16/10/2010 - 15:45

جـرثـومـة جـديـدة «مخيفـة»... تقـاوم المضـادات الحيويـة

التهابات المسالك البولية، والالتهاب الرئوي، والأمراض الشائعة الأخرى التي تسببها جراثيم، تحمل نوعاً جديداً من الجينات لديها القوة لتدمير المضادات الحيوية، وتثير المخاوف من جيل جديد من الجراثيم.

جـرثـومـة جـديـدة «مخيفـة»... تقـاوم المضـادات الحيويـة

التهابات المسالك البولية، والالتهاب الرئوي، والأمراض الشائعة الأخرى التي تسببها جراثيم، تحمل نوعاً جديداً من الجينات لديها القوة لتدمير المضادات الحيوية، وتثير المخاوف من جيل جديد من الجراثيم.

«أن دي أم-1» أو «نيودلهي ميلتو - ب - لاكتاماس 1»، إنزيم خطير جداً يجعل الجراثيم قادرة على مقاومة مجموعة واسعة من المضادات الحيوية، بما فيها أقوى المضادات الحيوية «كاربوبينيمز»، التي تستخدم لإنقاذ المرضى الذين لا تستجيب التهاباتهم للمضادات الحيوية القياسية.

وينتمي الجين الجديد لعائلة جراثيم يصعب القضاء عليها وعلاجها، لكن قدرتها على التأثير على البكتيريا المختلفة وجعلها مقاومة للعديد من الأدوية تمثل تطوراً مثيراً للقلق في مجال مكافحة الأمراض المعدية.
كيف برزت وانتشرت هذه الجرثومة؟

أولاً، تم رصدها في نيودلهي في الهند، ثم انتقلت العدوى إلى الولايات المتحدة، وبريطانيا بالإضافة إلى دول أخرى عبر «السياحة الطبية» أي الأشخاص الذين يبحثون عن عمليات جراحية أقل تكلفة. وبإمكانها أن تنتقل من شخص لآخر، وقد تطورت في الهند بسبب سوء الصرف الصحي ما يخلق بيئة خصبة لتكاثر الكائنات الدقيقة الجديدة. وقال المتخصص في الأمراض المعدية في جامعة «كاليفورنيا» براد سبيلبيرغ ان «المشكلة قد تبدو صغيرة لكن التأثيرات كبيرة جداً، إنها أسوأ الكوابيس». الجرثومة المقاومة «نيودلهي ميلتو - ب - لاكتاماس 1» تم تشخيصها أولاً في العام 2008، لدى مريض سويدي عولج في نيودلهي. ثم تم تشخيصها لدى ثلاثة مرضى أميركيين كانوا في الهند وتلقوا علاجهم هناك وتعافوا.

وتسببت الجرثومة بالتهابات رئوية لدى المريض السويدي، كما وجدت في احد المضادات الحيوية في جسده وتدعى «إسشيريشيا كولي». وتتسبب في التهابات في المسالك البولية والمعدة والأمعاء. كما تم تحديدها في الكثير من الجراثيم الأخرى ومنها السالمونيلا. ويخشى الخبراء من تتبع الجراثيم مسار سابقاتها المقاومة لعدد من الأدوية فتصبح آفة مشتركة في المراكز الطبية، وربما بين الأصحاء.

وحتى الآن، لم تنتقل هذه الجرثومة إلا عبر السعال أو العطس. ويمكن أن تنتشر الجرثومة عبر طرق أخرى كمجاري المياه الملوثة، والمعدات الطبية، والتراخي في النظافة الشخصية كغسل اليدين بطريقة غير كافية.

وبالرغم من أن الكثير من المرضى تعافوا لكن من غير الواضح كم من الناس لقوا حتفهم وما هو معدل وفيات الأطفال جراء الجرثومة. ولفتت تقارير إلى ان الجرثومة رُصدت في أستراليا وكندا وألمانيا وفرنسا وهولندا والنمسا وهونغ كونغ واليابان وسنغافورة وتايوان وعمان وكينيا.

أما الجذور الأولية لنشوء الجرثومة فحساسة سياسياً. فالحكومة الهندية أدانت كل التقارير التي قالت ان الخلل نشأ في الهند، متهمة شركات الأدوية الغربية بأنها لفقت القصة لضرب «السياحة الطبية» في الهند، التي تجذب أكثر من 450 ألف مريض سنوياً، قد تدر عوائد سنوية تبلغ 2.4 مليار دولار بحلول 2012.

التعليقات