13/02/2018 - 18:31

قيمة الحب والقلوب الحمراء

هل بات الحب يخضع للعرض والطلب مثل باقي السلع الأخرى، يشرى ويباع، كيف نزرع قيمة الحب الحقيقية في أبنائنا

قيمة الحب والقلوب الحمراء

(الصورة من موقع خبر وكالة خبر الفلسطينية)

إن كان لا بد من الاحتفال بعيد الحب ، الذي يصر العالم كله بتلوينه بالأحمر والدببة والقلوب المصنوعة من فراء وستان، توزع الورود الحمراء ويكثر بيع المجوهرات ويبدأ التنافس على جلب الهدايا والحلوى، والمطاعم والمشروبات، وتكثر الشركات التجارية من إعلاناتها التجارية لترويج بضائعها، وتتزين المحال التجارية بكلمات الحب، ومما يجدر ذكره أن الأولاد في المدارس أيضا يجري تثقيفهم وتحضيرهم وجمع النقود منهم لاقتناء هدايا أو ورود، حيث بات هذا العيد تجاريا من الدرجة الأولى تنافسيا من ناحية اقتصادية واجتماعية.

ما فائدة الذهب والقلوب الحمراء، ما دامت قلوب البشر تدمى وتدمع

ماذا يقول القديس فالنتاين حين لا يخضع جزء كبير في هذا العالم لمراسيم عيد الحب،حين يقبعون في العراء ويموتون جوعا وتشردا وذلا، هل يسكن الحب فقط في بيوت أناس يبذخون في "عروض الحب" الصاخبة.

هل بات الحب يخضع للعرض والطلب مثل باقي السلع الأخرى، تشرى وتباع.

هل بات هنالك كبسة زر تعمل بالحاكوم لكي يكون فيها حب أو لا يكون.

السؤال المطروح، إذا كان لا بد من هذا اليوم في ال 14 من شباط من كل عام، الذي نتذكر فيه أنه توجد قيمة مهمة اسمها الحب، كيف يمكن بأن نستفيد منه كأهل لنربي أولادنا على الحب الحقيقي ، ونزرعه فيهم بذرة وجذورا لهذه القيمة لتمتد لسنوات في أيامهم وحياتهم وليس في هذا اليوم فقط.

ما فائدة أن يرى الأولاد الأهل طيلة العام في شجار ومشاحنات وعدم احترام، وفي يوم الحب يتبادلون الهدايا، واليوم الذي يليه ينتهي الأمر، ألن يدركوا أن هذا الحب هو مصطنع والعيد مصطنع والقيمة مخطوءة.

أيها الوالدين استغلوا هذا اليوم لكي تشرحوا لأولادكم بأن الحب هو القيمة العليا التي يطمح للوصول إليها كل شخص وتسيره في الحياة وليس مقتصرا على العشاق والمتزوجين فقط. فبدون الحب لا يمكن ان ينمو لدى الأولاد روح الإبداع والنجاح.

اقتراحات:

  • يمكن استغلال هذا اليوم لتحضير وجبة أكل يحضرها كل فرد من أفراد العائلة معا في البيت في جو حميمي ومتعاون ودافئ .
  • تحفيز الأولاد لصنع هدايا رمزية، كل حسب جيله، من مواد بسيطة ورخيصة الثمن من إبداعهم، وتقديمها لبعضهم البعض .
  • ممكن زيارة دار الجد في هذا اليوم والتعبير لهم عن مشاعر الحب الصادقة (الكلمات الدافئة تغني عن أية هدية، قيمتها مادية ولا تصل بصدقها لمتلقيها).

أهدي وردة وحبا وعرفانا لكل أسير، وجريح وشريد وميتم لكل من يفتقد الحب في أحلك الليالي. كل الحب...

 

التعليقات