ابتكار أقمار صناعية صغيرة سوف تحدث "ثورة اقتصادية"

يحمل العام المُقبل الكثير من الابتكارات التي سوف يُفصح عنها أو يتم إطلاقها بشكل رسمي، ويرى الصحافي والاقتصادي، تيم هارتفورد، أن أهم هذه الاختراعات سوف يكون إطلاق نسخة جديدة عن الأقمار الصناعية، بحجم يُمكن لطفل صغير أن يُحيطها بيديه

ابتكار أقمار صناعية صغيرة سوف تحدث

(UNSW)

يحمل العام المُقبل الكثير من الابتكارات التي سوف يُفصح عنها أو يتم إطلاقها بشكل رسمي، ويرى الصحافي والاقتصادي، تيم هارتفورد، أن أهم هذه الاختراعات سوف يكون إطلاق نسخة جديدة عن الأقمار الصناعية، بحجم يُمكن لطفل صغير أن يُحيطها بيديه.

وقال هارتفورد إن هذه الأقمار الصناعية سوف تكون مفيدة بشكل خاص، لتجار السلع، بسبب الصور التي تستطيع أن تلتقطها، إضافة إلى صغر حجمها وقلّة تكلفتها، مشددا على أنها سوف تُشكل ثورة اقتصادية في أنحاء العالم.

ولفت هارتفورد إلى أن الأقمار الصناعية التقليدية ضخمة، فيمتد طولها لبضعة أمتار لكن حجم ألواحها الشمسية يتساوى مع حجم حافلة. لكن قبل 20 عاما، قرر المحاضران في الهندسة، روبرت تويغز وجوردي بويج سواري، أن طلبة الدراسات العليا لديهم بحاجة إلى تحد جديد، فتحدوا طلابهم لبناء قمر صناعي لا يزيد حجمه عن صندوق للأطفال.

ووضع هذا التحدي، المعيار الأساسي لبناء هذا النوع من الأقمار الصناعية التي أُطلق عليها اسم "كيوب سات"، والتي يبلغ حجمها 10 سم مربع ضرب 11.35 سم، ومن المتوقع أن يتم إطلاقها في 2019.

وأشار هارتفورد إلى أن هذه الأقمار الصناعية ليست صغيرة الحجم فحسب، فإن تكلفة صناعتها وإطلاقها إلى الفضاء رخيصة، مما يُمكن الحصول على النوع الذي يحوم في مدار أرضي منخفض، لقاء 100 ألف دولار فقط، في حين أن القمر الصناعي التقليدي كان يُكلف صانعيه أكثر من نصف مليار دولار.

وأُسست شركة "بلانت لابز" الأميركية، التي طورت هذا التحدي من داخل أروقة الجامعة إلى جهاز ملموس، عام 2010، وصنعت حتى الآن أكثر من 200 قمر صناعي، ويُفترض أن يقوم هذا "السرب" من الأقمار الصناعية المكعبة، بالتقاط مليون صورة عالية الدقة يوميا، لتغطي بذلك جميع أنحاء العالم كل 24 ساعة.

وحول الفائدة الاقتصادية منها، قال هارتفورد إن تجار النفط سوف يتمكنون بهذه التكنولوجيا "المُسلحة" بكاميرات تلتقط صورا بالغة الدقة من الفضاء، من قياس امتلاء صهاريج النفط العائمة في الموانئ في جميع أنحاء العالم، عن طريق قياس طول ظلالها وإضافة لمسة من علم المثلثات.

وأضاف أن هذا التطور في تقدير كميات النفط يُمكن أن يعود على التجار بأموال طائلة. وهذا يسري أيضا على القمح والقهوة والصويا وأي شيء. ومن المتوقع أن تأخذ هذه التكنولوجيا، التنبؤ الاقتصادي إلى مستوى جديد، وسوف تنضج التكنولوجيا العام المقبل، في ما يسارع الباحثون الاقتصاديون إلى صقل مهاراتهم في التعامل مع هذه الأدوات.

 

التعليقات