31/10/2010 - 11:02

العلكة أنسب أداة لمنع آلام العمليات الجراحية

العلكة أنسب أداة لمنع آلام العمليات الجراحية
درجت الدكتورة جان لوهمان وهي طبيبة طوارئ بقسم الإسعاف بمستشفى الأطفال في سان لويس على اختطاط نهج علاجي مغاير لما ينتجه الأطباء الذين يستخدمون الإبر والأنابيب الوريدية لتخدير صغار المرضى والأطفال الصغار الذين يتعرضون لاصابات الحوادث والكسور.

وتعد هذه الطبيبة البالغة من العمر 38عاماً من الرواد في تبني توجه جديد لازالة الآلام المبرحة لدى الأطفال الممتلئين رعباً وتهدئة روعهم باستخدام اكسيد النترات (غاز مخدر)، حيث ترى هذه الطبيبة، وهي مواطنة من الينوي ان هذا الغاز أسرع من المواد التي تحقن عن طريق الوريد فضلاً عن أنه ناجع وعلى نفس الدرجة من الفعالية التي تتمتع بها تلك المواد، ويحول دون استخدام الابر الموجعة والمرعبة للأطفال، كما أنه يفضي إلى طمأنة الوالدين وإراحتهما أثناء قيامهما بامساك يدي طفلهما..

وفي هذا الإطار، تؤمن الدكتورة جان بشدة في جدوى العلكة لجبر ما انكسر من عظام.. فعندما جاءت نويل بروكيت البالغة من العمر 15عاماً إلى المستشفى إثر كسر ذراعها في حادث دراجة هوائية، توجهت إليها الدكتورة بسؤال عما إذا كانت تحب العلكة، فردت نويل بالإيجاب لتبادر الدكتورة على الفور بتعطير كمامة الغاز بعبير العلكة وكبس الكمامة في وجه المريضة..

وبمجرد أن بدأ أكسيد النترات في الانسياب، بدأت نويل تشعر بالراحة والاسترخاء، وظلت تتجاذب أطراف الحدث مع الطبيبة جان بينما كان اثنان من الاختصاصيين في جراحة العظام يقومان في غضون ذلك بإعادة العظم المكسور إلى موقعه في إجراء كا
ن يؤدي في الغالب إلى استثارة الدموع فتنهمر مدراراً مع صرخات الألم المبرح والممعن.. بيد ان نويل لم تشعر بأي من ذلك.

وقد تحدثت لاحقاً فقالت: "شعرت مرتين بشيء ما ولكنه لم يكن مؤلماً". أما الدكتورة جان لوهمان، فقد تحدثت عن تجربتها قائلة: "عندما بدأت العمل هنا قبل 13عاماً، كنت أتجول في ردهات المستشفى جيئة وذهاباً فأسمع أنَّات الأطفال وصرخاتهم".

وهذا زمن ولَّى إلى غير رجعة في مستشفى الأطفال في سان لويس - فقد أصبح من المألوف حالياً أن يستخدم أكسيد النترات لتسكين الآلام وتلطيف الأوجاع لدى الأطفال الذين يعانون من الجروح والإصابات الطفيفة بل وحتى الذين يدخلون في آذانهم أشياء وقطعا صغيرة.


ويلجأ الأطباء أولاً إلى تطبيق تخدير موضعي بإبرة متناهية الصغر وبالغة الدقة لدرجة أن الأطفال الصغار لا يلاحظونها.. دعك عن أن يشعروا بها.. وعندما وسَّع كل من الدكتورة جان لوهمان وشريكها الدكتور روبرت كيندي من نطاق استخدام أساليبهما الرامية إلى تخفيف آلام الأطفال، أخذت المستشفيات الأخرى على نطاق الدولة علماً بذلك.

وكان من بين الأطباء الذين تحولوا إلى استخدام أكسيد النترات الدكتور ويليام زمبسكي بمستشفى كونيكت في هارتفورد والذي وصف الأسلوب الجديد بأنه تغيير طفيف ولكنه يمثل تحولاً جذرياً بالنسبة للأطباء الذين دأبوا على التخلص من الصرخات غير المرغوب فيها الصادرة عن المرضى من الأطفال الصغار بطريقة تقليدية..

وفي هذا الصدد يقول الدكتور زمبسكي: درج الأطباء على اجراء التشخيص قبل الاقدام على أي اجراء آخر لمعالجة الآلام مخافة احتجاب السبب الرئيسي للألم.. برغم ان هذه النظرية قد تم تجاوزها في الوقت الحالي.

ووفقاً للدكتور جان، فإن علاجات الآلام لم يتم تجريبها على الأطفال حتى الآونة الأخيرة، حيث قالت: "ان الاستجابة العامة قبل عقد من الزمان كانت تتمثل في أن من المفترض أن الأطفال يبكون".

وقد تغير كل هذا في الوقت الحالي برغم أن اكسيد النترات لا يمثل الحل الناجع في جميع الحالات ذلك ان الأطفال يصابون بالدوار من وقت لآخر، وان واحداً من كل عشرة سوف يصاب بالغثيان والتقيؤ بسبب أكسيد النترات، بيد ان الدكتورة جان والتي اجريت لها عملية جراحية في مستشفى الأطفال لعلاج خلع في مفصل الورك عندما كانت في الصف السادس، تصر على ان الأسلوب "مأمون لأبعد الحدود وهي تكرس قدراً كبيراً من خبراتها وتسخرها للاهتمام بطفليها زاشاري وعمره 3سنوات، وميريت، وعمره سنتان، وذلك بالاشتراك مع زوجها سكوت لوهمان، وهو اخصائي جراحة أطفال، وعمره 40عاماً، والذي تزوج منها في عام 1995م. ففي العام الماضي كان المطلوب عمل غرزات لابنها زاشاري لجرح في جبهته أصيب وهو على متن طائرة اثناء هبوطها وبطبيعة الحال، اصرت لوهمان على استخدام اكسيد النترات معللة ذلك بأنها من اكبر الخائفين من الابر في العال.



التعليقات