كيف تؤثر الألعاب الإلكترونية على طفلك؟

ما هي تأثير الألعاب الإلكترونية على طفلك؟ إدمان الأطفال للألعاب الإلكترونية يكون نتيجة تعود الطفل على ممارسة الألعاب الإلكترونية عبر وسائل تكنولوجية مختلفة بشكل دائم ومستمر

كيف تؤثر الألعاب الإلكترونية على طفلك؟

أصبحت التكنولوجيا بالنسبة لكثير من الأشخاص إدمانا لا يستطيعون العزوف عنه، فقد ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا المفرطة على تفكك الأسرة بشكل عام. فنلاحظ أنه عندما تتجمع الأسرة نجد أن كل شخص منها منشغلا في الهاتف المحمول الخاص به، ولا يتوقف الأمر عند الأشخاص الناضجين فقط، بل يلجأ الأطفال إلى مثل هذه الوسائل أيضا للعب عليها ومشاهدة برامج الأطفال دون يقظة وانتباه من الأم، والكثير لا يعرف المخاطر الصحية لهذه الوسائل التكنولوجية على صحة الطفل، بالإضافة إلى أنها تلهيه عن المذاكرة والاستمتاع بكل ما يناسب فترة عمره.

إدمان الأطفال للألعاب الإلكترونية يكون نتيجة تعود الطفل على ممارسة الألعاب الإلكترونية عبر وسائل تكنولوجية مختلفة بشكل دائم ومستمر، وهو ما يؤثر بشكل طبيعي على نشاطه اليومي الصحي كطفل، ويجعله في حالة انفصام عن الحياة العادية، بالإضافة إلى تعلقه الشديد بتلك الألعاب التي تسيطر على وجدان الطفل منذ يقظته وحتى نومه، فنجد الطفل يتعامل مع هذه الأجهزة المتقدمة باحتراف ويتصفح الإنترنت ويشاهد الفيديوهات، وأصبح هذا المشهد طبيعيا بالنسبة لأي فرد منا.

وإذا تطرّقنا إلى الأسباب التي تجعل من الطفل أسيرا لهذه الألعاب الإلكترونية سنجد أن هناك العديد من الأسباب على رأسها حالة القوة والنشوة التي يشعر بها الطفل من خلال ممارسة هذه الألعاب، والتي يفتقدها في الحياة اليومية، كذلك نجاح الألعاب الإلكترونية في أنها تقتل حالة الفراغ والملل التي يعاني منها الشخص خاصة في فترة ما قبل المراهقة، بالإضافة إلى رغبة الكثير في الهروب من الواقع بكل ما يحتويه من مشاكل وهموم، والتطرق إلى عالم الألعاب والفيديو جيم المرح، كذلك فإن هذه الألعاب تعمل على التجديد والتحفيز الدائم للشخص الذي تتقنه شركة إنتاج تلك الألعاب الإلكترونية والإحساس بروح الجماعة والفريق التي يشعر بها الفرد أثناء ممارسة الألعاب، وعلى رأس هذه الأسباب يأتي فشل الأسرة في التواصل الاجتماعي والإيجابي الفعال مع الفرد لذلك نجده يلجأ إلى مثل هذه الألعاب.

أما عن الأضرار التي تسببها تلك الألعاب الإلكترونية على الطفل، يقول أستاذ طب الأطفال، د. عماد سلامة، هناك ارتفاع كبير في نسبة استخدام ألعاب الفيديو جيم والموبايل لدى الفئة العمرية من الأطفال والشباب، وهذا يجعلهم عرضة لخطر الحرمان من النوم والاضطرابات التي ترتبط بالسمنة وأمراض القلب، مشيرا إلى أن بعض الأفراد تزداد لديهم فكرة إدمان تلك الألعاب، وهو ما قد يؤدي إلى قلة التفاعلات الاجتماعية، وارتفاع نسبة الإصابة بالتوحّد والانطوائية.

ويضيف قائلا، إن الألعاب الإلكترونية تشكل خطرا كبيرا على الأطفال لأنها من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بسبب الاندماج فيها وعدم النوم، مع زيادة معدلات السمنة، مشيرا إلى أنها تؤدي إلى مرض السكري من النوع الثاني مبكرا نتيجة للسمنة المترتبة من الجلوس لفترات طويلة أمام تلك الألعاب التي تجذب الأطفال من خلال قدرتها على التحفيز والاستمرار، لافتا إلى أن مدة النوم الطبيعية تعد مهمة جدا لتعزيز صحة القلب وعملية التمثيل الغذائي، منصحا بالتخلي عن تلك الألعاب الإلكترونية بالاتجاه إلى ممارسة الرياضة والقراءة بشكل منتظم، لأنها تقوي الجسم وتزيد من نسبة الإصابة بالأمراض، ومحاولة البحث عن شيء تحبه يكون مفيدا للصحة والجسم بعيدا عن الأجهزة الأإلكترونية.

وهناك بعض الآثار السلبية التي تسببها الألعاب الإلكترونية لصحة الإنسان، منها: آلام أسفل الظهر، وآلام الرقبة، مع ضعف في عضلات المثانة، مع كسل شديد في العضلات والشعور الدائم بالإمساك المزمن، بالإضافة إلى ضعف النظر والشكوى من آلام العين، كما أنها تؤثر على حياة الطفل الدراسية، وقلة التحصيل العلمي، كذلك من شأن هذه الألعاب أن تؤدي إلى اكتساب الطفل سلوكيات سلبية مثل العنف والعدوانية نتيجة طبيعة هذه الألعاب، كما أنها لا تفيد الأطفال الأقل من عامين، بل إن استخدامها يؤخر نمو المهارات اللغوية والتفكير ويؤدي إلى تأخر عملية الكلام، كما تؤدي إلى صعوبة في التعلم وعنف وعصبية مفرطة، بالإضافة إلى ضعف في قدرات الطفل في القراءة.

والسؤال هنا يتمركز حول كيفية علاج إدمان الطفل لمثل هذه الألعاب الإلكترونية التي أصبحت خطرا يهدد كل بيت بل ويهدد صحة الأطفال. لابد أن يكون التخلص من ذلك الإدمان تدريجيا من خلال تخصيص وقت معين للطفل لكي يلعب هذه الألعاب وبعدها يتم التخلص من اللعبة نهائيا، كذلك لابد من تعويض وقت فراغ الطفل بأشياء أخرى تفيده صحيا وعمليا، مثل الرياضة وتشجيعه على الاستذكار، ولابد للأهل من أن يقتربوا من الطفل في هذه المرحلة وزيادة التكاتف الأسري والاجتماعي. لابد من عدم استخدام العنف لإبعاد الطفل عن هذه الألعاب حتى لا يلجأ إلى أشياء أخرى أكثر منها خطورة، لذلك يجب مراقبة الطفل وأن تكون الأسرة صديقا للطفل حتى تنجح في حمايته من هذا الإدمان الخطر.

وتحذر الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال من قضاء الأطفال الأقل من عامين أي وقت أمام الشاشات، وإذا تحتم الأمر فلابد ألا يزيد الوقت عن 15 أو 20 دقيقة. أما فيما يخص الأطفال الأكثر من عامين، فينصح بعدم الجلوس لأكثر من ساعة أو ساعتين في اليوم.

اقرأ/ي أيضًا | دراسة: المولود لأم مدخنة أكثر عرضة لانفصام الشخصية

من ضمن طرق معالجة الأطفال، التحدث مع الطفل في الأشياء التي تجذبه في هذه الألعاب، والاتفاق معه على مشاهدة أشياء معينة، ويجب عدم السماح باستخدام الأجهزة التكنولوجية قبل النوم مباشرة حتى لا تؤثر على نومه، وكذلك عدم استخدامها أثناء تناول الوجبات.

التعليقات