25/07/2023 - 08:30

فهم تعاطي المخدرات عند المراهقين: علامات التحذير وإستراتيجيات التدخل

يجب التعامل بشكل جدي مع أي علامة تشير إلى تعاطي المراهقين، والتحدث معهم بشأن الأسباب التي دفعتهم لذلك وتقديم الدعم والمساعدة اللازمة لإيجاد حلول بديلة وصحية للتعامل مع المشاكل النفسية والاجتماعية.

فهم تعاطي المخدرات عند المراهقين: علامات التحذير وإستراتيجيات التدخل

(توضيحية)

تتحدث هذه المقالة عن مشكلة تعاطي المخدرات بين المراهقين، إذ يتم التركيز على علامات التحذير التي يمكن أن تشير إلى أن المراهق يتعاطى المخدرات بما في ذلك التغييرات في السلوك والشخصية والأداء الأكاديمي.

كما تتناول المقالة إستراتيجيات التدخل السريع التي يمكن تطبيقها للتعامل مع هذه المشكلة، بما في ذلك التحدث مع المراهق بشكل مباشر والبحث عن المساعدة المتاحة في المجتمع، إذ تهدف المقالة إلى توعية القراء حول أهمية التعامل مع هذه المشكلة وتوفير المساعدة للمراهقين الذين يواجهون مشكلة التعاطي مع المخدرات.

لماذا يلجأ المراهق لتعاطي المخدرات؟

لماذا يلجأ المراهق لتعاطي المخدرات؟

  1. الضغوط النفسية والعاطفية: يعاني بعض المراهقين من ضغوط نفسية وعاطفية مثل القلق والاكتئاب والتوتر والشعور بالوحدة، ويمكن أن يلجأوا إلى التعاطي لتخفيف هذه الضغوط.
  2. الفضول: يمكن أن يدفع الفضول بعض المراهقين إلى تجربة المخدرات، خصوصا إذا كانوا يعتقدون أن هذا سيجعلهم أكثر شعبية أو يمنحهم تجربة جديدة.
  3. الضغط الاجتماعي: يمكن أن يشعر المراهقون بالضغط الاجتماعي للتعاطي، خصوصا إذا كانوا يتعاملون مع أصدقائهم المتعاطين.
  4. الرغبة في التحدي: يمكن أن يرغب بعض المراهقين في الاستكشاف والتحدي، وقد يعتبرون التعاطي تحديا يمكنهم القيام به.
  5. الأسرة: يمكن أن تكون الأسرة عاملا مؤثرا في تعاطي المراهقين، وخصوصا إذا كان هناك تعاطيا سابقا للمخدرات في الأسرة أو تعرُّض لظروف عائلية صعبة.
  6. الإعلام: يمكن أن يؤثر الإعلام على المراهقين ويجعلهم يعتقدون أن التعاطي هو شيء مقبول أو يشجعون على التعاطي.

يجب التعامل بشكل جدي مع أي علامة تشير إلى تعاطي المراهقين، والتحدث معهم بشأن الأسباب التي دفعتهم لذلك وتقديم الدعم والمساعدة اللازمة لإيجاد حلول بديلة وصحية للتعامل مع المشاكل النفسية والاجتماعية.


العلامات التحذيرية لتعاطي المخدرات عند المراهقين

العلامات التحذيرية لتعاطي المخدرات عند المراهقين:

  • تغير في السلوك والشخصية: إذا لاحظت تغيرًا في سلوك وشخصية المراهق، مثل التردد في الخروج مع الأصدقاء أو الإنطواء.
  • الأداء الأكاديمي: إذا لاحظت تراجعًا في الأداء الأكاديمي دون أي أسباب واضحة، فقد يكون هذا إشارة محتملة إلى تعاطي المخدرات.
  • التغيير في النوم والشهية: من آثار تعاطي المخدرات المحتملة تغير في نوم المراهق وشهيته، إذ تقل ساعات نومه أو تزيد كثيرًا، أو أنه يفقد شهيته بشكل كبير.
  • قضاء وقت طويل مع أصدقاء جدد: إذا كان ابنك المراهق يقضي وقتا طويلا مع أصدقاء جدد لا تعرفهم، إذ يرفض تعريفك عليهم فقد تكون هذه إشارة لبدء تعاطيه.
  • العثور على أدوات التعاطي: إذا وجدت أدوات التعاطي مثل الأنابيب الزجاجية، ورق القنب وأي أدوات مخدرة في غرفته أو بين أغراضه فهذه إشارة حتمية لاستخدامه المخدرات.

بعض إستراتيجيات التدخل

  • الاتصال بمركز مساعدة: يمكن الاتصال بمركز مساعدة للحصول على الدعم والمشورة.
  • البحث عن مساعدة محلية: يمكن الاتصال بالمؤسسات المحلية مثل المدارس والمراكز الصحية للحصول على المساعدة.
  • إجراء محادثة مفتوحة: يمكن الجلوس مع المراهق وإجراء محادثة مفتوحة وصادقة حول التعاطي المحتمل دون إدانة أو اتهام.
  • توفير الدعم: يمكن توفير الدعم والمساعدة له من خلال العلاج النفسي أو الانضمام إلى مجموعة دعم.
  • إدارة الأزمات: يجب أخذ الاحتياطات لإدارة الأزمات المحتملة، مثل الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ المتعلقة بالتعاطي المفاجئ.

ما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها لإدارة الأزمات المحتملة؟

يمكن اتخاذ العديد من الإجراءات لإدارة الأزمات المحتملة، وتشمل بعضها:

  • الاتصال بالطوارئ: يجب الاتصال بالطوارئ في حالة حدوث أي حالة طارئة مثل فقدان الوعي أو صعوبة في التنفس.
  • توفير الرعاية الأولية: يجب توفير الرعاية الأولية في حالة الإصابة بصدمة نتيجة التعاطي المفاجئ مثل إعطاء الأدوية المناسبة أو تحويل المصاب إلى المستشفى إذا لزم الأمر.
  • الاتصال بالمساعدة النفسية: يجب الاتصال بالمساعدة النفسية في حالة الاكتئاب أو القلق أو أي حالة نفسية أخرى تتعلق بالتعاطي.
  • التحدث مع الأطباء والمستشارين: يجب التحدث مع الأطباء والمستشارين للحصول على المشورة والتوجيه في ما يتعلق بإدارة التعاطي.
  • الحصول على الدعم من المجتمع: يمكن الحصول على الدعم من المجتمع مثل الانضمام إلى مجموعة دعم أو الحصول على المساعدة من المراكز الصحية.
  • الحفاظ على الاتصال بالأصدقاء والعائلة: يجب الحفاظ على الاتصال بالأصدقاء والعائلة والبقاء على اتصال معهم لتوفير الدعم النفسي والعاطفي.
  • الالتزام بالعلاج: يجب الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب أو المستشار، والمشاركة في البرامج العلاجية والنفسية المناسبة.
  • تحديد الأسباب والعوامل المؤثرة: يجب تحديد الأسباب والعوامل المؤثرة في التعاطي، وتغيير السلوك والعادات السلبية التي قد تؤدي إلى التعاطي.

ما هي العادات السلبية التي يجب تغييرها لتجنب التعاطي؟

  • الاكتئاب والقلق: يجب تجنب الاكتئاب والقلق والتعامل معهم بشكل صحيح من خلال العلاج النفسي والأدوية المناسبة.
  • التدخين: تجنب التدخين والبدء في العلاج لإيقافه.
  • عدم ممارسة الرياضة: على المدمن أن يمارس الرياضة بشكل منتظم لتحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر التعاطي.
  • التعرض للإجهاد: تجنب التعرض للإجهاد وتعلم الطرق الصحيحة للتعامل معه.
  • عدم النوم بشكل كاف: يجب الحصول على قسط كافٍ من النوم لتحسين الصحة العامة والوقاية من التعاطي.
  • الإفراط في تناول الكحول: الحد من تناول الكحول والامتناع عن الإفراط فيه.
  • الإفراط في تناول المخدرات القانونية: الابتعاد عن تناول المخدرات القانونية مثل الأدوية المسكنة والمهدئة وتجنب تعاطيها بأية طريقة غير الاستخدام الطبي الموصوف.
  • الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: على المدمن الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتعامل معها بشكل صحيح لتجنب التأثير السلبي لها على الصحة النفسية والتعاطي.

هل للرياضة أثر في علاج تعاطي المخدرات؟

نعم، للرياضة أثر إيجابي في علاج تعاطي المخدرات. فالتمارين الرياضية تحفّز على إفراز المواد الكيميائية الطبيعية في الجسم التي تعمل على تحسين المزاج وتقليل الإجهاد والقلق، وهذا يعتبر جزءا من العلاج النفسي للتعاطي.

وبالإضافة إلى ذلك، تقدم الرياضة بديلا صحيا للأشخاص الذين يعانون من هذا الأمر، وتساعد في تحسين اللياقة البدنية والصحة العامة وتعزز الشعور بالثقة بالنفس والتحكم في العواطف والتفكير الإيجابي.

كما يمكن أن تساعد الرياضة على إعادة الأشخاص الذين يعانون من التعاطي إلى الحياة الطبيعية والاندماج الاجتماعي، بالإضافة إلى تعزيز الالتزام بالعلاج والإقلاع عن التعاطي.

ولكن يجب الانتباه إلى أن الرياضة ليست بديلا كاملا للعلاج النفسي والطبي، إذ يجب الحصول على العلاج اللازم واتباع البرامج العلاجية الموصوفة من قبل الأطباء والمستشارين المتخصصين في علاج تعاطي المخدرات.

في النهاية ندرك تمامًا أن حدوث هذه المشكلة في منزلك ستقع عليك وقع الصدمة، فاكتشاف أن ابنك أو أخاك المراهق يتعاطى المخدرات أمر في غاية الصعوبة، إلا أنه يمكنك تدارك الأمر سريعًا مع وجود العديد من المصحات ومتخصصي علاج التعاطي، بالإضافة إلى العوامل التي ستساعدك وستساعد هذا المراهق في تخطي هذه التجربة بأمان وسلام.

ويجب أن تعلم بأنه على الرغم من أن هذه مشكلة كبيرة إلا أنه يجب عليك تقبلها حتى تستطع التعامل معها بحكمة وتجاوزها بأقل خسائر ممكنة، فمن الممكن أن تتفاقم هذه المشكلة إذا جرى التعامل معها بعنف وتسرع، فالمراهقين في هذا العمر ومع توافر كل الإمكانيات أمامهم أصبحوا أكثر عندًا وتشبثا بآرائهم وسلوكياتهم، وليس من مصلحتك أبدًا أن تتعامل مع المشكلة بعنف أو فرض رأي، لذا، حاول احتواء هذا المراهق حتى يسهل عليكما تخطي هذه التجربة بنجاح وضمان عدم تكرارها، واخلق مساحة من التفاهم حتى تتعرف أكثر على ما يدور بداخله من أفكار.

التعليقات