحث عن الدعم الذي يمكن أن يأتي من أصدقاء وعائلة ومجتمع.
  • الحفاظ على روتين يومي منتظم وتحديد الأهداف والتركيز على تحقيقها.
  • الحفاظ على الإيجابية وتحسين التفاؤل والتفكير الإيجابي والتركيز على الأمور الإيجابية في الحياة.
  • العمل على تحسين مهارات الحياة والتعامل مع التحديات والمواقف الصعبة بطريقة صحيحة ومناسبة.
  • الابتعاد عن الضغوط والتوترات الزائدة والعمل على تحسين مهارات إدارة الضغوط والتوترات.

تذكر أن تجنب الوقوع في الإدمان مرة أخرى يتطلب الكثير من الصبر والتحلي بالإرادة والاستمرار في العمل على تحسين الحياة.

التعليقات