31/10/2010 - 11:02

الصحة العالمية تحذر من انتشار أوسع لفيروس إنفلوانزا الطيور

منظمة الصحة العالمية تحذر من انتشار فيروس إنفلوانزا الطيور وتهديده لحياة الإنسان على نطاق واسع، لكنها قالت إن الخطر الأكبر لا يزال يكمن في آسيا وظهور الفيروس في أوروبا يعقد الأزمة!

الصحة العالمية تحذر من انتشار أوسع لفيروس إنفلوانزا الطيور
حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار فيروس إنفلوانزا الطيور وتهديده لحياة الإنسان على نطاق واسع، لكنها قالت إن الخطر الأكبر لا يزال يكمن في آسيا.

واعتبرت المنظمة أن ظهور الفيروس في أوروبا يعقد الأزمة ويكشف عن صعوبة المواجهة. في غضون ذلك أعلن في اليونان عن بدء فحوصات واختبارات مكثفة للتأكد من تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس يعتقد أنها انتقلت من تركيا.

من جهة أخرى بدأ وفد يمثل الاتحاد الأوروبي مباحثات في تركيا اليوم الاثنين لبحث مساعدة أنقرة على مواجهة إنفلوانزا الطيور التي بدأت تنتشر بشكل واسع غربي البلاد.

وقد أعلنت تركيا في وقت سابق أن نحو ألف دجاجة نفقت بالقرب من الحدود مع إيران مصدرها من غربي البلاد حيث اكتشفت حالات من الإصابة بإنفلونزا الطيور.

جاء ذلك في وقت أكد فيه مسؤولون أتراك أن خطر العدوى من الطيور بالنسبة للبشر قد زال مع انتهاء فترة الحضانة لفيروس إنفلونزا الطيور. وحددت السلطات الفيروس في تركيا على أنه من سلالة "إتش 5 إن 1" وهو نفس الفيروس الذي قتل أكثر من 60 شخصا في آسيا منذ عام 2003، وأجبر السلطات على التخلص من ملايين الطيور.

وكانت مخاوف من انتشار المرض في أوروبا قد ظهرت بقوة مع إعلان رومانيا عن أن الفيروس الذي تم رصده في البلاد هو نفسه فيروس "إتش 5 إن 1" الخطير الذي قتل 60 شخصا في آسيا.

يشار في هذا الصدد إلى أن فريقا من الخبراء بالاتحاد الأوروبي يقوم في نفس الوقت بزيارة بلغاريا ورومانيا لبحث التنسيق ومنع انتشار الفيروس.


من جهة أخرى رصد باحثون نسخة من فيروس "إتش 5 إن 1" المسبب لإنفلونزا الطيور مقاومة لدواء تاميفلو الذي يعتبر العلاج الرئيسي المتوفر حاليا لعلاج المرض ويتم تخزينه في العالم خشية انتشار وبائي.

وقال الباحثون الدوليون في مقال نشرته مجلة "نايتشر" العلمية البريطانية إن هذه النسخة عزلت في فبراير/شباط 2005 لدى فتاة فيتنامية في الرابعة عشرة من عمرها. ويشتبه العلماء في أن الفتاة التي شفيت من المرض التقطت العدوى من أخيها وليس من طيور مصابة.

ويعتبر دواء تاميفلو قادرا على التخفيف من أعراض المرض ومن مدته وبالتالي من نسبة الوفيات التي قد تنجم عنه إذا ما تم تناوله في اليومين الأولين للإصابة.


بعد مئة سنة من اكتشافه للمرة الاولى في ايطاليا، احدث فيروس انفلونزا الطيور، او بالاحرى النوع المسمى «اتش5آن1» منه، موجة وباء فتّاك بين الدواجن عالمياً لم يقدر البشر على احتوائها لحد الآن.

وعلى رغم شراسة فتكه بالطير، فانه لم يعف عن الانسان. ولقد اصاب 114 شخصاً في سنتين قضى منهم 64 شخصاً. قد يبدو العدد صغيراً، ويشير الى ان قدرة الفيروس على اصابة الناس، محدودة راهناً، اضافة الى انه لا ينتقل من انسان الى آخر، وتحدث بصعوبة بالغة.

وفي المقابل، تسود خشية من ان يطوّر الفيروس نفسه، بمعنى ان تحدث قفزات مفاجئة في تركيب جيناته. وحينها، قد يمتلك القدرة على اصابة البشر، بمعنى ان يصبح قادراً على الانتقال بسهولة من الدواجن الى البشر، وكذلك على الانتقال من انسان الى آخر. وحينها، يصبح الوضع اكثر من كارثي، او حتى ابوكاليبسي. عندها، سيواجه البشر فيروساً جديداً كلياً، لم يُصابوا به من قبل. ولا تحتوى اجسادهم على تجارب ولا مكوّنات، للتعامل مع الفيروس المُفترض وصدّه. النتيجة؟ اذا حدث الاسوأ، تتحدث «منظمة الصحة العالمية» عن مئات ملايين القتلى عالمياً. وليس حديثها جزافاً. لقد قتلت الانفلونزا الاسبانية (1918) نحو خمسين مليون شخص في العالم.

وتوصل العلماء أخيراً الى معرفة تركيب ذلك الفيروس. وتبيّن انه نشأ في الطيور، ثم حدث تغيير مُفاجئ في تركيب جيناته، فصار مُعدياً للانسان.

وهنا يجب القول ان العالم شهد موجتين عالميتين لفيروس الانفلونزا، عامي 1957 و1968، اقل قوة من موجة 1918 بكثير. وقد تبين انهما حدثتا بأثر من امتزاج فيروس الانفلونزا عند الانسان مع نظيره عند الطيور. اذاً فالخشية الكبرى هي من حدوث طفرة في جينات فيروس «اتش5آن1»، تجعله مُعديّاً للبشر. كل هذا اذا... اما راهناً، فان الفيروس «اتش5آن1» لا يصيب البشر الا بصعوبة. وقد اعلنت تركيا انه لم يُصب أياً من البشر في منطقة مينياس، التي ضرب الفيروس المذكور طيورها، بفعل انتقاله مع اسراب الطيور المهاجرة. هذا يطمئن، ولو قليلاً. ولنتذكر ايضاً ان تلك الاصابات حدثت في دول آسيوية، تضم قائمتها الصين (مهد الفيروس الفتّاك) وكمبوديا واندونيسيا واليابان وكازاخستان وكوريا ولاوس وماليزيا ومانغوليا والفيليبين وتايوان وتايلاند وفيتنام اضافة الى روسيا.

وتضم تلك الدول الاف ملايين البشر. وتُربى الدواجن في الكثير منها في ظروف الانتاج المُكثف الآسيوي، أي بتوظيف كبير للعنصر البشري للتعويض عن العنصر التكنولوجي، الذي يتسيد الاساليب الغربية في ذلك المجال. والمعلوم ان التربية المكثفة للحيوانات الداجنة، عموماً، لعبت دوراً في اكثر من وباء، وخصوصاً الحمى القلاعية وجنون البقر. وقد حدث الوباءان الاخيران في ظروف التربية المُكثفة الغربية المتصفة بالتكنولوجيا العالية!

التعليقات