30/08/2023 - 08:30

المضغ عامل أساسي عند تناول الطعام: 6 خطوات للقيام بذلك بشكل صحيح

يعاني عدد كبير من الأشخاص من الشعور بعدم الراحة بعد تناول الطعام ظنًا منهم أن المشكلة في نوع الطعام المتناول، ولكن هل تعلم أن معظم مشاكل ارتجاع المريء وحرقة المعدة يرجع إلى عدم مضغ الطعام

المضغ عامل أساسي عند تناول الطعام: 6 خطوات للقيام بذلك بشكل صحيح

(توضيحية)

عندما كنا أطفالا، كثيرا ما كان يُطلب منا مضغ الطعام بشكل كافي دون أن نكون مدركين لفوائده. وعندما كبرنا بدأنا نكتشف أهميته شيئًا فشيئًا، فأثناء تناول الطعام قد تفكر في جميع العمليات التي يمر بها طعامنا في الأمعاء والمعدة، ولكن هل تعلم أن العملية الهضمية بأكملها تبدأ في فمك أثناء مضغ الطعام؟

هناك الكثير من الأشياء التي يقولها الخبراء عن المضغ، النصيحة الأكثر شيوعًا هي مضغ الطعام 32 مرة قبل بلع الطعام، إن مضغ طعامك بشكل صحيح يسمح لجسمك بامتصاص العناصر الغذائية بشكل كامل ويقلل من الأعراض السلبية مثل الغازات والانتفاخ والانزعاج المعوي. وكل ما أكلت بشكل أبطأ شعرت بالشبع لفترة أطول، ما قد يساعد على منع الإفراط في تناول الطعام وبالتالي زيادة الوزن.

يعد المضغ السليم أمرًا بسيطًا، فمن خلال استخدامك لبعض الإستراتيجيات السهلة ستتمكن من الإبطاء والتركيز على القيام بذلك بالطريقة الصحيحة قبل ابتلاع طعامك.

ما هي المدة المناسبة لمضغ الطعام؟

ما هي المدة المناسبة لمضغ الطعام؟

تختلف المدة المناسبة لمضغ الطعام من شخص إلى آخر وفقًا للكثير من العوامل أبرزها:

  • نوع الطعام المتناول.
  • عمر الشخص سواء إن كان طفلًا أو مراهقًأ أو في مرحلة الشيخوخة.
  • حالة الفم والأسنان.

وعلى الرغم من اختلاف الحالات ولكن أجمع الكثير من الأطباء على أن مدة المضغ يجب ألا تقل عن 30 ثانية لكل قضمة.

إيجابيات مضغ الطعام بطريقة صحيحة

تبدأ عملية هضم الطعام من الفم عن طريق المضغ بطريقة صحيحة، إذ تتمثل إيجابيات المضغ الصحيح في الآتي:

  • تجنُّب حرقة المعدة وارتجاع المريء

يعاني عدد كبير من الأشخاص من الشعور بعدم الراحة بعد تناول الطعام ظنًا منهم أن المشكلة في نوع الطعام المتناول، ولكن هل تعلم أن معظم مشاكل ارتجاع المريء وحرقة المعدة يرجع إلى عدم مضغ الطعام بطريقة صحيحة والتسرع في ابتلاع الطعام دون هرسه بشكل كامل بواسطة الأسنان، لذلك ترتدّ الأحماض والسوائل الموجودة في المعدة إلى المريء الأمر الذي يتسبب في ألم شديد وارتجاع في المريء.

  • المساعدة في فقدان الوزن

تعمل المعدة عن طريق إشارات معينة يصدرها المخ إليها أثناء عملية تناول الطعام، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن العقل يحتاج إلى 20 دقيقة منذ بداية تناول الطعام حتى يسجل الشعور بالامتلاء فيقوم بإرسال إشاراته إلى المعدة بالتوقف عن الأكل، لذلك يساعد مضغ الطعام بشكل صحيح وببطء على وصول هذه الإشارات من المخ إلى المعدة بعد مرور 20 دقيقة منذ بداية تناول الطعام فيشعر الشخص بالشبع من خلال تناول كمية أقل بشكل أبطأ وبطريقة مضغ أفضل، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على فقدان الوزن.

  • تحسين الهضم بشكل مثالي

تقوم المعدة بإفراز مجموعة من الإنزيمات والأحماض التي تساعد على هضم الطعام، وفي حالة عدم مضغ الطعام بشكل صحيح ينزل في المعدة قطع كبيرة من الطعام تحتاج مجهودًا أكبر لمحاولة هضمها ما يدفعها إلى إفراز كمية أكبر من الأحماض للمساعدة في عملية الهضم، لذلك في حالة مضغ الطعام بشكل سليم يكون حجم قضمات الطعام أصغر فيسهل هضمها.

  • تجنب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

يُطلق على مرض السكري من النوع الثاني اسم "مقاومة الأنسولين"، وقد أشار عدد من خبراء التغذية إلى أن أحد أسباب الإصابة بهذا المرض يرجع إلى تناول الطعام بشكل سريع دون مضغ سليم، ما يجعلهم عُرضة أكبر بمرتين ونصف للإصابة بهذا المرض من الأشخاص الذين يقومون بمضغ الطعام بشكل صحيح وتناول الطعام ببطء، والسبب في ذلك يعود إلى أنه في حالة تناول الطعام بسرعة دون مضغ جيد يرتفع مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ فيعجز الجسم عن امتصاص الجلوكوز بشكل جيد.

  • حل مشاكل القولون

يُعتبر القولون من أكثر الأعضاء التي تسبب إزعاجًا كبيرًا لصاحبها في حالة الإصابة بالتهاب القولون أو انتفاخه، لذلك في حالة مضغ الطعام بشكل جيد في الفم يختلط الطعام بالإنزيمات الموجودة في الفم والتي يُطلق عليها اسم إنزيمات Ptyalin والتي بدورها تقوم بتفكيك الطعام وتحويله إلى جزئيات بسيطة تمر على المعدة ومنها إلى الأمعاء دون التسبب في أي انتفاخات في القولون أو التهابات يصاحبها ألم شديد ومزعج.

خطوات تساعدك على المضغ بطريقة صحيحة

إليك 6 خطوات سهلة وبسيطة التي ستساعدك على تعلّم كيفية المضغ بشكل سليم:

  • تجنب أي مصدر إلهاء أثناء تناول الطعام

تجنب أي مصدر إلهاء أثناء تناول الطعام

يجد الكثير منا متعة عند تناول الطعام أمام التلفاز أو شاشة الكمبيوتر أثناء مشاهدة الفيلم المفضل، ولكن هذه العادة قد تكون سببًا رئيسيًا في عدم تركيزك في طريقتك في مضغ الطعام، لذلك حاول في البداية تجنب أي مصادر للإلهاء أثناء تناول الطعام حتى يكون كامل تركيزك في طريقة مضغ الطعام ووقت المضغ.

  • مضغ كل قضمة ما لا يقل عن 10 مرات

ذكرنا مسبقًا أنه أثناء تناول الطعام يقوم الفم بإفراز مجموعة من الإنزيمات التي تساعد على تفكيك الأكل وهرسه إلى قطع صغيرة، لذلك حاول مضغ الطعام بما يتراوح بين 10 إلى 15 مرة قبل ابتلاعه.

  • استخدم لسانك لتحريك الطعام في الفم

يساعد اللسان في تحريك وتقليب الطعام داخل الفم الأمر الذي يضمن وصول جميع أجزاء الطعام إلى الأضراس لطحن الأجزاء الكبيرة وتحويلها إلى قطع صغيرة يسهل ابتلاعها، ولكن يجب الحرص على عدم عض لسانك أثناء المضغ أو تناول لُقَمٍ كبيرة، لأنه طحن الطعام لن يكون متساويًا.

  • استمر في مضغ الطعام حتى يصبح سائلًا

تختلف قابلية الأطعمة لعدد مرات المضغ التي تحتاج إليها كي تتحول إلى صورة سائلة يسهل ابتلاعها، لذلك تأكد من تحول جميع الطعام الموجود في فمك إلى حالة سائلة تمامًا يسهل ابتلاعها وعدم وجود قطع صلبة أو مقرمشة أو أجزاء أكبر من غيرها.

  • تقسيم الوجبة إلى قطع صغيرة

تقسيم الوجبة الكبيرة إلى قطع صغيرة تتناسب مع حجم الشوكة أو الملعقة يساعدك على مضغ كل قضمة بشكل كامل وببطء أكبر، الأمر الذي يتيح لك سرعة الإحساس بالشبع وتناول كمية أقل من الطعام، بالإضافة إلى أن ترك أدوات المائدة مثل الشوكة والسكين بعد كل قضمة يساعدك في التركيز بشكل أكبر على طريقة مضغ الطعام والاستمتاع به وإجبارك على الإبطاء في تناول وجبتك.

  • أبق على فمك مغلقًا أثناء المضغ

تُعتبر هذه الخطوة سلوكًا جيدًا ونصيحة صحية للمضغ السليم في نفس الوقت، فالحفاظ على الفم مغلقًا أثناء المضغ يمنع الهواء من الاختلاط بالطعام الموجود في الفم، ما يؤدي إلى عدم الإصابة بأي غازات أو انتفاخات في القولون قد تسبب إزعاجًا لصاحبها.

تناول الطعام ليس فقط أمرًا أساسيًا للبقاء على قيد الحياة وإمداد الجسم بالطاقة للقيام بالأعمال والأنشطة اليومية، ولكنه متعة كبيرة يسعى الكثير إلى الاستمتاع بها عن طريق تجربة أطباق مختلفة ووصفات متنوعة، وعلى الرغم من هذه المتعة الكبيرة التي يقدمها الطعام لمحبيه، إلا أنه يجب الالتفات إلى أهمية المضغ بطريقة صحيحة حتى لا تتحول هذه المتعة إلى مشاكل صحية كبيرة في الهضم.

التعليقات