لندن: "ريفرسيمبل" تشق طريقها معوّلة على "الثورة الخضراء"

تنطلق شركة "ريفرسيمبل" المصنّعة البريطانية الرائدة في مجال السيّارات العاملة بالهيدروجين، وتشق طريقها معوّلة على "الثورة الخضراء" التي تعهّدت بها لندن الساعية إلى بلوغ الحياد الكربوني في 2050 والطامحة لحظر السيّارات العاملة بالبنزين في غضون 10 سنوات.

لندن:

توضيحية (pixabay)

تنطلق شركة "ريفرسيمبل" المصنّعة البريطانية الرائدة في مجال السيّارات العاملة بالهيدروجين، وتشق طريقها معوّلة على "الثورة الخضراء" التي تعهّدت بها لندن الساعية إلى بلوغ الحياد الكربوني في 2050 والطامحة لحظر السيّارات العاملة بالبنزين في غضون 10 سنوات.

ولا شكّ في أن المركبات القائمة على الهيدروجين لا تزال في بداية مشوارها، مقارنة بالسيّارات الكهربائية المتقدّمة في سوق المركبات المعدومة الانبعاثات.

وهي تسير في مدن كثيرة حول العالم لكنها لا تزال حكرا على قلّة قليلة من المستخدمين.

وباعت مجموعة "هيونداي" الكورية الجنوبية التي تحتّل صدارة هذا المجال 5 آلاف وحدة من نموذجها "نيكسو" هذه السنة في سوق عالمية تضمّ عشرات ملايين السيّارات.

ولا شكّ في أن "ريفرسيمبل" هي شركة ناشئة مقارنة بالعملاق "هيونداي"، لكنها راهنا المصنّع البريطاني الوحيد في هذا المجال مع نموذجها الرائد "رازا".

ولا يخشى مؤسس الشركة، هيوغو سباورز، الموازنة مع كبار المصنّعين لأنه صمّم سيّارته انطلاقا من مزايا بطّارية الهيدروجين، في حين أن المصنّعين التقليديين يحاولون من جهتهم تكييف هذه التكنولوجيا مع المركبات العاملة بالوقود المشتقّ من النفط.

ويرى هيوغو سباورز أن هذه التقنية تتمتّع بميزة كبيرة على البطّاريات الكهربائية، فهي تتيح هامش استقلالية أوسع بكثير.

وهو يقول إن "البطّاريات تبلي بلاء حسنا للمسافات القصيرة، لكن إذا ما أردنا هامش الاستقلالية التي اعتدناها (مع البنزين)، أي 500 كيلومتر تقريبا، فإنّ الهيدروجين أفضل بكثير".

وستدخل "رازا" مرحلة متقدّمة من التجارب في الأشهر المقبلة مع زبائن يدفعون لهذه الاختبارات، مثل المجلس المحلّي في منطقة مونموثشر في وايلز (غربي بريطانيا) الذي يدعم المشروع وقد أعطى موافقته على إنشاء محطّة لشحن الهيدروجين.

وهي المحطّة الوحيدة في المنطقة غير أن التزوّد بالهيدروجين لا يستغرق سوى بضع دقائق، خلافا لشحن البطّارية الكهربائية الذي يستغرق ساعات طويلة.

وهذه السيّارات المزوّدة بخزّان هيدروجين يحوّل إلى كهرباء بواسطة بطّارية توفّر مزايا المركبات الكهربائية بالكامل، وهي لا تصدر أيّ انبعاثات ملوّثة، بل مجرّد بخار مياه.

غير أن بصمتها البيئية لا تزال موضع جدل، فإنتاج الهيدروجين بذاته لا يزال يصدر الكثير من ثاني أكسيد الكربون، وهو المسؤول الرئيسي عن مفعول الدفيئة، إذ إن هذه العملية هي ثمرة إعادة تشكيل الميثان.

والمشكلة الأخرى التي تعرقل تقدّم السيّارات العاملة بالهيدروجين هي كلفتها الباهظة.

وتسعى "ريفرسيمبل" إلى حلّ هذه المشكلة المعقّدة، من خلال عرض نظام تأجير للتملّك بما يشمل كلفة الصيانة والوقود. فالمركبة تبقى ملكا للشركة ومن مصلحتها إذن ضمان طول أمدها.

وتقول جاين برات العضو في مجلس مونموثشر "إنها وسيلة أكثر استدامة من شراء سيّارة".

ويصرّح هيوغو سباورز الذي يعتزم إطلاق سيّارة "رازا" في خلال ثلاث سنوات "نريد أن يكون في وسعنا منافسة سيّارة بسعر "جولف" (فولكسفاغن)، حتّى لو كان تصنيع سيّارتنا أغلى".

والظروف مؤاتية لنموّ الشركة في ضوء سعي بريطانيا إلى تحقيق الحياد الكربوني وإعلانها حظر السيّارات الجديدة العاملة بالبنزين والديزل في البلد بحلول 2030.

التعليقات