30/01/2014 - 14:56

لأول مرة: المصادقة على تطوير أدوية من أصل نباتي بمعايير صارمة

"الأنطاكي" تجتاز شروط لجنة التحكيم التابعة للعالم الرئيسي في وزارة التجارة والصناعة، وأن تحظى بالدعم لتطوير دواءين من أصل نباتي..

لأول مرة: المصادقة على تطوير أدوية من أصل نباتي بمعايير صارمة

في سابقة علمية لافتة، وتتويجا لجهود بحثية متواصلة، ولأول مرة في البلاد تمكنت شركة الأنطاكي - بيليف من اجتياز شروط لجنة التحكيم التابعة للعالم الرئيسي في وزارة التجارة والصناعة، وأن تحظى بالدعم لتطوير دواءين من أصل نباتي (Botanical Drugs) لعلاج مرض الباسور وحصى الكلى، وذلك وفقا للمعايير الصارمة لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية.

وتأتي أهمية الموضوع بكونه يمثل الحالة الأولى في البلاد فيها ينجز ويراكم باحثون قدرا عاليا من الأسانيد العلمية لتصبح كافية للدخول في مسار تسجيل المستحضر النباتي كدواء عالمي كشأن الأدوية الكيماوية.

وفي حديثه مع موقع عــ48ـرب، قال الدكتور عمر سعيد، المؤسس والمدير االعلمي لشركة الأنطاكي، إنه منذ بداية انطلاق المشروع حددت مهمته على النحو التالي:

"التحدي الأساسي هو المحافظة على الموروث الطبي العربي الإسلامي، واستعادة ما تساقط منه أو اختفى، ودراسته علمياً وإخضاعه للتجربة العلمية البحتة، وعصرنته وإعادة إنتاجه بما يتناسب مع احتياجات السوق العالمي المعاصر في سياق تجانس الأصالة مع الحداثة. هذا التحدي يتضمن استخدام كنوز التراث التي لم تدرس ولم تتم الإفادة منها بواسطة بحوث كان يفترض أن تتم على المستوى العربي الرسمي والأكاديمي، وتوظيف هذه المعرفة لتطوير منتوجات عصرية بحيث تتم إعادة الاعتبار من خلال هذه المنتوجات إلى التراث الأصيل المنسي، والذي يظنه كثيرون – للأسف – خالياً من الفائدة".

وأضاف أن الدخول إلى عالم الدواء النباتي يعتبر مرحلة نوعية وهامة في حياة أي شركة تطوير وأبحاث، خاصة وأن استيفاء الشروط والمعايير المطلوبة هي مسألة صعبة للغاية، وتستلزم مجهودا علميا متميزا يتماشى مع أعلى المواصفات الدوائية المرعية. من هنا فليس من السهل لأي مركز أبحاث أو شركة أن تتجاوز هذه المرحلة، ولهذا لم تتقدم أي شركة في البلاد إلى تسجيل دواء نباتي حتى الآن بما فيها كبرى الشركات، حيث اكتفى الجميع بتسجيل المستحضرات الطبيعية والعشبية كمكملات غذائية وكريمات تجميلية أو وظيفية.

وأكد في هذا السياق على أنه "من هنا، فنحن نكون أول من تجاوز هذا الحاجز المعرفي، وانتقل إلى رحاب الدواء النباتي، حيث يعني ذلك أنه في حالة نجاحنا في استكمال كافة الأشواط المتبقية فإن هذين الدواءين  سيصبحان أدوية عالمية ويمكن لكل طبيب أن يصفها لمرضاه في كل أنحاء العالم".

وأضاف أنه قد يكون مفهوم "الدواء النباتي" غير معروف لدى الغالبية، لذا يمكننا اختصاره بأنه دواء من أصل نباتي، لكنه يخضع لكافة أنظمة ومعايير الدواء الكيماوي. فالدواء النباتي هو نطاق جديد تم ابتداعه من قبل FDA منذ حوالي عشر سنوات، وتنطبق عليه كافة الشروط والمستلزمات المتبعة في ترخيص الأدوية الكيماوية باستثناء أن المادة الفعالة ليست جزيئا وحيدا، وإنما مجموعة من المواد المتساندة والتي تعمل بشكل متجانس لإحداث أثر فرمكولوجي دوائي. وهي بهذا المعنى تستوجب دراسات حول السمية ودرجة الأمان، وضبط مجموعة المواد الفعالة بحيث يتم التحقق من وجودها بالمستوى المطلوب بكافة المراحل، وإثبات فعاليتها العلاجية وإخضاعها لتجارب سريرية على الإنسان، وذلك بعد أن يتم تصنيعها وفقا لشروط تصنيع المواد الدوائية الكيماوية.

وأشار د. سعيد إلى أن شركة الأنطاكي عملت على تطوير أكثر من عشرة أصناف دوائية نباتية مؤهلة للدخول لهذا العالم، لكنها قررت البدء بهذين المستحضرين لما يرافق ذلك تكلفة عالية وجهد مضني.

وعن طاقم الباحثين الذين ساهموا في تطوير هذين المنتجين، يقول الدكتور عمر سعيد: لا يمكن لباحث واحد أو لعدة باحثين التعامل مع هذه المشاريع الكبيرة دون الحاجة إلى تخصصات مناسبة تتجاوب مع كل مرحلة في مراحل البحث، ولهذا يمكن الإشارة إلى مجموعة من الباحثين الذين أسهموا جديا في هذا المشروع، ولهم أياد بيضاء يشهد لها أمثال الدكتور إياد خمايسي، د. زاهر أرملي، بروفسور بشار سعد، بروفيسور زيد عباسي، د. رياض أمين، د. احمد يزبك وآخرون، فضلا عن الطاقم الإداري والاستشاري منهم السيد أمين فارس والسيد هشام شاهين وغيرهما.

التعليقات