الشركات التكنولوجية الكُبرى تتعاون مع قراصنة معلومات

ازداد خطر القرصنة في الآونة الأخيرة بسبب تزايد استعمال الأكسسوارات الموصولة بالإنترنت، حيث أنه يلجأ الشركات إلى خدمات "قراصنة معلوماتية ودّية" بهدف مهاجمة أنظمتها لرصد نقاط ضعفها.

الشركات التكنولوجية الكُبرى تتعاون مع قراصنة معلومات

توضيحية (أ ب)

تلجأ الشركات التكنولوجية الضخمة إلى خدمات "قراصنة معلوماتية ودّيين" يهاجمون أنظمتها لرصد نقاط ضعفها، في ظلّ تعاظم خطر القرصنة مع تزايد الأكسسوارات الموصولة بالإنترنت والمطروحة في الأسواق.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وقد يكون هؤلاء الخبراء في القرصنة المعلوماتية، يحقّقون عائدات طائلة أو أنهم مجرّد هواة لهذه الأنشطة. وباتت مهامهم اليوم أكثر شيوعًا مع انتشار "إنترنت الأشياء" الذي يوسّع نطاق هذا المجال، وفق خبراء في هذا الشأن.

وتقول خبيرة القرصنة الأخلاقية والمتخصّصة في الأمن السيبيراني، كيرين إلازاري، إن "قبل ستة أو ثمانية أعوام، كان الأمر مجرّد صيحة في سيليكون فالي".

وباتت اليوم هيئات عدّة، كبيرة مثل البنتاغون والمصارف وشركات الطيران وعمالقة التكنولوجيا وأخرى أصغر حجما تحصى بالآلاف، تعرض برامج مكافآت تُعرف بـ"باغ باونتي" (غنيمة رصد أوجه الخلل)، بحسب ما تكشف الخبيرة خلال مؤتمر في فنلندا من تنظيم "نوكيا" ثالث أكبر مشغّل لشبكات الجيل الخامس 5 جي.

وتضمّ أكبر منصّة للقراصنة الودّيين "هاكر وان" 800 ألف عضو حاليًا. وفي العام 2020، قدّم الزبائن مكافآت مالية بلغت مستوى قياسيًا عند 44 مليون دولار.

لكن هذا المبلغ ليس بالطائل، عند الأخذ في الحسبان أن "مهندسًا معلوماتيًا واحدًا في لندن يكلّف في السنة 80 ألف يورو"، أي نحو 95 ألف دولار، على حدّ قول مهندس الحلول الأمنية في "هاكر وان"، براش سمية.

ولم يعد العالم الرقمي يقتصر على الحواسيب والهواتف، وباتت "هاكر وان" ترسل المزيد من الألعاب والأجهزة والسيارات الموصولة لقراصنة المعلوماتية كي يخرقوا أنظمة زبائنها.

وتقول كيرين إلازاري إن "بالاستناد إلى ما حدث خلال الأعوام الخمسة الماضية، تبيّن لنا أن المجرمين يعتمدون أساليب متقنة لاستخدام الأجهزة الرقمية".

وفي العام 2016، غزت برمجية "ميراي" الخبيثة 300 ألف جهاز، من بينها آلات طبع وكاميرات موصولة بحواسيب، مستخدمة بياناتها للتعرّض لعدّة مواقع إعلامية وحكومية وأخرى لشركات.

وأعلنت "نوكيا" في تشرين الأول/ أكتوبر أنها رصدت ارتفاعًا بنسبة 100% في خروقات البرمجيات الخبيثة للأكسسوارات الموصولة.

وقد تكون العائدات التي يجنيها قراصنة المعلوماتية كبيرة جدًا، فقد تخطّى مئتان من "مصطادي نقاط الخلل" عتبة 100 ألف دولار من المكافآت منذ بدء تعاونهم مع المنصّة وتجاوز تسعة منهم عتبة المليون. وتقدّم "آبل" التي أطلقت برنامجها الخاص في هذا الصدد مكافآت قد تتخطّى مليون دولار.

ويصرّح براش سمية، أن "لا شكّ في أن الحافز المالي عامل مهمّ، لكنّ هؤلاء يطمحون لمعرفة كيف بنيت الهيكلية لتحطيمها وتخريبها".

وأدّى رواج العمل عن بعد في خضّم وباء كوفيد 19 إلى ارتفاع الاشتراكات في "هاكر وان" بنسبة 59%، ما انعكس ازديادًا بواقع الثلث في المكافآت.

وقد لجأت السلطات الفرنسية والبريطانية على سبيل المثال إلى خبراء قرصنة أخلاقية لتفحّص التطبيقات المخصّصة لتتبّع تفشّي الفيروس، بحسب سمية.

وصحيح أن تقنية الجيل الخامس هي أكثر أمنًا من سابقاتها، لكنها أكثر تعقيدًا، ما يزيد من هامش الخطأ.

وفي الاتحاد الأوروبي وسائر أنحاء العالم، تزداد التشريعات المرتبطة بالأمن السيبيراني صرامة وتُشدَّد الغرامات والعقوبات على خلفية انتهاك البيانات.

وتؤكّد الخبيرة في أمن شبكة الجيل الخامس لدى "أدابتيف موبايل"، سيلكي هولتمانز، أن "الشركات كانت تواجه في السابق صعوبات لاستقطاب المزيد من الاستثمارات في هذا المجال، لكن مستوى الأمن بات اليوم ميزة لجذب المزيد من الزبائن وخفض تكاليف التأمين".

التعليقات