23/08/2013 - 03:30

العين أدق من الأذن في الحكم على الموسيقى!

توصلت دراسة حديثة نشرتها دوريةPNAS إلى أن فوز عازف ما في إحدى مسابقات الموسيقى الكلاسيكية لا يعتمد فقط على البراعة الموسيقية للعازف، بقدر ما لطبيعة حضور الفنان على خشبة المسرح من دور بالغ الأهمية في تقييم الأداء الموسيقي له.

العين أدق من الأذن في الحكم على الموسيقى!

توصلت دراسة حديثة نشرتها  دوريةPNAS  إلى أن فوز عازف ما في إحدى مسابقات الموسيقى الكلاسيكية لا يعتمد فقط على البراعة الموسيقية للعازف، بقدر ما لطبيعة حضور الفنان على خشبة المسرح من دور بالغ الأهمية في تقييم الأداء الموسيقي له.

وقالت الدراسة إن هؤلاء الذي يشاهدون لقطات مصورة لمسابقات عزف البيانو يستطيعون اختيار الفائز بشكل أدق مقارنة بأولئك الذي يستمعون إلى الموسيقى فقط. وقال العلماء إن ذلك ما يؤكد هيمنة المؤثر البصري على إصدارنا للأحكام.

المؤثر البصري

ومن نتائج الدراسة أيضا أن خير أداة للتكهن بالقطعة الموسيقية الفائزة لأحد العازفين هي الاستعانة بالمؤثر البصري الذي يقدمه العازفون، يليه ما ينفرد به العازف من إبداع فني.

وكانت شيا جونغ ساي، بجامعة "يونيفرستي كوليدج – لندن"، وهي مشرفة على الدراسة وعازفة بيانو، قد آلت اهتماما بالطريقة التي يجري بها تقييم القطعة الموسيقية، وتوصلت إلى أن العازفين المحترفين لا يدركون أهمية الأداء المصاحب لعزف القطعة الموسيقية.

وقالت: "أدركت أن ذلك يعتمد في المقام الأول على الطريقة التي يقدم بها التسجيل الصوتي أو المرئي، لذا لا بد من وجود نتائج مختلفة، وهو ما قادني إلى السؤال بشأن أهمية المعلومات البصرية في اتخاذ قرارات مهمة."

ألف مشارك في الدراسة

يذكر أن ما يربو على ألف مشارك في الدراسة عرضت عليهم عينات إما صوتية أو لقطات فيديو صامتة أو لقطات فيديو مسموعة، وطلب منهم تقييم أبرز ثلاث مقطوعات من بين 10 في مسابقات دولية للموسيقى الكلاسيكية. واستطاع أولئك الذين اختيروا عشوائيا لقطات فيديو صامتة تحديد الفائزين في المسابقة على نحو صحيح.

وعندما شاهد متطوعون لقطات فيديو مصحوبة بصوت، كانت دقة الحكم أقل من الفرص المتاحة أمام من يستمعون إلى الصوت فقط دون صورة.

إدراك الميول

وقالت ساي إن النتائج كانت مدهشة للغاية لأن الموسيقيين المدربين وأولئك من غير المدربين قالوا إن الصوت لعب الدور الأهم في تقييمهم. وأضافت: "بغض النظر عن مستويات الخبرة، ما زال يبدو أن المعلومات المرئية هي التي تقودنا في المقام الأول، حتى في هذا المجال من الموسيقى."

وقالت: "التدريب على الموسيقى الكلاسيكية عادة ما يركز على تحسين جودة الصوت، غير أن هذا البحث يغوص في أعماق ما يجري حال تقييم أبرز أداء (موسيقي) خلال المنافسات."

وأضافت: "لابد أن نكون أكثر إدراكا لميولنا من حيث الاعتماد على المعلومات البصرية على حساب المحتوى الموسيقي محل التقييم في اتخاذ قراراتنا."

وقالت إن النتائج تحمل دلالات قد تؤثر في مجالات أخرى في الحياة تعتمد إلى حد كبير على عنصر المؤثرات البصرية، مثل الاستعانة بأيد عاملة مستأجرة أو اختيار قادة سياسيين.

التأثر بما يشاهد أكثر من المسموع

وقالت ألكسندرا لامونت، لدى جامعة "كيلي" البريطانية، وهي عالمة في علم النفس الموسيقي، معلقة على الدراسة، إنها تؤيد نتائج سابقة تفيد بأن مستمعي الموسيقى يتأثرون أكثر بما يشاهدونه أثناء العزف المباشر الذي يقدمه عازفو البيانو المهرة.

وقالت: "يشعر المشاركون على نحو متزايد أن الصوت هو العامل الأبرز تأثيرا في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعازفين، لذا فهو يشير إلى أننا نستخدم المؤثر السائد في أحكامنا حتى وإن كان غير مساعد إلى حد كبير."

وأضافت إن ذلك يؤكد أن الأحكام لا تخضع لجنس العازف وعرقه بقدر ما "يعتمد الأمر برمته على طريقة عزف العازف."

التعليقات