"سناب تشات" تشعل الأسواق الأميركية

توقع محللون وخبراء أسواق مال، أداءً قياسيًا لأسواق الأسهم الأميركية بفعل الاكتتاب العام لشركة "سناب"، المالكة لتطبيق "سناب تشات"، وبدء التداول على السهم في بورصة نيويورك؛ وسيفتح شهية المستثمرين لضخ سيولة جديدة تعزز أداء المؤشرات والأسهم.

توقع محللون وخبراء أسواق مال، أداءً قياسيًا لأسواق الأسهم الأميركية بفعل الاكتتاب العام لشركة "سناب"، المالكة لتطبيق "سناب تشات"، وبدء التداول على السهم في بورصة نيويورك؛ وسيفتح شهية المستثمرين لضخ سيولة جديدة تعزز أداء المؤشرات والأسهم.

وأعلنت شركة سناب، صاحبة تطبيق "سناب تشات"، الأربعاء الماضي، طرح أسهمها للاكتتاب العام (عرض أسهم أو سندات شركة لبيعها لعامة الناس) في بورصة نيويورك، وحددت سعر السهم الواحد بـ 17 دولارًا، ومن المتوقع أن تصل القيمة السوقية للشركة 24 مليار دولار.

وبلغ سعر التداول على أسهم "سناب" في بورصة نيويورك أمس الإثنين، نحو 27.69 دولارًا بمكاسب جاوزت 2.4% عن أسعار إغلاق الجمعة.

وتهدف الشركة الناشطة في مجال التواصل الاجتماعي، إلى جني قرابة 3 مليارات دولار من عملية الاكتتاب التي طرحتها في خطوة تهدف لزيادة مصادر تمويل الشركة، بعد تعاظم خسائرها خلال الفترة الأخيرة.

وقال المحللون إن اكتتاب سناب شهد إقبالًا ملحوظًا من قبل مستثمرين ومؤسسات من معظم دول العالم، لا سيما بعد توقف الطروحات في قطاع التكنولوجيا بالسوق الأميركية لعدة سنوات، منذ طرح أسهم عملاقة التكنولوجيا "علي بابا" و"تويتر" و"فيسبوك".

وطرحت شركة "على بابا" الصينية العملاقة أسهمها ببورصة نيويورك في أيلول/ سبتمبر 2014، فيما كان الطرح العام لشركة "تويتر" للتواصل الاجتماعي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، وقبلها كان "فيسبوك" في أيار/ مايو 2012.

وكان طرح "علي بابا" وقتها، الأكبر في التاريخ بعدما نجحت الشركة جمع 25 مليار دولار، متفوقة في ذلك على شركة فيزا التي جمعت 17.9 مليار دولار عام 2008، وجنرال موتورز التي جمعت 15.8 مليار دولار عام 2010.

وقال مدير إدارة البحوث الفنية لدى "أرباح" السعودية لإدارة الأصول، محمد الجندي: "هناك إقبال قوي على اكتتاب سناب تشات في الأسواق الأميركية، وهو ما سيعزز أداء المؤشرات في الفترة القادمة، وقد يدفعها نحو مزيد من الارتفاعات القياسية."

وتداول مؤشر "داو جونز" الصناعي، لأسهم كبرى الشركات الأميركية في مطلع تداولات، أمس الإثنين، عند مستوى 20936.9 منخفضا بنسبة 0.33%، فيما هبط مؤشر "ناسداك" المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا، بنسبة 0.58% إلى 5836.86 نقطة.

وأضاف الجندي أنه "كان هناك شبه ركود في أداء أسهم التكنولوجيا، لكن الآن ومع بدء التداول على الوافد الجديد سنشهد نشاطًا ملحوظًا وأداء قوي لغالبية الأسهم بما فيها فيسبوك وتويتر."

وقال محلل أسواق المال العالمية، عمر بصير: "تشهد الأسواق الأميركية حالة نشاط غير معهودة خلال الفترة الحالية، ونعتقد أن اكتتاب سناب سيعزز من هذا الأداء، وقد نشهد ارتفاعات قياسية للمؤشرات في الجلسات القليلة القادمة."

وأضاف بصير أنه "ستسهم خطوة الطرح العام لأسهم سناب في جعل الشركة أكثر عالمية، كما سيؤمن لها تمويل إضافي بعد ارتفاع خسائرها في العامين الماضيين."

واتسع نطاق خسائر "سناب" العام الماضي وتباطأ نمو عدد المستخدمين، في ظل منافسة كبيرة من منافسين كبار مثل فيسبوك.

وأعلنت الشركة الأميركية مؤخرًا تكبدها خسائر بنحو 515 مليون دولار في 2016، على الرغم من تحقيق دخل تخطى الـ 400 مليون دولار، فيما بلغت خسارتها 382 مليون في 2015، بينما كان الدخل 59 مليون دولار.

وجاءت أكثر خسائر سناب من "رسوم الاستضافة" التي تدفعها لشركات الحوسبة السحابية لتخزين بياناتها على البنية التحتية لتلك الشركات، ومن المقرر أن تدفع الشركة ملياري دولار إلى جوجل على مدى الأعوام الخمسة المقبلة لاستخدام خدماتها في الحوسبة السحابية.

وأضاف بصير إن "سناب" ستصبح أول شركة أميركية تدرج في البورصة دون منح مستثمري سوق الأسهم حق التصويت حيث سيحتفظ مؤسساها بالسيطرة على الشركة.

سناب، المملوكة لكل من إيفان شبيجل وروبرت ميرفي، هي الشركة المالكة لتطبيق سناب تشات الذي يستخدمه أكثر من 158 مليون مستخدم نشط يوميا حول العالم، ويحظى بشعبية كبيرة بين المراهقين ويتيح للمستخدمين إرسال الصور والرسائل.

وتقول سناب، التي بدأت نشاطها في عام 2012 وتحقق معظم إيراداتها من الإعلانات، إن منافسيها هم: "آبل" و"جوجل" و"تويتر" و"فيسبوك" ومنصتها للتشارك في الصور "إنستاجرام".

التعليقات